الجماعة الاسلامية والحزب التقدمي: تحالف انتخابي أم سياسي؟

الجماعة الاسلامية
برز تحالف الجماعة الاسلامية في لبنان مع الحزب التقدمي الاشتراكي في دائرتين وتدخل في احلاف وتفاهمات مع قوى سياسية ووطنية اخرى.

ترسم الجماعة الاسلامية خط تحالفاتها في الاستحقاق الانتخابي وفق توجهات تنسجم مع قناعاتها السياسية ومصالح قاعدتها التمثيلية، ويشكل بعدها وعدم تحالفها مع المستقبل وحزب الله خلافا عن الدورة السابقة تحولا بارزا، ولعل اعطاء الجماعة الصوت التفضيلي لمرشحي التقدمي الاشتراكي النائب وائل ابو فاعور في دائرة البقاع الثانية (راشيا- البقاع الغربي) والمرشح بلال عبدالله في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف- عالية) فسّره البعض “حساسية” الجماعة وموقفها من بعض الاطراف لاعتبارات خاصة بها.

الجماعة الاسلامية: لم يجر التواصل مع المستقبل بالاساس!

اقرأ أيضاً: قلق الجماعة الاسلامية من تحالف المستقبل_التيار الحر

“جنوبية” تواصلت مع مصدر مسؤول في الجماعة الاسلامية، لمعرفة المزيد حول هذا التحالف، وقد نفى المصدر وجود اي خلاف مع تيار المستقبل وقال انه ” لم يتم التحالف مع المستقبل لانه لم يجر التواصل معهم بالاساس، ولم ننسق معهم في الانتخابات على مستوى الساحة اللبنانية، بما فيها منطقة اقليم الخروب لذلك ذهبنا باتجاه التحالف مع الاشتراكي”.

وقد برز خلاف داخل الجماعة نفسها وخروج رئيس المكتب السياسي اسعد هرموش واعلانه اسباب استقالته عبر حسابه على تويتر والتي ربطها بـ”طبيعة القانون الظالم الذي يفرض تحالفا ملزما ويحاصر ساحاتنا بخيارتها الحرة ويصادر ارادتها، ولان تحالف اخر ساعة لا يحقق المصلحة الاسلامية والوطنية لمستقبل منطقتنا سياسيا،.. ولما كان اكثرية قواعدنا عدم المشاركة في هذه المواجهة غير المحسوبة التي ستكشف ظهرنا آثرت الصمت..”.

حول هذا الخلاف يقول المصدر” تتنوع الآراء داخل اي تنظيم، ولعل استبعاد احد ابناء مدينة برجا عن اللائحة الرئيسية في الشوف، وهي لائحة جنبلاط- المستقبل، ادت الى حصول ردة فعل لدى جمهورنا، اضف الى الشق البيئي “الضاغط” في برجا، ما حذى ببعض الشباب الى اتخاذ موقف نتيجة هذا الامر وليس لأسباب تحالفية وبالنتيجة يصدر التنظيم تعميما وعلى العناصر ان تلتزم بالقرارات الصادرة”.

رامي الريس
رامي الريس

الريس: العلاقة مع الجماعة “تاريخية”

مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس قال في حديث لـ”جنوبية” ان “العلاقة مع الجماعة الاسلامية هي علاقة تاريخية وليست مرتبطة فقط بالحدث الانتخابي الحالي، وما استمرار التواصل معها الا تأكيدا على هذه العلاقة وليس الهدف منه توجيه رسائل لاي اطراف اخرى”.

اقرأ أيضاً: «الجماعة الاسلامية».. أزمة ماليّة وحصار سياسي

واذ يؤكد الريس التزام التقدمي الاشتراكي “بتحالفاته الرسمية التي اعلنها في لوائحه في مختلف المناطق” يقول “نحن رفضنا العروض التي قدمت للتحالف معها وتجيير اصوات لها على حساب تحالفاتنا وقد رفضناها في مراحل سابقة التزاما بثوابتنا والوعد الذي قطعناه على انفسنا، كما ان العلاقة مع الجماعة ننظر اليها بإيجابية دائما وهي لاتقاس من زاوية علاقتنا بأطراف اخرى بل من زاوية العلاقة القائمة معهم منذ فترة طويلة”.

وختم الريس “صناديق الاقتراع هي التي ستحكم وبعد 6 ايار هناك يوم جديد وهناك قوى سياسية قائمة في البلد من الضروري التواصل معها”.

السابق
تركيا انتخابات مبكرة مفاجئة… نوعاً ما
التالي
رضائي: سننسحب من معاهدة (NPT) في حال خروج اميركا من ​الاتفاق النووي​