«حزب الله» وبرنامجه الاصلاحي لما بعد الانتخابات: فاقد الشيء لا يعطيه

حزب الله
عرض السيد حسن نصرالله لمخطط اقتصادي انمائي خلال احد اللقاءات الانتخابية فالى اي مدى هذا الكلام حقيقي وواقعي؟ وكيف يفسره كل من الدكتور علي زعيتر، والدكتور حسن كرّيم؟

في غمرة الانتخابات النيابية، باغت «حزب الله» جمهوره بخطة لمرحلة ما بعد هذه الانتخابات، في المرحلة المقبلة بدء من التركيز على عملية بناء الدولة، بعد سنوات من التركيز على العمل المقاوم. كما اعلن السيد حسن نصرالله، في 22 اذار الماضي، قائلا “سنعمل ونعتبر اولويتنا الداخلية مواجهة الفساد لنحفظ الدولة، والبلد، والمجتمع، لنمنع حصول كارثة مالية واقتصادية اذا اكمل البلد بهذه الطريقة.. فاذا أي أحد منا مد يده على المال العام، مشارك في هدر او فساد، قدموا لنا ادلة، لاننا نحن مصممون بشكل قاطع ان نحافظ على مسيرة الشهداء.. ساتابعه شخصيا رغم كل المشاغل، لانه من الواضح اننا أمام مرحلة خطرة، وتحتاج الى تحمل مسؤولية استثنائية.. اننا نتطلع الى دولة رعاية وعناية، لا دولة جباية وسيطرة، دولة تقلص الفوارق بين فئات المجتمع وتوفر الخدمات الإساسية والإجتماعية على أسس شفافة وعادلة، دولة تعتمد نظاما اقتصاديا قائماً على العمل والإنتاج، لا على الريع والمضاربة، وترفع القدرة على المنافسة خارجيا..”.

اقرأ أيضاً: الثنائية الشيعية.. ماذا فعلت لأبناء البقاع منذ ربع قرن؟

في هذا الاطار، رأى المرشح عن مقعد بعلبك الهرمل، الدكتور علي زعيتر، ردا على سؤال عن اللغة الجديدة لحزب الله بعد موجة الاعتراضات على اداء مرشحي الحزب طيلة اكثر من ربع قرن على دخولهم السلطة في لبنان، فقال لـ”جنوبية”: “إن هذا اعتراف من سماحته ان هناك فسااد، ونسأله أين كان منذ 25 سنة.

ثانيا، قال في احدى خطاباته انه كان يمرّ من امام احد عناصر الشرطة فسمع مواطنا يصرخ له “واحد قهوة اتنين شاي”، فقال سماحته ان هذا الكلام مرّ عليه زمن. وهذا يعني انه ليس غائبا وعنده ادق التفاصيل، رغم انه قال انه لم يكن يعلم بالفساد وطالب ان نخبره عن الفساد”.

علي زعيتر

ويتابع زعيتر بالقول “نحن نقول له الان ان عنده مرشح اسمه ايهاب حمادة يدفع اموالا للناس لتنتخبه. وكان قد تعهد بتسديد دين لقاء مصالحة الا انه تخلّف عن وعده. واطلب من حزب الله ان يبحثوا في تاريخ المرشحين لا ان يتكلوا على كلامه”.

فـ”مرشحيهم لا يخدمون الناس، وانا شخصيا من خلّص القصير من مجزرة، وانا وراء اتفاقية القصير التي وفرت استشهاد 300 شاب من الهرمل. وبالنهاية يقولون اني اتواصل مع الارهابيين. وكل ما يقال ليس الا دعاية مضادة انتخابية، فالجميع هنا منزعج من الحزب، لكن الناس تريد ان تعيش. وشبابنا متفرغون معهم لأجل لقمة العيش”.

ويضيف الدكتور زعيتر “كل زعيم طائفة يعين نواب هذه الطائفة، اما المعترضون فلا أحد يسأل عنهم. لذا نحن نريد ان تبسط الدولة سلطتها على الجميع، ونطالب بدولة القانون وإلغاء الطائفية السياسية، ولن نصبح دولة ما دمنا مع هذا الحزب او ذاك. والواقع اليوم في البقاع يقول: “اذا لم تكن مع حزب الله او حركة امل فلا وجود لك في البقاع”.

في حين، علّق خبير النظم السياسية والتنمية الاقتصادية، الاستاذ الجامعي، الدكتور حسن كرّيم، على الخطاب التنموي الجديد لحزب الله، بالقول “هذا الموضوع لا يمكن الاجابة عنه بسهولة، فالجواب له علاقة بالبلد ككل، وبحزب الله أيضا، وبالتركيبة السياسية”.

اقرأ أيضاً: لا تصوتوا.. بل انتخبوا

ويرى كرّيم انه “برأيي ان كلام السيد حسن نصرالله هو كلام انتخابي، وليس جدّيا، حيث يجب ان نتعرّض للفساد بالمعنى السياسي المتعلق بالصفقات. فحزب الله غضّ النظرعن الكثير من صفقات الفساد سابقا. ولا اعتقد ان الحزب يملك برنامجا لمحاربة الفساد، لذا لا نأخذ كلامه على محمل الجّد”.

الدكتور حسن كريم

لذا، نقول لجميع المسؤولين الذين ينادون بمحاربة الفساد في حال وصولهم الى السلطة: ماذا قدمتم في المراحل السابقة للمواطنين ليُعاد انتخابكم اليوم؟ ألم يحن زمن التغيير؟

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، فان حزب الله كتنظيم ثبت ان فيه مسؤولين فاسدين، وللتذكير ألم يسطو عدد من أنصاره على مشاعات سجلوها لحسابهم الخاص في القرى والبلدات الجنوبية أخيرا رغم اعتراض الاهالي على مواقع التواصل بعد ان فقدوا الأمل من الشكاوى القانونية التي ذهبت أدراج الرياح؟!

السابق
اجماع لبناني على رفض بيان بروكسل بسبب خطر التوطين
التالي
شمص: لو كان هناك أداء سليماً لما كان نصرالله​ مضطراً للحديث عن الإستحقاق الإنتخابي