واشنطن تشرك فرنسا ميدانيا في سوريا.. واسرائيل تلوح بقصف مواقع ايرانية

واشنطن فرنسا
استبق وزير الدفاع الاميركي جون ماتيس اجتماع الدول "الضامنة" غدا في موسكو، معلنا عزم بلاده "توسيع محاربة داعش من خلال إشراك دول المنطقة"، بموازة ذلك كشفت إسرائيل بالخرائط عن منشآت قواعد إيرانية قرب دمشق، في تلويح جديد بإمكان استهدافها.

مواقف ماتيس جاءت اليوم خلال اجتماع لجنة شؤون القوات المسلحة في الكونغرس، لتعبّر عن استدارة واشنطن بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نيته سحب قواته من سوريا في 29 اذار الماضي، وكردّ من جهة اخرى على الاجتماع المرتقب غدا في موسكو للدول الثلاث الضامنة، روسيا وتركيا وايران.

وكان احتدم أمس التنافس الدولي حسب صحيفة الحياة حول ما وصفته انه «تثبيت النفوذ» داخل الأراضي السورية. وأضاف ماتيس أما الكونغرس أن باريس أرسلت تعزيزات من القوات الخاصة إلى شمال سورية.

اقرأ أيضاً: ترامب سينسحب من سورية ومن بعده… الطوفان

وكان ترامب قد اعلن خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن، اول امس أنه يتعين على دول المنطقة أن تتحمل جزءا من النفقات الأمريكية على ضمان أمنها، وأن تشارك في مكافحة الإرهاب في سوريا.

وتتداخل مسارات التسوية الخاصة في سوريا، بحيث تتنافس الدول الكبرى الراعية للصراع الدائر هناك لاجتراح حلول تتقاطع ومصالحها، ففي مسعى لتقويض مسار جنيف والاطاحة بالعملية التفاوضية التي تتبناها واشنطن، سعت روسيا بمعاونة تركيا وايران التفرد بالساحة السورية من خلال مؤتمرات “آستانا” و”سوتشي“، في تجاهل متعمد للولايات المتحدة الأميركية التي تملك وحدها بحسب خبراء إمكانية الضغط على معظم الأطراف، والاستثمار السياسي في الاتفاق وتحويله إلى تسوية دائمة، بحكم نفوذها وإمكانياتها وقدراتها.

وقال ماتيس في جلسة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “سترون دفعة جديدة لجهود التصدي (للمتشددين) في منطقة وسط وادي الفرات في الأيام المقبلة وضد ما تبقى من منطقة “الخلافة” في إشارة إلى المنطقة التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم”، بحسب وكالة “رويترز”، وقال ماتيس إنه “يتوقع أيضا تكثيفا في العمليات ضد متشددي الدولة الإسلامية على الجانب العراقي من الحدود”، فيما عززت فرنسا القتال ضد التنظيم المتشدد في سوريا بقوات خاصة على مدى الأسبوعين المنصرمين.

وفي حين وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اللقاء المرتقب غدا للدول الضامنة في موسكو بـ “الاستثنائي”، اكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ان “عملية آستانة استنفدت طاقاتها بالكامل نظراً للعدد المحدود من الأطراف المنخرطة فيها”، موضحا أن “المفاوضات بهذا الشكل كانت مبادرة جيدة، لكن دعونا ننظر إليها من منظور آخر، ثلاثة بلدان فقط منخرطة فيها وليس 15… كان من المفترض أن تؤدي العملية إلى وقف تصعيد النزاع، ولكن التصعيد وقع” وأشار إلى أن “مسار سوتشي كان سيعتبر مبادرة ممتازة للحوار السوري، لو نجم عنه تنظيم اللجنة الدستورية، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن”.

بالتزامن مع ذلك، نقلت وسائل اعلام عن مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة خلال اجتماع لمجلس الأمن أمس، قوله ان “إيران جندت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا” وأضاف ملوحاً بخريطة “ما تستطيعون رؤيته هنا هو مركز إيران المركزي للحشد والتجنيد في سوريا.. في هذه القاعدة التي تبعد ما يزيد قليلاً عن خمسة أميال عن دمشق، يتدربون للقيام بأعمال إرهابية في سوريا وأنحاء المنطقة”.

اقرأ أيضاً: «قمة انقرة» حل الازمة السورية ام اعادة رسم مناطق النفوذ!

ولا تخفي إسرائيل انزعاجها من الإعلان الروسي رسمياً بأن موسكو ستزود سورية منظومة الدفاع الجوية المتطورة “أس 300″، ويعتبر معلقون عسكريون أن القرار الروسي هو رسالة للولايات المتحدة قبل أن تكون لإسرائيل، مفادها أن روسيا هي التي تقرر مستقبل التطورات في سوريا، وكتب أحدهم أنه “بالرغم من أن تفعيل هذه المنظومة قد يستغرق وقتاً، لكن تزويدها لسوريا يعتبر أخباراً ليست سارة لإسرائيل، إذ أن من شأنها أن تحدّ من الطلعات الإسرائيلية الجوية اليومية تقريباً في سماء سوريا”.

وبموازاة ذلك عقد مساء امس وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والسعودية والاردن في إطار ما يسمى بـ”المجموعة المصغرة” اجتماعا على هامش مؤتمر مكافحة تمويل الارهاب بحضور ممثل عن الولايات المتحدة، وشاركت فيه للمرة الأولى ألمانيا، وتم خلاله التباحث في المسار السياسي لتسوية النزاع في سوريا.

واشارت جريدة “الحياة” الى ان الاجتماع “استهدف إعادة تعبئة الشركاء من أجل مواصلة الجهود التي بدأتها فرنسا بعد الضربة العسكرية في سوريا”، واعتبرت أن انضمام ألمانيا يرجع الى “كونها المموّل الأول في أوروبا لمقتضيات الأزمة السورية”.

السابق
المرشح مصطفى بدرالدين واحتمالات الخرق القوية
التالي
«متحدون» يتقدم بدعوى قضائية لوقف توسيع مطمر الكوستابرافا فوراً