لماذا خلقنا الله؟

{لا يوجد دين في قلوبنا ولا إيمان في أرواحنا طالما يوجد بيننا وحولنا وفينا مظلوم ، أو فقير ، أو مسكين ، أو يتيم ،  لا يوجد بين يديه ضرورات الحياة ومستلزماتها}. 

هل خلقنا الله سبحانه  لكي نعبده فقط كما يظهر من قوله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
سؤال: وكيف نعبده ؟ هل نعبده بالصلاة والصيام فقط؟
أجاب الله تعالى عن هذا السؤال بقوله تعالى:
{إنَّ الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا -1- وعملوا الصالحات – 2 – وتواصوا بالحق – 3 –  وتواصوا بالصبر – 4 -}. إذن نعبده: بالإيمان+ بالعمل الصالح+ بأن نتواصى بالحق+ وأن نتواصى بالصبر.

نقوم بالأعمال الصالحات ونستبق أفعال الخيرات  مع عباده المحتاجين لها ونتواصى بالحق ومن أبرز صوره انحيازنا لنصرة المظلومين مهما كان دينهم ومذهبهم ونخذل الظالمين مهما كان دينهم ومذهبهم  ونتواصى بالصبر على أعباء المواجهة ووطأتها الثقيلة على الأعصاب والأرواح والأنفس.
س: كيف نعبد الله؟
وأجاب بقوله تعالى أيضاً:
{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} آية  148 سورة البقرة.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ  إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} آية (48) سورة المائدة، إذن نعبده باستباق الخيرات المتعددة وبفعل الأعمال الصالحات مع عباده المحتاجين والمظلومين مهما كانت أديانهم ومذاهبهم، وأجاب بقوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ…..} /آية 90/و/91/ سورة النحل، إذن نعبده  بإقامة العدل وزيادة عليه أن نتعامل مع عباده بالإحسان واللطف والرحمة مهما كان دينهم ومذهبهم.

إقرأ أيضاً: ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

س – كيف نعبد الله تعالى؟
وأجاب بقوله تعالى أيضا:
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)  سورة الماعون، إذن لا يوجد دين في قلوبنا ولا إيمان بأرواحنا طالما يوجد بيننا وحولنا وفينا مظلوم أو فقير أو مسكين أو يتيم لا يوجد بين يديه ضرورات الحياة ومستلزماتها.
فالحاكم العظيم عند الله تعالى والذي يعبد الله تعالى حقا وصدقا ولا يُكَذِّب بدينه ليس هو ذاك الذي يصلي ويصوم (كخامنئي) الذي يعيش تحت سلطته أكثر من 30 مليون فقيرا في دولة عدد سكانها 70 مليونا؟ الحاكم العظيم ولو لم يكن مسلما ولا مؤمنا هو الذي أفلح ونجح بتكوين دولة توفر الضمان الإجتماعي، والضمان الصحي، وضمان الشيخوخة ، لكل إنسان يعيش في ظل سلطته .

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل الجنة للمسلمين حصرياً (2)؟

لأن العدل يقينا يحبه الله تعالى حبا عظيما ولو صدر  من غير المسلم ومن غير المسيحي ومن غير اليهودي، إن العدل حسن بذاته كما العسل حلو بذاته فالعسل حلو سواء كان بيد مسلم أم  مسيحي أم يهودي والعدل حسن أيضا سواء تحقق بيد مسلم أم مسيحي أم يهودي.
فيا أيها الإسلاميون لا تقولوا هذه دولة كافرة وتكتمون عدلها بحق شعبها بسبب كثرة  عُقَدِكم النفسية التي تحتاج إلى أعظم مستشفيات الأرض للأمراض العصبية والمصحات العقلية.

السابق
قرار أميركي لـ«نزع سلاح حزب الله» عن طريق مجلس الامن
التالي
الطاعون يهدد برج البراجنة!