ماكرون وميركل… فرصة ايران الاخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي

ماكرون وميركل
بين اعادة النظر الاميركية بالاتفاق النووي مع ايران، وبين سعي الاوروبيين الى الاستمرار بالعمل به، ماذا سيحصل؟ كيف يفسر كل من طارق ابراهيم، وكامل وزنة الموضوع؟

أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن أمله أن يتمكن ايمانويل ماكرون وانجيلا ميركل من اقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بضرورة الابقاء على الاتفاق النووي، قائلا ان احترام الاتفاق النووي سوف يكون لصالح المجتمع الدّولي.

يرى المحلل السياسي طارق ابراهيم، انه “بتقديري ان دونالد ترامب يبتز ايمانويل ماكرون، وألمانيا، والاتحاد الاوروبي. وابتزازه هذا واضح من انصياعه الكامل في سوريا، والا ما من تفسير لتورط ماكرون في سوريا سوى ذلك”.

فـ”مستفز جدا امر مشاركة فرنسا في الحرب السورية، هذا الانبطاح هو مسار تعجب واستهجان حتى من المعارضة السورية نفسها، فماكرون بحاجة لدعم كونه موظفا في اهم شركة مالية في العالم”.

اقرأ أيضاً: أوروبا تواجه أميركا دفاعا عن الاتفاق النووي مع إيران

ويتابع ابراهيم: “أقول ان التوجه عند ماكرون اثار تساؤلا حول الثمن، والبعض يقول انه في الاتفاق النووي الايراني، ويعرف الجميع وتحديدا الفرنسيين وخاصة الشركات، ومنها شركة توتال التي هي أهم زبون في استثمار النفط. صحيح ان مجلس الامن رفع العقوبات عن ايران، لكنه لم يستطع عقد اتفاقات مع الاوروبيين لان الضغط الاميركي والشركاء الاميركيين منعوهم. اذن يمكن لترامب ان يعرقل الاتفاق، خاصة بوجود قانون “داماتو”.

اما بالنسبة لألمانيا، يقول ابراهيم “فأهم شريك لإيران هم الألمان على مدى التاريخ، فالشيعة لا يملكون أي حليف في العالم سوى الألمان، لذا العلاقات الايرانية- الالمانية ممتازة، خاصة ان المرجعية الشيعية تتلقى الدعم من الألمان، وهي علاقات قائمة على الاقتصاديات”.

وبحسب ابراهيم “الجميع يعتبرون ان السوق الايراني سوقا واعدا. فالسوق الايراني يمتلك قوة حيّة والعلاقات الاقتصادية الايرانية الالمانية جيدة جدا. ويرتاح الالمان والاوروبيين في تعاملهم مع الايرانيين. وترامب لا يمكنه التخلي عن مصالح شركائه الاوروبيين، ولا يمكن التخلي عن الاتفاق النووي ايضا. فالاميركي يريد تحسين شروط الاتفاق، أي ان يصوب على الصواريخ الباليستية. ففي زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان الاخيرة الى طهران رجع خائبا، لانه لم يتمكن من اقناع الايرانيين من توقيف صنع الصواريخ الباليستية، حيث اعتبرتها ايران مسألة سيادية. ولأجل ذلك، الاوروبيون يقفون بين مصالحهم في إيران وبين تحالفهم بالاكراه مع ترامب”.

بالمحصلة، يستنتج الاستاذ طارق ابراهيم انه “من المتوقع، كما اسلفنا، ان يأخذ ترامب بمصالح الغرب، أي الا يلغي الاتفاق النووي الايراني، وان يظل واقفا عند مسألة تعديل الشروط. وقد يربط عدم تجميد اي اتفاق بقرار ايران وقف تصنيع الصواريخ الباليستية. والايرانيون لن يعطوا وعدا في هذا الاطار. ويقول الاميركيون أخذنا وعدا بعدم تصنيع النووي خلال عهد باراك اوباما، وقد نأخذ وعدا بعدم تصنيع البالستي في عهد دونالد ترامب”.

بالمقابل يرى، الدكتور كامل وزنة، الخبير الاقتصادي، انه “بالمختصر، أولا، هناك القرار الفرنسي- الاوروبي بمحاولة اقناع الجانب الاميركي ان إيران ملتزمة بالاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: مجموعة دول السبع الصناعية «G7» تتصدى لسلوك روسيا «الشرير»!

وثانيا، ان الاتفاق النووي يحفظ المنطقة لان الخروج منه يعني ان الدبلوماسية العالمية فقدت مصداقيتها، خاصة ان أيّ اتفاق أممي يجب ان يكون له مصداقية وحفظ. وان أي تفلت في المنطقة قد يدفع الى تفلت نووي، مما يشكل خطرا على المنطقة. ثالثا، ان المنطقة بحاجة الى فسحة أمل، خاصة ان منطقة الشرق الاوسط تتخبط بالحروب والعنف، وليس هناك من داع لاشعالها بمزيد من الاشكالات، اضافة الى الدعم الاقتصادي. فاذا خرجت ايران من الاتفاق، فسيؤدي ذلك الى ارتفاع اسعار النفط، مما سيؤدي الى انهيارات اقتصادية على المستوى العالمي. فأي ارتفاع في اسعار النفط سيرفع الضرائب الاقتصادية العالمية، وأي انسحاب سيؤدي الى بلبلة والى ارتفاع اسعار النفط”.

ويختم، الدكتور كامل وزنة “بالمحصلة، المنطقة بحاجة الى خيار سياسي، وعلى الجميع الجلوس لايقاف حمام الدم في المنطقة، وكل ما هو جديّ! في الحفاظ على الأمن والسلام، يحب ان يفتح الطريق امام السلام”.

السابق
القاضي عبد الملك: هيئة الانتخابات تتحرك في حال تلقت شكوى من المتضرر
التالي
​ليبرمان​: «إسرائيل» سترد بقوة إذا استخدم السوريون منظومات الدفاع الجوي «إس- 300»