علي الأمين… أنت متهم؟

علي الأمين

لنعترف أن ما تعرض له الصحافي الزميل والمرشح للانتخابات النيابية في دائرة الجنوب الثالثة علي الأمين، هو فعل مقصود، ورسالة الى كل المعترضين ليس على سياسة “حزب الله” وخطابه فحسب، بل على السلطة التي تمسك الشارع بعصا العصبيات الطائفية واستنفار الغرائز التي تطبق على حياتنا ومستقبلنا.

ليس علي الأمين غريباً عن الجنوب وعن قريته شقرا، فهو ابن هذه البيئة الجنوبية العاملية التاريخية، فلا يخوض الانتخابات من منطقة بعيدة ولا يعلن موقفه وهو مختبئ في دار زعيم طائفي أو تيار مذهبي آخر. موقفه واضح وحر ويعبر عنه في كل وقت ومناسبة، بصرف النظر إذا ما اتفقت معه أو عارضته، لكنه لا يهرب من المواجهة ظناً منه أنه يحتكم الى الديموقراطية واحترام الرأي والتعبير. وها هو اليوم يدفع ثمن مواقفه، وإن كنا نعرف أن الضغوط تتمادى على كثير من المعترضين على سياسة “حزب الله” وهم من أوائل المناصرين للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

نكتشف أن لا ديموقراطية للهيمنة الطائفية والمذهبية، فما الذي يمنع مجموعات من التعرض، ليس للمرشحين المعارضين في الانتخابات النيابية فحسب، إنما لكل من اعترض على المناخ السائد، فيقابل باتهامات التخوين والوقوف ضد المقاومة. ونعترف أيضاً أن جمهوراً معارضاً واسعاً يتخوف من إشهار مواقفه كي لا يحاسب أهله في لقمة عيشهم ومشاريعهم وأعمالهم، والأخطر تخوينهم، فيرتفع منسوب الضغوط عبر استنفار العصبيات وإطلاق الغرائز لمحاسبة المتهمين ونبذهم إلى الأبد، على أن يعودوا إلى بيت الطاعة للقبول بهم.

إقرأ أيضاً: نديم قطيش عن علي الأمين: من ابتلع الدم السوري.. عاد ليسبح في دماء الجنوبيين

تختلف مع علي الأمين أو تتفق معه، ذلك منطق العلاقات بين الناس. أما أن تتعرض له ضرباً وكان يمكن أن يكون قتلاً، لتعليقه صوراً له، فذلك غير مقبول وهو تأكيد لرفض الرأي الآخر وإثبات للهيمنة والسيطرة على مقدرات الناس والتحكم بحياتهم ومستقبلهم.
سيقول البعض أن لا علاقة لحزب الله بالأمر، إنما هذا عمل مجموعة شباب متحمسين. ليس هذا هو الأمر، ألا يحق للمعترضين أن يتساءلوا عن التخوين والتحريض الذي يصيبهم ويهدد حياتهم ومستقبلهم؟ ألا يعني أن الكلام الذي يصدر عن البعض من أن عدم التصويت لخيارهم هو خدمة لمشاريع معادية يصب في خانة التخوين واستثارة الغرائز والعصبيات، أم أن المطلوب أن يكون هناك مرشح أوحد، وقرار أوحد طائفي أو مذهبي وسلطوي، كي لا نقول ان البعض يسعى الى منع أي شكل من أشكال الاعتراض، إما بالتخويف أو بالضرب أو بالضغوط أو بقطع الأرزاق…

علي الأمين … أنت متهم؟ قد لا نتفق على كثير من المواقف، لكن احترامك واجب، والتضامن معك أيضاً، والقدر أن لا دولة تحاسب، بل سلطة ترعى كل هذه الفوضى التي تأخذ معها حياتنا إلى المجهول!

 

إقرأ ايضاً: المشنوق: ما حصل مع علي الأمين مدان سياسياً وأمنياً وأخلاقياً

السابق
المشنوق: ما حصل مع علي الأمين مدان سياسياً وأمنياً وأخلاقياً
التالي
الأمين.. و «الكمين» الميليشيوي