بيان مؤتمر بروكسل يتسبب بـ«اشتباك لبناني – دولي» حول النازحين

مؤتمر بروكسل
رفض لبنان الرسمي امس، البيان المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي في مؤتمر بروكسل امس الاول حول ‏قضية النازحين السوريين، واعتبر انه يتعارض مع الدستور، ويضمر التوطين ويعرّض الوطن للخطر‎.

برزت تداعيات لبنانية مفاجئة لملف النازحين السوريين غداة مؤتمر بروكسيل رسمت ملامح مواجهة بين الحكم والأسرة الدولية عن هذا الملف، في حين أثارت هذه القضية بحسب “النهار” تساؤلات عن مدى انسجام الحكم ورئيس الوزراء سعد الحريري الذي كان مشاركاً في مؤتمر بروكسيل مع عدد من الوزراء.

والواقع ان ما أثار هذه التساؤلات هو ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتخذ موقفاً حاداً من البيان المشترك الذي صدر في بروكسيل أول من أمس عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بمسألة النازحين السوريين وذلك عقب جلسة مجلس الوزراء وبعدما كان وزير الخارجية جبران باسيل انتقد بعنف البيان الأممي الاوروبي المشترك كما انتقد الوزراء اللبنانيين الذين شاركوا في المؤتمر ولم يعترضوا عليه. ولعل المفارقة الساخرة ان هذا الملف صعد الى واجهة المشهد الداخلي يوم الذكرى الـ13 لانسحاب القوات السورية من لبنان تحديداً.

اقرأ أيضاً: مشروع «الانفاق الاستثماري» يسفر عن توظيف 70% من النازحين السوريين!

وركز كل من الرئيس عون والوزير باسيل على رفض ما ورد في البيان المشترك عن “العودة الطوعية” للنازحين و”العودة الموقتة” و”ارادة البقاء” و”الانخراط في سوق العمل” وهي عبارات وصفها رئيس الجمهورية بأنها “تتناقض وسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها”، واعتبر ان ما ورد في البيان “يتعارض مع الدستور ومع قسمي ويعرض وطني للخطر لان مؤداه توطين مقنع للنازحين السوريين في لبنان”، وشدد على عدم ربط عودة النازحين بالحل السياسي.

واتخذ الامر بعداً أوسع لدى اتخاذ رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلاً موقفاً انتقد فيه بدوره الحكومة ورفض البيان المشترك بما شكل علامة تسابق الى التصلب في مواجهة الموقف الدولي من ملف النازحين. واللافت ان بري أعاد التذكير بمطالبته بالتنسيق مع الحكومة السورية في سبيل اعادة النازحين “الى المناطق المحررة والتي اضحت آمنة”. وقال في بيان: “رغم كل العلاقات الديبلوماسية والأمنية والتنسيق في الامور الاقتصادية والكهربائية بين لبنان وسوريا، بقيت الحكومة اللبنانية كأنها لا تسمع ولا ترى حتى جاء البيان الأممي الأوروبي المشترك بما يضمر لنا من توطين وبما يضمر لسوريا من تفتيت لذلك أعلن رفضي باسمي وباسم مجلس النواب مجملا وتفصيلا البيان المذكور”.

ومع أن الموقف اللبناني من البيان لم يطرح في مجلس الوزراء، ولم يشأ الرئيس سعد الحريري الاضاءة على مؤتمر بروكسل – 2، مكتفياً بطلب الدخول مباشرة في جدول الاعمال، ورأت “اللواء” إن وزير الخارجية جبران باسيل، اغتنم منبر رئاسة الجمهورية، للادلاء بدلوه حول هذا البيان، بعد ان سبق له ليل أمس الأوّل الإعلان عن رفضه له، مستدرجاً الرئيسين عون ونبيه برّي لاتخاذ موقفين مماثلين، من دون صدور أي تعليق من قبل الرئيس الحريري، أو من قبل الوفد الوزاري الذي شارك في أعمال مؤتمر بروكسل وضم إليه الوزراء: مروان حمادة وبيار بو عاصي ومعين المرعبي.

وفي حين أقرّت مصادر الوفد اللبناني، بأنها اطلعت على البيان، لكنها لم تستطع ان تفعل شيئاً لتعديله أو تغيير عباراته، قالت مصادر الخارجية اللبنانية لـ”اللواء” ان بيان رئاسة مؤتمر بروكسل – 2 الصادر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، صدر في ليل، وتم تهريبه بعيداعن انظار لبنان ومن دون علمه وموافقته، بعدما غادر الرئيس الحريري العاصمة البلجيكية، وقالت:لا ندري اذا كان الرئيس الحريري قد وضع في اجوائه وعناوينه هو والوفد الوازري الذي كان برفقته، لكن البيان تضمن فقرات جديدة علينا ولم نبحثها مسبقا مثل حق “العودة الطوعية” و”حق الاقامة” و”العمل” وربما التملك في لبنان، وغيرها من عبارات خطيرة لم نسمع بها قبلا.

واوضحت المصادر ان الوزير باسيل سيجعل من هذا الموضوع اولوية الاولويات بعد الانتخابات النيابية ولن يتركه يمر، لأن تمرير مصطلحات جديدة في هذه الملف يثير قلق لبنان ومخاوفه من امر خطيريتم تحضيره واخفائه.

اقرأ أيضاً: الطعن بقانون الموازنة…وخطر الاطاحة بـ«سيدر1»

وقالت:ان الخطير ايضا هو ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا، فمن يضمن ان يحصل هذا الحل خلال فترة قريبة، وهل ان بعض الدول المعنية بالازمة السورية تريد الحل السياسي فعلا ام انها تتخوف فقط من هجرة النازحين الى اوروبا وغيرها من الدول؟

واضافت:ان 300 الف سوري يغادرون لبنان سنويا الى سوريا ويعودون اليه، فهل هم نازحون فعلا أم أنهم مستفيدون من المساعدات التي يحصلون عليها هنا وهناك؟

من جهة أخرى، إنطلقت في السادسة صباح اليوم، المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية والمخصصة، ولأول مرة للبنانيين في ‏الخارج، وتحديداً في 6 دول عربية هي: مصر، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية، الكويت، قطر ‏وسلطنة عمان. فيما ينتخب اللبنانيون المنتشرون في 33 دولة غربية الأحد المقبل وذلك فـــي مقـــرات البــعثات ‏الديبلوماسية والقنصليات‎.‎
وكان تسجل 84,156 لبنانياً توزعوا كما يأتي: مسيحيون: 45,827 ناخباً ومسلمون: 38,329 ناخباً‎.‎

السابق
لا فرق بين المسيحي والمسلم إلا في أكل البزاق
التالي
حلّ مجلس إدارة بنك التمويل وإعفاء مديره العام حسن فران من منصبه