اسعار النفط ترتفع عالميا واللبنانيون قلقون من ارتفاع البنزين

لا تزال أسعار المحروقات تشهد إرتفاعا ملحوظا، ويترقب اللبنانون إقتراب سعر صفيحة البنزين من الـ20 دولاراً!

تتواصل أسعار المحروقات بالإرتفاع بشكل تدريجي، حيث قارب سعر صفيحة البنزين العشرين دولاراً، وهي أرقام إرتبطت منذ بداية عام 2018 بضريبة 1% على  قيمة المضافة وإرتفاع كذلك  أسعار النفط العالمية. وهو  ما أدّى بالتالي إلى إرتفاع سعر صفيحة االبنزين سجل فارقا بما يقارب 5000 ليرة لبنانية  منذ مطلع 2017 .

ومن المتوقع، ان تشهد هذه الاسعار ارتفاعا الاسبوع المقبل، بعد ان وصل سعر برميل النفط الخام البرنت الاميركي اليوم الى 73,86 دولارا اميركية.

هذا وبحسب القرارات التي أصدرها وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، والتي حدد بموجبها الحد الاعلى لاسعار مبيع المشتقات النفطية في الاسواق اللبنانية. ارتفع صباح أمس (الخميس) سعر صفيحة البنزين 95  و98 أوكتان والمازوت الاحمر 200 ليرة لبنانية ليصبح نزين 98 اوكتان 27500 ل ل، وبنزين 95 اوكتان 26900 ل ل. فيما إرتفع سعر صفيحة الديزل اويل 300  ليرة لبنانية ليصبح سعرها  18700 ليرة لبنانية في حين استقر سعر قارورة الغاز.

إقرأ ايضًا: الفرق بين 95 و98 أوكتان؟

ومع إستمرار إرتفاع اسعار المحروقات مع الانعكاسات السلبية التي ترافقها على مختلف القطاعات الحياتية،  كيف سوف ينعكس هذا الإزدياد على المواطن اللبناني؟  وإلى أي مدى ممكن ان يتواصل إرتفاع الأسعار؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير النفطي الدكتور ربيغ ياغي، لـ “جنوبية” أن  النفط الخام البرنت الاميركي الذي وصل اليوم الى 73,86 دولارا اميركية. هو النفط المعتمد لتسعير المشتقات النفطية في البحر المتوسط  والشرق الأوسط”. وتابع “وبناء عليه نحن اليوم نشهد إرتفاع أسعار النفط بحسب معادلة الطلب والعرض وبطبيعة الحال السعر يرتفع عندما يزيد الطلب عن العرض والعكس. وبما أن دول الـ “OPEK”   ودول خارج الـ “OPEK”  لا يزال مستمرون بإتفاق خفض الإنتاج وهو إتفاق ساري المفعول فيه لنهاية2018 . وبالتالي لا يوجد إغراق للسوق بأي فائض من النفط الخام تشهد هذا الإرتفاع في الأسعار”.

إقرأ ايضًا: النفط يتقلّب وحياتنا أيضاً

وأشار إلى  ” أن لبنان من الدول المستوردة بالمطلق لكافة أنواع المشتقات النفطية ، وبالتالي السعر في لبنان يتأثر بحسب السوق العالمي”. لافتا إنه عندما يصبح سعر برميل النفط 80 دولار يصبح سعر الصفيحة في لبنان إلى 20 دولار . مشيرا أن سعر صفيحة البنزين  وصل في لبنان عام 2008  سعرها إلى 50 ألف ليرة. مضيفا أيضا أنه في سنوات 2014 و 2015 انخفضت سعر الصفيحة إلى أقل من 20 الف ل ل”.

هذا وأكّد ياغي أنّه “بالنسبة للبنان كدولة مستوردة بالمطلق و مستهلكة ، فان تسعيرة الداخل مرتبطة بالأسعار العالمية الخارجية  والتي هي بيد منظمة “OPEK والدول خارج هذه المنظمة  التي أصبحت تعتمد الآن سياسية إعطاء السوق حاجته”.

وفي الختام لفت إلى أنه “لن نشهد إرتفاع بأسعار النفط  بشكل أكبر خصوصا أن النفط والغاز هو اساس إنتاج الطاقة في العالم وكل الصناعات تتأثر  فهناك ضوابط في الإقتصاد العالمي يمنع تخطيها. فحتى الدول المنتجة للنفط والمستفيدة من إرتفاع للأسعار هي أيضا متسوردة لسلع أخرى معرضة لإترافع أسعارها ومن هنا هناك توازن معتمد عالميا  للمحافظ عى الأسعار”. مؤكدا أنه لا يعتقد أن يرتفع سعر برميل النفط أكثر من 80$ أي أن سعر تنكة البنزين بلبنان في 2018 لن يتخطى 20$”.

من جهة ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير الإقتصادي لويس حبيقة، الذي راى أنّ هذا الإرتفاع في الأسعار هو إرتفاع عادي، إذ شهد لبنان إرتفاعات أعلى بكثير في السابق”. وأشار إلى أن “لبنان يتأثر بالسعر العالمي فبما أن برميل النفط بلغ سعره الـ 73 دولار من الطبيعي أن ترتفع الأسعار داخليا غذ يضاف على هذا  السعر الضرائب والشحن “.

وأكّد أنه لا شك أن هناك أعباء على كاهل المواطن لكن من يتأثر أكثر هي الشركات  التي تعتمد على هذه المحروقات في صناعاتها وإنتاجاتها،”.

وفي الختام شدد أنه لا شك “يؤدي إرتفاع الأسعار إلى اشتداد الخناق على المواطن ، إلا أنه ليس من خيار آخر سوى تحمل ذلك لأن لبنان دولة تستورد النفط ويضاف إلى سعره الضرائب والشحن. مشيرا إلى الخيار الطويل الأمد هو عبر إنتاج البترول لكن هذا الأمر لا يمكن تنفيذه قبل عشرة أعوام”.

السابق
زعيما كوريا الشمالية والجنوبي: عمل على فتحة صفحة جديدة لحماية السلام في شبه الجزيرة الكورية
التالي
لا فرق بين المسيحي والمسلم إلا في أكل البزاق