المسيرة: لائحة «شبعنا حكي» تستمر في التحدي

عندما اتفق أعضاء لائحة «شبعنا حكي» على تشكيلها كانوا يدركون أن المنافسة في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا ـ النبطية ليست سهلة، وأن المواجهة مع الثنائية الشيعية وفي ظل هيمنة السلاح لا تعدو كونها مغامرة محفوفة بالخطر وبالمخاطر. ولكن مع ذلك اختار فادي سلامه وعلي الأمين وأحمد إسماعيل ورامي عليق وعماد قميحة الاستمرار في التحدي. إنه تحدٍّ مع الذات أولاً قبل أن يكون مع الآخرين. تحدٍّ مع الذات لأنه من الواجب أن يكون هناك صوت آخر وأن تكون هناك وجهة للصوت الآخر، وأن تكون هذه الوجهة هي لائحة «شبعنا حكي». وهو تحدٍّ مع الآخرين من أجل كسر حالة الاحتكار وعتبة الخوف من الأحادية ومن الهيمنة وتجاوز مسألة التسليم بأن لا صوت يعلو فوق صوت السلاح.

حتى يوم الجمعة 20 نيسان الحالي كانت الأمور «ماشية». «الحمدلله لم نتعرض بعد لأي اعتداء» قال علي الأمين خلال اتصال هاتفي معه بعد نشر حديثه وحديث رامي عليق في «النجوى ـ المسيرة». يوم الأحد وقعت الواقعة وتعرض علي للاعتداء عندما كان يعلق صوره في قريته شقرا، ليتردد صدى هذا الاعتداء في كل لبنان، خصوصًا بعدما اتهم الأمين «حزب الله» بالوقوف وراءه، وليوضع هذا الحادث ضمن خانة الحوادث الأمنية الانتخابية التي توزعت في كل المناطق من الجنوب الى الشوف وعاليه وبيروت وطرابلس وعكار والبقاع.

إذا كانت هناك ثمة رسالة من خلال ما حصل في بلدة شقرا، فقد وصلت. ولكن بدل أن يخاف أعضاء اللائحة ويتراجعوا وينكفئوا ويختبئوا، زادتهم الضربات التي تعرض لها الأمين إيماناً بأن ترشيحهم كان في محله وفي المكان المناسب، وزادتهم اقتناعًا بضرورة استكمال المعركة الانتخابية حتى النهاية، وحتى تكون هذه المعركة كسرًا للمحرّمات وتحضيرًا للمعارك الانتخابية المقبلة. من أجل كل ذلك هناك تصميم على خوض المنافسة.

وبعد المقابلتين مع عضوي اللائحة علي الأمين ورامي عليق في العدد السابق، تحاور «النجوى ـ المسيرة» في هذا العدد كلا من فادي سلامة وعماد قميحة وأحمد إسماعيل الذين أعلنوا الاستمرار في المعركة ضد الهيمنة وضد الفساد، مع الأمل بأن لا يتكرر ما حصل مع السيد علي الأمين وأن يكون التنافس ديمقراطيًا وبالوسائل والطرق الديمقراطية.

عماد قميحة: الاعتداء نتيجة التحريض وتحالفنا ضد الفساد والهيمنة

قال المرشّح عماد قميحة عضو لائحة «شبعنا حكي» عن حادثة الإعتداء على الصحافي علي الأمين: «لم نتفاجأ بهذا الأداء، ليس لأن هذا من شيم أهل الجنوب، بل لأن حجم التحريض الإعلامي وبثّ الشائعات علينا، قد حوّلنا عند بعض البسطاء، وعن سابق تصوّر وتصميم، من أشخاص يطالبون بأبسط حقوق الجنوبيين، كما كل مواطني لبنان، إلى عملاء ومعادين للمقاومة! وأكد أن هذه الإفتراءات علينا خلقت عند بعض أصحاب الرؤوس الحامية حالة عدائية باتجاهنا تُرجمت من خلال الإعتداء الجسدي على المرشّح علي الأمين». وأضاف: «لا يسعنا في هذه الحالة إلا التأكيد على خطنا المعارض والمتصدّي لكل أنواع الفساد والتسلّط والهيمنة. ونطالب مرة أخرى القوى الأمنية القيام بواجباتها حفاظاً على مصداقية اللعبة الإنتخابية وديمقراطيتها قبل أي شيء آخر، وإلا فإن التشكيك بالنتائج سيكون من البديهيات».

أضاف قميحة: «نحن لم نترشّح بوجه «حزب الله» فقط، وإنما ترشُّحُنا هو في وجه نهج الفساد والمحاصصة المتحكّم بالأداء السياسي لمعظم الطبقة السياسية المسيطرة على مقاليد الحكم بالبلد منذ تسعينات القرن الماضي ولم تجلب للوطن إلا الويلات والمصائب، ليس أقلها الدين العام، فضلاً عن كل المآسي التي لا مجال هنا لتعدادها، والتي يعرفها المواطن اللبناني جيداً، لأنه يكتوي منها يومياً، و»حزب الله» في هذه المرحلة يشكّل الرافعة والحاضنة لهذه الطبقة الفاسدة».

وعن عدم توحيد المعارضة، أشار إلى «جهود كبيرة بُذلت لتوحيد مروحة واسعة من القوى السياسية لانضمامها في لائحة موّحدة، إلا أننا اصطدمنا بفيتوات مسبقة خاصة من الحزب الشيوعي، واللافت أن هذه الفيتوات نفسها التي رفعها الشيوعي في الدائرة الثالثة تذلّلت في دوائر أخرى! حتى قيل من بعض المتابعين في مرحلة تركيب اللوائح، إن أداء الشيوعي أقل ما يقال فيه أنه مشبوه ويفتقد إلى الحد الأدنى من التكتيك الإنتخابي الذي أضرّ به قبل أي أحد آخر، فتصوّر أنه مع بدايات مرحلة التفاوض كان هناك شبه إجماع عند معظم الأطراف بأن الشيوعي يمكن أن يلعب الدور المحوري الذي تلتف حوله باقي القوى الإعتراضية، إلا أنه، للأسف، عمل على تشتيتها، ولم يتمكن من استيعاب حتى قوى يسارية قريبة منه (مثل حبيب صادق)! وانتهى المطاف به ليشكل لائحة منفرداً! أما مع أحمد الأسعد فقطعنا شوطاً مهماً بيننا،إلا أنه وفي الربع الساعة الأخير اختلفنا على تفاصيل صغيرة، ما أدى إلى انفراط التوافق معه».

وبالنسبة لإمكانية إحداث خروقات، أشار إلى «أننا نواجه ثنائياً يمتلك من الإمكانيات الضخمة والدعاية الإنتخابية المفتوحة مع خطاب ديني تخويني عُمل عليه لسنوات طويلة، مما يجعل من إمكانية الخرق أمرًا صعبًا جداً، إلا أن حجم الإمتعاض عند الناس وحجم الفشل في تجربتهم النيابية وتطلّع الجنوبيين إلى التغيير وكسر احتكار التمثيل الممتد لأكثر من 26 سنة سيعزّز الأمل في إحداث خرق ما، وهذا مرهون بجرأة الناس وشجاعتهم في ترجمة حالة «القرف» لديهم في صندوقة الاقتراع».

وعن قانون الإنتخاب الجديد، قال قميحة: «لا شك أن التقسيمات الحالية أفضل بكثير من التقسيمات السابقة، ولو أنها فُصّلت كي لا تخدم القوى الإعتراضية، فالدائرة الثالثة التي نحن فيها هي الأكبر على مستوى لبنان من حيث الجغرافيا ومن حيث عدد الناخبين وكان يفترض تقسيمها إلى دائرتين».

وعن التحالف مع «القوات»، قال قميحة: «القوات» تشبهنا، إن من حيث مشروعها السياسي العام ورؤيتها لمشروع قيام الدولة، أو من حيث أداء وزرائها في الحكومة وتجربتهم التي لا تشوبها شائبة باعتراف الخصوم قبل الأصدقاء، فكان تحالفنا أمرًا أكثر من طبيعي».

وعن تدخلات للسلطة والأجهزة الأمنية، اعتبر أنه لولا زيارة الوزير جبران باسيل إلى رميش وتهديده «الوقح» للأهالي بمنع الخدمات عنهم إن لم يصوّتوا للائحة المدعومة من تياره، لما كنا سجّلنا أي تدخّل مباشر.

وعما إذا كانوا يؤدون اليوم دور اليسار السابق، قال: «إذا كان المقصود بالدور هو المطالبة بحقوق المواطنيين والوقوف بوجه ما يمكن تسميته بـ»الإقطاع الجديد» فيكون الجواب بكل تأكيد نعم».

أحمد إسماعيل: نواجه نهج الإلغاء ووصاية إيران من خلال «حزب الله»

اعتبر المرشّح في لائحة «شبعنا حكي» أحمد اسماعيل، أن «الإعتداء على السيد علي الأمين، ليس سابقة في الجنوب، بل أصبح تراثاً لنهج الإلغاء لأصحاب الرأي الآخر الذين يشكّلون معارضة جدّية لنهج «حزب الله». هذا الإعتداء يثبت حقيقة ما كنا نشير إليه سابقاً، وهو يفضح أزمة بنيوية هذا الحزب على مستوى لبنان كله».

أضاف إسماعيل إن «الترشّح للإنتخابات هو رد طبيعي على ما آلت إليه البلاد نحو الهاوية، وخصوصاً في قهر الدولة من داخلها، وإفراغ محتواها من حيث انتهاك القانون والدستور يومياً من قبل الذين لا يريدون دولة قوية لتبقى مزرعتهم أقوى ليتحكّموا بمفاصل البلد».

واعتبر ان «حزب الله» أصبح أكبر من البلد ولديه فائض قوة، وهو يحاول مسك كل الأمور ويتحكّم في إدارة الأزمة متى يشاء بحسب مصالحه ومصالح الدور الإقليمي الذي يؤدّيه.

وعن عدم انضمام قوى متضرّرة من «حزب الله» إلى اللائحة، لفت اسماعيل، إلى أن في الجنوب قوى سياسية غير «الثنائي الشيعي» وهي ضد السياسة التي يسلكها»حزب الله»، ودخلت الإنتخابات لأنها تريد اللعبة الإنتخابية ولا تريد المواجهة مع «الثنائي».

ولفت إلى أن «اللائحة تعوّل على كسر حاجز الخوف والصمت في الجنوب، وتسعى لرفع الصوت عاليا مع الناس ونقول معهم لا لهذه «الكمّاشة» القابضة على حياة أهل الجنوب ما أدخل نمطاً جديداً على سلوك وتقاليد وعيش الجنوبيين، والذي أصبح جسماً عجيباً لم يشهده الجنوب من قبل بكل المراحل التي مر بها.. نحن نطمح لتأسيس حالة جديدة واضحة وجدية ما بين الجنوبيين لتكون معارضة حقيقية سوف تستمر وتكبر حتى ما بعد 7 أيار، والخرق الذي سنفتخر به أننا استطعنا التحدي والمواجهة، والحفاظ على التنوّع ووجود الأحرار».

وعمن يدعم لائحة «شبعنا حكي»، قال قميحة: «نحن كلائحة نرفض أي تدخل أجنبي في بلدنا وفي قرارنا الداخلي وأي وصاية، نحن نواجه وصاية إيران على لبنان من خلال «حزب الله»، فكيف نرضى أن نكون في خدمة سياسة أي دولة إقليمية أو غيرها؟ لقد حاولوا التشويه والإتهام لتبرير ولائهم لدولة خارجية، نحن ترشحنا لتثبيت الولاء للوطن فقط لا غير».

وبالنسبة للقانون الإنتخابي الجديد، رأى أن «هذا القانون برغم نسبيته الإيجابية، لكنه في تقسيمه الإداري في الجنوب جاء لمصلحة «الثنائي الشيعي» الذي فرض هكذا دوائر لتكون لصالحه، وخصوصاً الدائرة الثالثة التي أضاف إليها بنت جبيل ليتحكم في فوزه».

وعما إذا كانت تمارَس ضغوط بوجه اللائحة، قال قميحة: «نحن لسنا مستجدين على الساحة الجنوبية، دوما هناك مضايقات ومحاولات كسر إرادتنا وحتى أنها وصلت إلى فبركات واستدعاءات من قبل بعض الأجهزة، طاولتني شخصياً، لكن لم يستطيعوا كسر عزيمتنا وإيماننا، واستمرينا على رغم كل الصعوبات، والإنتخابات هي محطة نخوض غمارها بتحدٍّ وبصلابة من أجل الأحرار والمؤمنين بالدولة والقانون».

أما بالنسبة للتحالف مع «القوات اللبنانية»، فقال: «ما جمعنا مع «القوات اللبنانية» هو نظافة الكف في ظل الفساد المستشري في غالبية القطاعات ولا سيما الكهرباء وغيرها. أما من الناحية السياسية، فـ»القوات»أجرت قراءة نقدية لأدائها السابق وتجرأ رئيسها الدكتور سمير جعجع على تحمل جزء من المسؤولية إبان الحرب الأهلية، وهو وافق على اتفاق الطائف كمدخل لحل الأزمة اللبنانية ووضع حد لمأساة الحروب المدمرة ونقد التجربة واعترافهم بالأخطاء، الأمر الذي لم يفعله أي مكوّن آخر سوى الشهيد جورج حاوي، الذي بدوره أبدى ذات القراءة النقدية وفي تحمّل جزء من المسؤولية والوحيدين اللذين تجرأا على المصالحة الوطنية آنذاك وتحديا العامل السوري الرافض لتلك المصالحة على خلفية منع اللبنانيين من الإلتقاء وإجراء المصالحة الا تحت ادارة مخابراتهم، ولهذا دفعا ثمن جرأتهما بحيث زُجّ بجعجع في السجن واتخذ قرار انهاء حاوي سياسياً وجسدياً.

لذا نرى أهمية دور هذه المصالحة الجدية وإعطائها بعدها الوطني الداخلي في إبقاء تحمل الدور والمسؤولية من اجل استكمالها وحمايتها وإرسائها من أجل حماية سيادة لبنان وإقامة دولة القانون والمؤسسات، ورفضاً لأي تبعية خارجية وصناعة القرار الوطني من الداخل، مهما كانت الإعتبارات الخارجية، وهذه أهمية المصالحة التي ذكرناها، وهذا ما جمعنا مع «القوات» في الإنتخابات في ظل هذه العناوين اللبنانية الواضحة ولأجل القول نحن لبنانيون نريد أن نستمر معاً ونعيش معاً وهذه الأرض لنا جمعينا وممنوع العودة إلى الوراء مهما كلف الأمر».

وعن وجود تدخلات للسلطة جنوباً، لفت إلى تدخلات عديدة كاستعمال كل المرافق العامة والدينية واستغلالها واستعمال المال العام في تأمين خدمات ظرفية من زفت وكهرباء وتنفيذ بعض المشاريع التي نادى بها الناس من 9 سنوات، باشروا بها اليوم، حتى بدون دراسات تقنية وعلمية.

وعما إذا كانت اللائحة تحل محل اليسار السابق، اعتبر اسماعيل، أنه «كان لليسار في الجنوب الدور الفاعل في تنشيط الحياة السياسية والثقافية والمطلبية، وأيضاً في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، لكن للأسف، انكفأ هذا اليسار الرسمي الحزبي لصالح القوى المذهبية الفئوية وتماهى مع سياسته في تبني شعاراته ومواقفه الداخلية والإقليمية، وأصبح جزءاً من منظومته العضوية، لذلك، فإن الناس باتوا يذهبون إلى النبع وإلى مصدر هذه المواقف، أي «حزب الله» ما دامت أحزاب اليسار التاريخية تنتهج السياسات نفسها. لكن هناك يساريون كثر غير منضوين في أحزاب، ولهم ثقل وحيثية كبيرة داخل المجتمع الجنوبي، كما أنهم غير مقيّدين بالأحزاب التاريخية التي خرجوا منها اعتراضاً على انحرافها عن الدور الوطني. وبالتالي، هناك يسار ملتحق بأدوات الممانعة، ويسار يحمل القضية الوطنية ببعدها القانوني والمؤسساتي، ونعمل في هذه الإنتخابات وقبلها وبعدها جاهدين من أجل رفع دور اليسار الواضح، وهناك أمل كبير في استنهاض تلك الحالة».

ية الانتخابية التي توزعت في كل المناطق من الجنوب الى الشوف وعاليه وبيروت وطرابلس وعكار والبقاع.

إذا كانت هناك ثمة رسالة من خلال ما حصل في بلدة شقرا، فقد وصلت. ولكن بدل أن يخاف أعضاء اللائحة ويتراجعوا وينكفئوا ويختبئوا، زادتهم الضربات التي تعرض لها الأمين إيماناً بأن ترشيحهم كان في محله وفي المكان المناسب، وزادتهم اقتناعًا بضرورة استكمال المعركة الانتخابية حتى النهاية، وحتى تكون هذه المعركة كسرًا للمحرّمات وتحضيرًا للمعارك الانتخابية المقبلة. من أجل كل ذلك هناك تصميم على خوض المنافسة.

وبعد المقابلتين مع عضوي اللائحة علي الأمين ورامي عليق في العدد السابق، تحاور «النجوى ـ المسيرة» في هذا العدد كلا من فادي سلامة وعماد قميحة وأحمد إسماعيل الذين أعلنوا الاستمرار في المعركة ضد الهيمنة وضد الفساد، مع الأمل بأن لا يتكرر ما حصل مع السيد علي الأمين وأن يكون التنافس ديمقراطيًا وبالوسائل والطرق الديمقراطية.

فادي سلامه: تحالفاتنا تشبهنا وتاريخ «القوات» يشهد

هل تعتبر ترشيحك تحديًا وما أهمية هذه الخطوة والهدف منها؟ وماذا يعني أن يكون لـ«القوات» مرشح في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا ـ النبطية؟

«القوات اللبنانية» حزب سياسي عريق له نضالاتُه وتضحياتُه الوطنية في كل المراحل التي مر بها لبنان، تؤيّده شعبيةٌ تتخطى حدود منطقة او طائفة معيّنة، ويمثل جزءاً كبيرا وحجماً وازناً من النسيج اللبناني يمتد من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب.

ترشحي بحد ذاته ليس تحديًا في وجه أحد ولم يأتِ طمعاً بالمنصب بعينه أو تحقيقاً لسلطة أو مركز، نحن لسنا «طمّاعي مراكز» وتاريخ «القوات يشهد»، بل هناك رغبة صادقة من حزبي ومني في خدمة المنطقة وأبنائها، وفي تأمين تمثيل حقيقي وصحي لها، فنكون بالعمل والحق وليس بالشعارات الوهمية صوتاً لأهلنا في المجلس النيابي، عاملين على استرداد الكثير الكثير من الحقوق التي هدرت طيلة العقود الماضية.

هل تشكيل اللائحة في هذه الدائرة خطوة حيث لا يجرؤ الآخرون؟ وما أهمية أن تكون هذه اللائحة في هذه الدائرة، خصوصًا بعد الاعتداء على المرشح علي الأمين؟

لكي نعلم مدى همية لائحة «شبعنا حكي» تحديداً في دائرة الجنوب الثالثة، يكفي أن نرى ما حدث مع الصحافي علي الأمين، الزميل على لائحة «شبعنا حكي»، من محاولة ترهيب واعتداء بالضرب من قبل مجموعة مسلحة من شباب منتمين إلى «حزب الله».

إن هذه المشهدية بعينها، تختصر ما تشكله هذه اللائحة وما تعنيه لكثيرين من أبناء الجنوب بمختلف أطيافهم من معاني الثورة على الواقع المرفوض، وكيف أن مجرد وجودها وخوضها الاستحقاق الانتخابي أخاف الطرف الآخر.

إن التململ لدى أهلنا وأخوتنا الشيعة أصبح في أعلى درجاته، ونلمسه من خلال توجهات الرافضين للوضع الذي يعيشونه والمستوى المتردي في الأمن والإنماء وكافة الأصعدة، والذي كان نتيجة حتمية لغياب المسؤولين عن حاجاتهم وأوجاعهم وهواجسهم.

ولا عجب أن تتحالف «القوات اللبنانية» مع ما يمثله أعضاء اللائحة من خط سيادي واضح ومنفصل عن مفاهيم وعقائد تحول دون بناء الدولة القوية بمؤسساتها وأجهزتها العسكرية، فهمومنا مشتركة وهواجسنا واحتياجاتنا واحدة.

ما هي الأسس التي تقوم عليها اللائحة؟

إن «القوات اللبنانية» وفي جميع التحالفات الانتخابية التي بنتها في جميع الدوائر على مساحة الوطن، أثبتت مرة جديدة أنّها لا تخوض الاستحقاق لاهثةً وراء المقاعد فتنسج تحالفات مصلحية موقتة غير مفهومة التوجه، كما فعل آخرون.

ثوابتنا واضحة، والأسس التي تقوم عليها اللائحة أتت منسجمة كل الانسجام مع هذه الثوابت، وما كنّا لنرضى بعكس ذلك. ولا شك أن الزملاء على اللائحة، ونحن منسجمون في الطرح الوطني السيادي العريض ومحاربة الفساد.

وهنا لا بد من التعبير عن العجب مما رأيناه في التحالفات الانتخابية غير المبنية على أسس واضحة أو أرضية مشتركة، فكيف يكون تحالف مع من تختلف معهم على الجوهر والقضية كما تزعم؟ وكيف تتحالف سياسياً مع أطراف يحملون توجهات مختلفة ومفاهيم مغايرة لمفاهيمك في بناء الدولة؟

وهنا نتساءل كيف تودّ هذه الأحزاب الوصول الى السلطة متحالفةً مع أخصامها، لتعود وتحاربهم بعدها وتتباين معهم في النظرة الى الدولة وإدارة شؤونها؟ أوليس وصولك بهدف محاربة الفكر السياسي لهؤلاء الذي تعتبره غير فاعلوتريد بوصولك تقويم «اعوجاجهم» في سبيل بناء الدولة؟

هذا يؤكد أن الهدف الحقيقي لهؤلاء هو الوصول الى السلطة مهما كان الثمن، الأمر الذي يجب أن يثير تساؤل الناخبين ويحرك وعيهم. وهنا أدعوهم إلى تحليل كل تلك المعطيات عند بناء خياراتهم، والتوجه الى صناديق الاقتراع حاملين إليها في أوراقهم الدولة التي يطمحون حقاً للعيش فيها.

كيف تلمسون تجاوب الناس معكم؟ هل تراهنون على إحداث خرق؟

لا أبالغ إن قلت أني في كل يوم ألمس محبة الناس الكبيرة ودعمهم لي، وفي كل لقاء أو زيارة ألقى تجاوباً كبيراً يعربون عنه تجاهنا.

ان أهلنا في الجنوب توّاقون الى استعادة التمثيل الحقيقي لخط المقاومة المسيحية الحقيقية، والكل يعلم أننا لا نتلطى خلف مجرّد شعارات فارغة خلال فترة الانتخابات لاستمالة الناخبين والاستخفاف بكراماتهم وعقولهم. إن نهجنا واحد في كل الظروف، ونسعى دائماً وبثبات إلى بناء دولة قوية عادلة لجميع أبنائها.

وأقولها صراحة أنا أراهن على وعي الجنوبيين في تحديد خياراتهم، وهم يعرفون جيداً من يعد ويفي بوعوده، ويعرفون تمام المعرفة أن من مثّلهم طيلة السنوات الماضية لم يسهم في تقديم أي شيء لهم.

وهنا أستذكر حادثةً تؤكد على ما سبق وأثرت كثيراً في نفسي، عندما جاء يحدّثني أحد الشباب بعد لقاء قمت به في زيارة لإحدى القرى الجنوبية، ليقول لي إنه «استعاد الأمل بوجود من يمثله كمسيحي في هذه المنطقة لافتاً إلى أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها مرشحٌ أو حتى نائبٌ منذ عشرات السنين إلى هذه القرية المسيحية، معبّراُ عن ثقته بمنح صوته لي»، لأفاجأ بعدها بأنه ينتمي إلى خط سياسي آخر.

وهنا من الواجب أن أشكر كل من أعرب عن دعمه لي، خصوصاً من هم من خط سياسي مختلف عنا، بالإضافة إلى دعم أحزاب صديقة كالرفاق في حزب الكتائب الذين كانوا سبّاقين في دعم ترشيحي.

فالأصوات التي سننالها هي إصوات كل من يؤمن بهذا الخط الحر من أهلنا في الجنوب ومن جميع الطوائف والاتجاهات، وأنا مدين لهم بهذه الثقة التي يمنحونني إيّاها.

لذلك أقولها بثقة، اننا نتوجه الى صناديق الاقتراع في 6 أيار وكلنا أمل أن الناخب سيعرف من يختار لتمثيله، لأنه هو سيد القرار وسيحافظ على هذه الكرامة الممنوحة لقيمته الانسانية بالتعبير حراً دون قيود عن رأيه وتطلعاته.

على ماذا تركزون في شعاراتكم وحملاتكم؟

أنا ابن الجنوب وأعلم جيداً احتياجات ومتطلبات منطقتي وأهلي، لذلك تصب حملتي في إطارنقاط برنامجي الانتخابي الذي هو استكمال للنهج الإصلاحي التنموي، وسعيي الدائم سيتركزعلى تطوير مجالات التعليم والصحة والزراعة، ودفع العجلة الاقتصادية في المنطقة مع كل ما لذلك من أثرإيجابيعلى تقدمها وازدهارها.ولعل أهم ما أسعى إليه هو مشروع إقامة فرع لجامعة البلمند على أرضٍ قدمتها مطرانية الروم الأرثوذكس،والسعي لازالة العراقيل التي وضعت لايقافه .

إقرأ أيضاً: المرشح علي الامين: تمزيق لافتات «شبعنا حكي» قد يكون اعتداءا فرديا

أما بعد، «نحنا ولاد هالأرض» شعار اخترته في حملتي وهو ليس مجرد شعار رنان لإيهام الناس وجذبهم، إنّه لمن الخطيئة الكبرى الكذب على الناس من أجل الوصول الى السلطة والنظر إليهم كأرتال من الأصوات الانتخابية وليس كقيم إنسانية يحق لها العيش الكريم الهانئ، وهنا لبّ تربيتنا الحزبية والأخلاقية.

إن شعاري هو اختصار حقيقي لنضالنا وتجذرنا الفعلي في أرضنا، فوجودنا ليس منّة من أحد بل هو ثمرة تعب أجدادنا وحفاظهم بالعرق والدم على أرضهم. هو حكاية نضالنا اليومي، باللحم الحيّ، وعلى رغم قلة الموارد المُتاحة لكي نبقى هنا، صامدين كأرز لبنان، فلا تقتلعنا أي رياح مهما كانت عاتية ومن أي مكان أتت. الأرض أرضنا، ومن حقنا كما من واجبنا البقاء فيها، وللتمكن من ذلك لا بد من تأمين مقوّمات البقاء والحياة الكريمة اللائقة لأهلنا.

هل تواجهكم عقبات وعراقيل على الأرض وما هي المحاذير التي تعترضكم؟

في منطقة مرجعيون حاصبيا نحن نقدم نموذجاً حياً عن التعايش والعيش المشترك بين أهلنا، نحن نعيش في جو من الإلفة والوحدة بين كافة أهالي المنطقة، همومنا مشتركة وانتماؤنا الى أرضنا يجمعنا، من دون أي توترات في الأجواء العامة، وسبق وقلت إن الجنوبيين واعون ولا ينزلقون الى أي نوع من المشاحنات أو مظاهر التخلف.

إلا أننا نتوقف عند الاعتداء الذي قامت به مجموعة من الشبان على الزميل علي الأمين ونطالب الجهات المعنية بأن تكون حازمة مع هذا الموضوع، وإحقاق الحق وإنزال العقوبة بالفاعلين كائناً من كانوا، فما حصل غير مقبول ولا يعبّر عن صورة الجنوب الحضارية وعن الديمقراطية التي نتغنى بها في هذا البلد.والمحاسبة لازمة من أجل ثقة اللبناني بدولته، فيعلم كل من تسوّل له نفسه القيام بأعمال مشابهة أن القانون لا يرحم أحداً وأن لا سلطة تعلو سلطة القانون وهيبة المؤسسات.

إقرأ أيضاً: انتخابات لبنان: «شبعنا حكي» الشيعية تنافس حزب الله، والحريري يطلق تطبيقاً لصور السيلفي!

هل تتحركون كلائحة أم بصورة فردية؟

لا شك أن العمل يكون بحسب متطلبات المعركة. إننا نعملكلائحة منسجمة ومتحدة في كثير من الأحيان والتنسيق مستمر بين جميع المرشحين، وطبعا على خط موازٍ فإنّ كلاً منا يعمل بصورة فردية وذلك بحسب منطقته وخصوصيتها وتبعاً لمتطلبات المعركة بهدف إنجاحها.

علي الأمين: هذا شرف لنا

تعليقاً على الاعتداء الذي تعرض له في بلدته شقرا يوم الأحد 22 نيسان الحالي، قال المرشح في لائحة «شبعنا حكي» علي الأمين: «كنت أريد أن أعلق صوري في بلدتي شقرا. ما حملوها. أول صورة، هجموا وبدأوا يكيلون الشتائم «يا عملاء». كانوا يريدون مني أن أهرب. فشروا. لم يكن من الوارد بالنسبة إلي أن أهرب. كنت أفضل الموت على الفرار لأن المسألة تتطلب وقفة. ما رح إقبل بضيعتي ما أقدر علِّق صوري. اعتدوا عليّ ودفشوني لأهرب. ما هربت. شتائم. إهانات. ضرب. هيدا شرف لإلنا. الحمدلله عارفين حالنا شو عم نعمل ووين عم نشتغل. منعرف تفاصيل المكان ومش مستغربين إنو يصير اللي صار. هيدا عمل مرفوض ويؤكد صحة المسار الماشيين فيه وهيدا بيربحنا وما بيزعجنا».

السابق
المرشح جهاد مطر لـ «جنوبية»: الاستحقاق الانتخابي حولته الطبقة الحاكمة الى تشبيح وبلطجة…
التالي
ربيع فقيه بُترت ساقاه بلغم اسرائيلي…والتعويض 100 ألف ليرة!