مصير ديموغرافية لبنان بخطر: هل يتكرر سيناريو «الدلهمية»!

تشكل بلدة الدلهمية البقاعية نموذجا للقرى اللبنانية المهددة بتوطين اكبر عدد من اللاجئين السوريين، خاصة وانها شهدت سابقا تجنيس 1500 من البدو العرب في حين لا يتجاوزعدد سكانها الاصليين الـ 700 شخص، وبذلك اصبح التمثيل البلدي لسكان البلدة الاصليين معدوما!

يشكّل هاجس توطين السوريين في لبنان وما يحمله من خطورة على النسيج اللبناني برمته مسألة ضاغطة، فبعد مقررات مؤتمري “بروكسل” و”سيدر” باتت النوايا الدولية مكشوفة لجعل لبنان ليس فقط حديقة خلفية ترمى فيها “مخلفات الحرب” و”ساحة انتظار وايواء” انما الخشيه اصبحتمن تغيير وجهه الديموغرافي وتحميله ما لا طاقة به، وبعيدا عن حديث العنصرية والاتهام الذي بات معلبا وجاهزا من قبل بعض الاطراف لـ “اهداف في نفس يعقوب” فإن لهؤلاء المبعدين بسبب الحرب ودخول بعض الاطراف اللبنانية بها، حقوق كمواطنين بالعودة الى بلدهم الام سوريا خاصة بعد الحديث عن مساحات آمنة وبعيدة عن نيران الحرب.
وحاليا يتركز في بلدة الدلهمية 40 مخيما من اصل 90 مخيما توزعوا في البقاع الأوسط، يبلغ عددهم بحسب المفوضية العليا للاجئين السوريين 12 الف لاجىء، وهي عبارة عن منطقة زراعية تقع على مقربة من مدينة زحلة.
الناشط المدني شفيق حبيب كتب على صفحته في فيسبوك بيانا استدعى التوقف عنده والاشارة اليه:

دلول: التوطين مستبعد
الوزير السابق محسن دلول وفي اتصال معه نفى امكانية تنفيذ مشروع اعطاء اقامة دائمة للاجئين السوريين في لبنان واكد ان “ذلك مستبعد تحت اي عنوان وليس سوى فقاعة انتخابية ويجري التداول به لتجييش الرأي العام لطرف ضد اخر”.

محسن دلول

شمعون: الاتحاد الاوروبي هو عدو لبنان الحقيقي
الدكتور عماد شمعون رئيس “المجلس الوطني المسيحي من أجل الفدرالية” اكد لـ”جنوبية” ان”هذا الموضوع مرفوض بالنسبة الينا وطنيا مع احترامنا للشعب السوري ولمعاناته، والمسألة هنا لا تتعلق بجنسيتهم كسوريين فحتى لو كان هؤلاء بريطانيين او من اي جنسية اخرى، سيكون لدينا الموقف ذاته، لذلك ارى ان لبنان سيتحول الى وطن للسوريين في المستقبل القريب، لان عددهم سيصبح موازيا لعدد اللبنانيين او ربما سيفوقونهم عددا بعد عدة سنوات”، وتساءل شمعون “اذا كان السوريون عربا لماذا لا تستقبلهم اي دولة عربية في حين تستقبلهم دولا اوروبية كثيرة وتهتم بشؤونهم الانسانية؟”
ولفت شمعون الى ان”الفلسطينيين لم يحصلوا على تلك الحقوق التي قدمت للنازحين السوريين في لبنان، ومؤخراشهدنا اصدار قرار حول اعطاء السوري الاقامة الدائمة في حال تملكه شقة!”


“ارى ان الاتحاد الاوروبي هو اكبر عدو للبنان ويضع ثقله لضم لبنان الى سوريا ويورد ذلك ضمن خططه خاصة وان الظروف الديمغرافية تسمح بذلك دون اقامة حرب” يقول شمعون “ومع مرور الوقت ربما سيصل نائبا منهم الى البرلمان اللبناني بما انه يحمل الجنسية اللبنانية ويصبح صوت سوريا في لبنان”.
ويختم شمعون “البعض يرى ذلك مستبعدا ولكننا نعيشه ونشهد على تنفيذه شيئا فشيئا، والمقايضة القائمة ظاهرة وعلنية، والا كيف نفسر اشتراط اعطائنا المساعدات مقابل تأمين وظائف للنازحين السوريين وتأمين بيوت واقامة لهم!”
وسؤالي الى المسؤولين السياسيين اللبنانيين “اي دولة في العالم تستقبل لاجئين يبلغ عددهم نصف عدد سكانهم!؟”

المعدراني: التوطين مرفوض وعلى الدولة ان تتحمل مسؤولياتها
رئيس جمعية انماء الدلهمية والمختار السابق دهام امين المعدراني اشار في حديث لـ”جنوبية”الى انه “عندما زار الرئيس الفرنسي بلدتنا صرّحنا بأننا ضد توطين الاخوة اللاجئين السورييين واعطائهم الجنسية اللبنانية، وذلك حرصا على حقوقهم وحقوقنا في آن، ومسألة اعطاء اموال للبنان كديون طويلة الامد بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا” واضاف المعدراني ” لست بصدد الدفاع عن احد ومصالحنا الوطنية فوق اي اعتبار، ولكن يجب وضع الامور في نصابها الصحيح ، فنحن نعيش في محيط يشهد حروبا تشتعل حولنا، وما الوجود السوري الا شكل من اشكال اللجوء ونصر على بقائه كذلك”.
من جهة اخرى،رأى المعدراني ان “العمالة السورية موجودة في بلدنا قبل اندلاع الازمة السورية وهي تشكل عصب المرفق الزراعي والكثير من المهن لا يقوم بها اللبناني كالزراعة والري وعامل محطة وغير ذلك، لذلك اشدد على ضرورة تنظيم اوضاعهم وتأمين ظروف اجتماعية لائقة بهم كلاجئين وهنا اتوجه الى الدولة اللبنانية فهي المسؤولة عنهم ويجب عدم الاعتماد بشكل كلي على المنظمات والهيئات الانسانية وعلى الدولة ان تقوم بواجبها”.

المختار دهام المعدراني
وماذا عن البدو العرب الذين جنسوا في الدلهمية؟
اجاب المعدراني “اعلن صراحة انه مورست ضغوط كبيرة علينا سابقا، ولم نتمكن من مواجهة هذه المسألة وهناك مشكلة اخرى وهي ان الجيل الجديد من هؤلاء اي اولادهم لم يسجلوا في الدوائر اللبنانية، وهم بحاجة الى مرسوم تجنيس جديد!”
ولفت المختار دهام المعدراني الى” ان تواجدهم ليس داخل البلدة ولا يوجد لهم اي حضور وهم في خراج بلدة الدلهمية، ونحن الان نعمل جاهدين على نقل نفوسهم الى بلدتهم الاصلية وهي الفاعور ووجهنا كتابا بهذا الصدد الى وزارة الداخلية خاصة وان عدد هؤلاء يفوق عدد السكان الاصليين بأضعاف وهذا امر غير مقبول ونرفضه”.

اقرأ أيضاً: اعطاء الاقامة الدائمة للعرب والاجانب… هل تتبعها الجنسية اللبنانية؟

سعد: وجود نوايا دولية خبيثة بتوطين الاجانب
الدكتور عز الدين سعد من بلدة الدلهمية شرح معاناة البلدة من التواجد غير المنظم للاجئين السوريين وقال ” موضوع التوطين لا يهدد بلدتنا فقط بل هو ينعكس على كامل وطننا خاصة اننا نعاني من كثافة سكانية نسبة الى المساحة الجغرافية، كما ان البنية التحتية لا تحتمل تواجد ضيوف تحت اي اسم كان نزوح او تهجير من اوطانهم باعداد تفوق عدد السكان اللبنانيين، من جهة اخرى نحن نعاني من ضربهم لليد العاملة اللبنانية قبل نشوب الحرب في سوريا”.

واضاف سعد”ما نعاني منه نحن كسكان في البلدة هو طريقة معيشتهم حيث لا تنظيم لسكنهم وهم يربون الماشية قرب خيمهم ويرمون المخلفات والنفايات في السهل ويعيثون فوضى ولا قدرات لدينا كبلدة باستعياب عددهم ويشكلون ضغطا على قدراتنا المتواضعة فنحن كقرية صغيرة نعاني اصلا من حرمان انمائي كبير”.
وختم الدكتور عز الدين سعد “ارى ان هناك نوايا خبيثة بتوطين هؤلاء ولا استبعد ذلك تحت عنوان اللجوء ولا نريد تكرار ما حصل مع البدو العرب الذين جنسوا قبلا وصادروا قرار البلدة”.
وختاما، هل يتكرر سيناريو تجنيس السوريين الذي جرى في الدلهمية ليصبح على مساحة الوطن؟ خاصة انه لا قدرة للبنان على مواجهة المجتمع الدولي اذا صدر القرار مدعوما من الدول الكبرى.

السابق
أغنية من طلاب الجامعة اللبنانية إلى الأساتذة المضرِبين عن التعليم
التالي
شيعة لبنان أكبر من أن يحتكرهم أحد!