نقابيون ينعون عيد العمال: اللبنانيون ينتخبون من يهدر حقوقهم!

كيف يعايد كل من كاسترو عبدالله، والدكتور أحمد الديراني، العمل في عيدهم السنوي، وماذا يقولون للعمال؟

بمناسبة الأول من آيار الذي يتزامن مع الانتخابات النيابية اللبنانية في السادس منه، ونتيجة الوضع الرديء الذي يعيشه عمّال لبنان، وّجه رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، كاسترو عبدالله، كلمة الى العمّال، فقال لـ”جنوبية”:

“كما يقال: عيد بأي حال عدت يا عيد. في هذا الوقت المؤسف اولا نتوّجه بمعايدة للعمال والعاملات والعاطلين من العمل، ونتمنى عليهم  أن يفتحوا دفتر حساب، لنقول لكل من أفقرنا وجوّعنا وعطلّنا عن العمل وحرمنا المياه والكهرباء والنقل، وسرقنا منذ عشرات السنين، ولا زالوا يسرقون ضماننا الاجتماعي، والذين لم يقرّوا ضمان الشيخوخة، ولا البطاقة الصحية، ومنعونا عن أي سقف يأوينا وغيّبوا خطة النقل والتنقل الى العمل والجامعة، ونقول لمن يضرب الزراعة، ولمن يتاجر في “ميبر” الدخان، وحرمنا الضمان، واستغل العمال براتب لا يتعدى المليون ليرة، نقول للمياومين بأشكال مختلفة – ولو كانوا في القطاع العام والبلديات وصيادو الاسماك والخدمات، ان هذه الزبائنية السياسية تتاجر بلقمة عيشكم، ان افتحوا دفتر الحساب، وحاسبوا، واذا كان ما نراه من نواب جدد كالشمّاس، والنحّاس، وافرام، ومخزومي، وغيرهم من رجال الاعمال، وحيتان المال، وكل سماسرة الدم والبشر، وكل من وقف بوجه الناس، والعمال، لجهة عدم زيادة الأجور وتصحيحها، بأي حال سيكون مجلس النواب، وهو يضم 60 حوتا و60 تاجرا، لذا نقول للناس حاسبوهم ولا تدعوهم يخلون المجلس، لأن النموذج ظهر من خلال الـ11 مليار دولار كدين عام حيث ستزيد الضريبة على القيمة المضافة، لتصل الى 15% بعد 3 اشهر من انتخاب مجلس النواب، أي في شهر أيلول. وهم التزموا بذلك امام المجتمع الدولي”.

إقرأ يضا: النقابات العمالية تتناحر والسلطة حول الحد الادنى للاجور في القطاع الخاص

“واليوم اللوائح، تقول انه علينا اولوية وهي المقاومة، فلو كانت الاولوية للمقاومة، نقول لهم المقاومة ليست فقط ضد اسرائيل، بل هي من أجل الا يبقى جائع، في الارض. ونقول لهم “كنتم شركاء للفاسدين وغطيتموهم، وانتم تقولون السنيورة فعل هذا، نقول لهم لماذا لم تحاصروه، وانتم موجودون داخل الوزارة والنيابة منذ عقدين من الزمن وأكثر؟”.

و”اذا اخذنا بالمثل القائل (حامي الحرامي حرامي)، نقول تفضّلوا انه وقت المحاسبة. وهذا الكلام للعمال والفقراء: انتخبوا من يدعم المدرسة الرسمية والبرامج الاصلاحية، والقطاع العام”.

وختم، كاسترو عبدالله، بالقول “غدا سننزل في تظاهرة لنرفع الصوت، ضد السلطة والاتحاد العمالي العام والقوى السياسية، التي لها دور بالمحاصصة، والتي اوصلت رئيس الاتحاد وهيئة التنسيق النقابية، والضمان، ومجالس العمل التحكيمية الى الحضيض. فمطلوب محاسبتهم، والا سيحاسبوننا بالضريبة على القيمة المضافة، وبمزيد من البطالة”.

اما، الدكتورأحمد الديراني، رئيس «المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين»، يقول لـ”جنوبية”: “انا لا اخاطب لا النواب ولا هذه الطبقة السياسية الفاشلة، فهي لا أمل يُرجى منها، بمناسبة الاول من آيار، ان وضع العمال اليوم هو في أسوأ الظروف على كافة المستويات، حيث يعيشون أسوأ تركيبة نقابية، رهينة الطائفية، والمذهبية، التي أمسكت بزمام الاتحاد العمالي العام”.

و”بوجود هكذا اتحاد لا يُرجى أي أمل. ولا يجب ان نتوجه اليهم بمناسبة محددة، بل يجب ان يكونوا همنا اليومي. ففي “المرصد” نرى ان ظروف العمال صعبة حيث ان الحركة النقابية لا تطالب لهم بحقوقهم، اضافة الى حقوق المتعاقدين، والضمان، والدرجات، فالاتحاد العمالي العام نفسه وافق على التجديد لمجلس الضمان، اضافة الى ديون الضمان على الدولة، لكن في لبنان من تخطى عامه الستين يصبح بلا ضمان صحي، رغم اننا نطالب بضمان الشيخوخة. فما هذا التناقض؟”.

ويتابع الديراني، بالقول “هذا الواقع العمالي، تتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية “المفوخرة والتلفانة” على كافة المستويات، و”لا تندهي ما في حدا”. فالحركة النقابية لن تأخذ حقوق العمال لانها أتت بدعم سياسي ظاهر، والمصائب العمالية لا تعد ولا تحصى”.

إقرأ ايضا: تجربة خاصة: أنا وعيد العمال وقلمي والطغاة

وختم، الدكتور أحمد الديراني، بالقول “مرشح كالمرشح علي الأمين مش قادرين يتحملوه، فكيف سيغيّرون الوضع العماليّ، وهم من أتى برئيس الإتحاد. والان يتحدثون عن محاربة الفساد، هذه الطبقة السياسية متخليّة عن المعالجات الاقتصادية والاجتماعية، والبلد يُدار بطريقة قمعية”.

فكم سيطول صبر العمال والمستخدمين والفقراء؟

السابق
«الشعب» أسوأ من مرشحيه
التالي
انتخاب المغتربين يُظهر ولاء اللبنانيين لزعمائهم الطائفيين