ابراهيم الأمين يعتذر ويتراجع: ما نشرناه عن المعارضين الشيعة اختلقه مخبر وهو غير حقيقي

أعلنت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أنّها حصلت على مجموعة من الوثائق السرية مصدرها السفارة الإماراتية.

تحت عنوان “الإمارات تدرس تمويل مرشحي «المعارضين الشيعة»، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، يوم الإثنين 24 نيسان 2018، برقية من ضمن “البرقيات السرية الصادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت” والتي أشارت الصحيفة أنّها قد حصلت عليها من مصادرها الخاصة.
وتضمنت البرقية التي أعدها القنصل الإماراتي حمدان سيد الهامشي، والتي نشرت ضمن سلسلة “الإمارات – ليكس” قائمة بأسماء الشخصيات الشيعية المعارضة للثنائية الشيعية والتي ترشح بعضها للانتخابات النيابية في مواجهة حزب الله وحركة أمل.
وبحسب البرقية التي نشرتها الصحيفة كاملة فإنّ القنصل الإماراتي قد شدد في رسالته التي بعث بها إلى «مكتب مساعد الوزير للشؤون الأمنية والعسكرية» في الإمارات، على الأسماء التي تحتاج تمويلاً في حملاتها الانتخابية، فيما الأسماء الواردة فهي:
غالب ياغي، حارث سليمان، منى فياض، هدى الحسيني، مصطفى فحص، علي الأمين، محمد بركات، عماد قميحة، هادي الأمين، حسان الزين، ثائر غندور، وضاح شرارة، عمر حرقوص، أحمد اسماعيل، منيف فرج، لقمان سليم، مالك مروة، نديم قطيش، زياد ماجد، سعود المولى، فاروق يعقوب، عباس الجوهري، صبحي الطفيلي، محمد عبد الحميد بيضون، ابراهيم شمس الدين، صلاح الحركة، أحمد الأسعد، عقاب صقر.

إقرأ أيضاً: تحسّس قلمك يا ابراهيم الأمين

إلا أنّ اللافت، أنّ رئيس تحرير جريدة “الأخبار” ابراهيم الأمين، كان له مقال ثانٍ يوم الثلاثاء 25 نيسان 2018، اعتذر فيه وتراجع عمّا ورد في مقال “يوم الإثنين” بحق الصحافي حسان الزين الذي كان قد أعلن عبر صفحته الخاصة فيسبوك أنّه سيبدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام في حال لم تعتذر جريدة “الأخبار” عن الاساءة التي نالت منه.

الأمين، وفي معرض اعتذار من الزين كتب:
“على أن ردود الفعل على ما نشر حملت في جانب منها ما يمكن وصفه بالاستغلال المباشر في سياق حسابات لا علاقة لـ«الاخبار» بها. ويجب في هذا السياق، التوقف عند ما جرى مع الزميل حسان الزين، وهو زميل سبق أن عمل معنا في «الأخبار». ولكون حسان قد تعرض لإساءة أولى من قبل السفارة نفسها، التي أوردت اسمه في سياق يستند على الأرجح إلى تقرير مخبر، فإن ما ورد لا يمكن البتة الأخذ به كحقيقة. ونحن نجزم بأن حسان لا علاقة له بالسفارات، وليس من الصحافيين المرتشين بائعي ضميرهم الوطني، أو المنحازين إلى هكذا خيارات بمعزل عن موقفه المعارض أو المناهض لهذا أو ذاك.
وإذا وجد حسان الزين أن «الأخبار» أساءت إليه، فهذا اعتذار منا. كذلك يجب على الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عدم شمله، كما آخرون، بمجموعة اللاهثين خلف أموال السفارات. وفي النهاية، من الأجدى بجميع من يعتقد أن الوثيقة التي نشرتها «الأخبار» أمس أساءت إليه، المبادرة إلى ملاحقة سفارة الإمارات العربية المتحدة على ما قامت به، وعلى أمنييها والعسس العامل في خدمتها”.

ما قاله الصحافي ابراهيم الأمين، في معرض تبرئته للصحافي حسان الزين، يؤكد أنّ ما ورد بحق الشيعة المعارضين ما هو إلا توصية من أحد العاملين في السفارة لا علاقة للأسماء المذكورة فيها، هذا إذا صدقت جريدة الأخبار بأنّها حصلت على الوثائق من داخل السفارة. وكلام ابراهيم الأمين يؤكد عدم ثقته هو شخصياً بالملف الذي ينشره ولكنه نجح في إقناع عدد كبير من القراء به ما يعتبر مقدمة لهدر دمائهم.

إقرأ أيضاً: شيعة البراميل.. والسفارة!

في سياق آخر، فإنّه وفي “تفنيد” لما ورد في مقال الإثنين، فإنّ مضمون الوثيقة المسربة يؤكد أنّ الشيعة المعارضين لا ناقة لهم ولا جمل بما جاء في برقية السفارة، فأي منهم بحسب ما جاء في نص “الأخبار” لم يتلقَ أي فلسٍ، مما يعني أنّ العنوان الذي تمّ ربطه بالبرقية حمل الكثير من التحوير والتضليل، لجهة أنّه أوحى بتنسيق لم يحصل بين المعارضين الشيعة وبين السفارة الإماراتية!

إذاً، اسناد ورود اسم الصحافي حسان الزين في برقية السفارة إلى “مخبر” لا يمكن الوثوق به، بحسب ما أكّد ناشر الأخبار في عدد اليوم، يعني أنّ سائر الأسماء الواردة أيضاً هي ضحية فبركة المخبر نفسها، هذا إن أردنا تجنب اتهام الأخبار” بأنّها من فبرك ومن اختلق!

السابق
طارق ضاهر يدعوكم إلى لقاء مع أعضاء لائحة «شبعنا حكي»
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 نيسان 2018