نتنياهو «يفجّر المفاجأة» ويكشف عن منشآت ايرانية لانتاج قنابل نووية

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس ما وصفه بـ"دليل قاطع" عن مشروع سري في إيران لتطوير سلاح نووي، من خلال ما عرضه من "النسخ الدقيقة" لعشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية الأصلية التي احتوت معلومات عن برنامج نووي لـ "تطوير ما يعادل 5 قنابل على غرار قنبلة هيروشيما لوضعها في صواريخ باليستية" وذلك على حدّ قوله.

يأتي الكشف عن هذه الوثائق التي يزعم نتنياهو انها تحتوي على “معلومات تجرّم البرنامج النووي الايراني”، مع اقتراب الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 12 ايار المقبل، للبت في موقفه من الاتفاق النووي مع ايران، وفي مسعى اسرائيلي للتأثير على الولايات المتحدة ودعم التوجه القائل  بضرورة انسحابها من الاتفاق وتغيير شروطه  او حتى نسفه، ويظهر ان هذا التصعيد الميداني والسياسي في سوريا ما هو الا حلقة في سياق رفع سقف المواجهة بين الطرفين على وقع التهديدات “النووية” المتبادلة، مع خشية المراقبين وتحذيرهم من نشوب حرب عالمية ثالثة .

وقد ارتفعت في الاونة الاخيرة وتيرة الضربات الاسرائيلية لقواعد ايرانية في سوريا، مع استهداف قصف صاروخي ليل الاحد- الاثنين مراكز اسلحة ومخازن ذخيرة في حماة وحلب ادى الى مقتل 26 شخصا منهم 18 ايرانيا، حسب ما افادت التقارير، ويرجح المراقبون ان تكون اسرائيل هي الجهة التي نفّذت عملية القصف، رغم عدم اعترافها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، إن أحد المواقع التي أصيبت  كان قاعدة للجيش تعرف باسم اللواء 47 قرب مدينة حماة، وتشتهر على نطاق واسع بأنها “مركز لتجنيد المقاتلين الشيعة المدعومين من إيران الذين يحاربون إلى جانب القوات الحكومية السورية”، بحسب الـ”بي بي سي”.

وعن شدة الضربات، قال مركز الزلازل الأورومتوسطي إنه تم رصد زلزال في سوريا بقوة 2،6 درجة على مقياس ريختر، عقب القصف الذي تعرضت له منطقتي حماة وحلب.

تقديرات الخبراء، تشير أيضًا إلى أن الهجوم استهدف بالتحديد مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية، وهي مواقع أنشئت شمالي سوريا بمواصفات خاصة لإخفائها عن أعين الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.

ويشير الخبراء إلى أنّ إيران تسعى إلى إقامة نقاط ومواقع عسكرية استراتيجية في سوريا يمكنها الاعتماد عليها لمواجهة اسرائيل أو غيرها من القوى المناوئة لها في حال اندلاع حرب في المنطقة.

في الشأن نفسه، نقل موقع “بلومبيرغ” عن مايكل أورين نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، قوله إن إسرائيل ستفعل ما في وسعها للقضاء على القدرات العسكرية الإيرانية في سوريا، حتى لو أدى ذلك إلى استهداف أحياء مكتظة بالسكان، وتحدث عن خطوط حمراء تدفع اسرائيل لضرب اهداف ايرانية في سوريا، وتشمل “محاولة إيران بناء مصانع تحت الأرض لتطويرصواريخ أقل فعالية وتحويلها إلى أسلحة موجهة بدقة، أو تزويد إيران حزب الله اللبناني بصواريخ موجهة بدقة، أو بناء قاعدة جوية أو ميناء بحري في سوريا”.

وكان نتنياهو أعلن في مؤتمر صحفي امس، أن “إسرائيل حصلت على ما مجموعه 110 آلاف صفحة من الأرشيف النووي الإيراني تحوي وثائق وصورا وفيديوهات تثبت سعي طهران لتطوير سلاح نووي”، وأضاف أن “الوثائق تظهر برنامجا يحمل اسم “أماد” بدأ العمل فيه سنة 1999، ويهدف إلى تطوير قنابل نووية، تفوق قدرتها قدرة القنبلة التي القيت على هيروشيما خمس مرات”، وأشار نتنياهو إلى أن “الوثائق أصلية ويمكن للولايات المتحدة أن تؤكد صدقها”، حسب قوله.

إقرأ أيضاً: ظريف: نتنياهو هو «صبي» لا يستطيع التوقف عن الكذب

وفي حين نفت ايران عبر وكالة تسنيم الايرانية التقارير الواردة بشأن الهجوم ومقتل العسكريين الايرانيين، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تصريحات نتنياهو، قائلا “ما فعلته إسرائيل وكشفته في المؤتمر الصحافي هو عين الصواب”، وأضاف أنه من غير المقبول السماح لإيران بحيازة السلاح النووي”، كما نقلت “الجزيرة نت” عن ترامب قوله انه “سيعلن قراره بشأن الاتفاق النووي قبل 12 أيار الجاري، لكنه أكد أن ذلك لا يعني أنه لن يسعى للتفاوض للوصول إلى اتفاق جيد مختلف عن الاتفاق الحالي الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة”.

وكانت تقارير سابقة  للمعارضة السورية قد كشفت “كيفية سيطرة إيران على “اللواء 47” التابع للنظام وتحويله إلى نقطة عسكرية إيرانية يديرها الحرس الثوري”، وحصلت “السورية نت” عام 2015 من مصدر خاص على وثيقة مسربة من فرع المخابرات الجوية في حماه، وتشير إلى بسط إيران سيطرتها على “اللواء 47 دبابات” ، عبر الاستيلاء على مقار اللواء من قبل ضباط يكنون ولاءً مطلقاً لإيران”.

وتلفت الوثيقة إلى أن ضباطاً من “الحرس الثوري الإيراني” على رأسهم “الضابط المعروف باسم الحاج أبو علي، والضابط مجيد، والحاج مالك سيد حميد” استولوا على مقار اللواء 47.

إقرأ أيضاً: نتنياهو «يفجّر المفاجأة» ويكشف عن منشآت ايرانية لانتاج قنابل نووية

ويذكر ان اسرائيل كانت قد قصفت في 9 نيسان الماضي قاعدة “التيفور” الجوية هي تستخدم كمركز قيادة للطائرات الايرانية بلا طيار وراح ضحيتها 8 من الخبراء والمستشارين الايرانيين لتتوعد بعدها ايران بالرد، كما شنّت الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا بعدها في 14 نيسان هجوما على منشآت قالت إنها مراكز أسلحة كيمياوية تابعة للنظام السوري.

وفيما يتطلع العالم الى مآل هذه الازمة التي قد تؤدي الى الحرب الموعودة مع ايرن بسبب ملفها النووي الذي يبدو ان صفحته لم تطوَ مع توقيع الاتفاق قبل ثلاثة أعوام بينها وبين الدول الكبرى، فان المراقبين يرون ان المرحلة المقبلة سوف تلقى على عاتق الروس للقيام بمبادرة تهدئة تمنع نشوب هذه الحرب التي لا يرغبها أحد بسبب تأثيراتها الكارثية التي يمكن ان تقع خصوصا وان النفط الخليجي قابل للاشتعال في أية لحظة، في ظل العداء المستحكم بين ضفتي الخليج العربي – الفارسي منذ سنوات.

السابق
مكرزل عايدت العمّال بيومهم العالمي: هنيئاً لكم بيومكم وهنيئاً لنا بكم
التالي
باسيل: من لا يغطس اصبعه بحبر الانتخابات الاحد فهذه وصمة عار عليه!