توطين «حزب الله» في سوريا!

احمد عياش

تورط “حزب الله” في الحرب السورية لا يقتصر فقط على المشاركة العسكرية التي تهدف الى دعم نظام بشار الاسد ,بل ذهب الى مدى أبعد يتصل بمشروع إستيطاني أعدته إيران وبدأ تنفيذه منذ أعوام ويقضي بتغيير الواقع الديموغرافي عن طريق توطين المليشيات المرتبطة بطهران من جنسيات عدة بدءا بأفغانستان وصولا الى لبنان مرورا بإقطار أخرى في المنطقة.
بالطبع لا يزال العالم مشغولا حتى الان بتداعيات الملف الكيماوي الذي فتح على خلفية قيام نظام الاسد مجددا بإستخدام هذا السلاح المحرّم دوليا في مدينة دوما القريبة من دمشق.لكن هذا الانشغال ترافق مع التغافل عن مضي مخطط التطهير السكاني قدما الى الامام بنقل عشرات الالوف من السوريين من موطنهم في الغوطة الى الشمال السوري في الايام الماضية ولحق بهم في الساعات الماضية بضعة ألوف ,كما تباهى بذلك ما يسمى “الاعلام الحربي” ,أي إعلام “حزب الله” ,وهم خرجوا من القلمون الشرقي بريف دمشق “بوساطة روسية” كما قال هذا الاعلام.

اقرأ أيضاً: الحرب مع إيران أمر جيد

بعدما أخلى عشرات الالوف من السوريين منازلهم التي كانت موطن آبائهم وأجدادهم منذ قرون بعدما سبقهم مئات الالوف من السوريين الى ترك موطنهم في حلب وحماة وحمص وصولا الى القصيّر,لم يعر العالم إنتباها الى العملية الجارية لملء الفراغ السكاني والتي عكفت طهران على تنفيذها بنشاط بالغ فيما كان “حزب الله” الاداة الرئيسية.ولمن يخالجه شك في وجود مثل هذا المخطط الفارسي ,يمكنه قراءة تصريح مستشار ولي الفقيه علي أكبر ولايتي الذي أوردته البارحة وكالة مهر الايرانية للانباء حيث قال “ان الصحوة الاسلامية في جبهة المقاومة اليوم تبدأ من طهران وتمتد الى بغداد ودمشق وبيروت وفلسطين وسينضم اليمن اليها قريبا…ولولا دعم ايران لكانت بغداد ودمشق اليوم محتلة من قبل داعش ولكانت بيروت محتلة من قبل اسرائيل !”
في معلومات ل”النهار” قبل أسابيع,ان أفرادا من بلدة القصير سعوا لدى النظام السوري كي يعودوا الى ممتلكاتهم في البلدة ,وحصلوا على تصاريح تجيز لهم هذه العودة .ولما وصلوا الى بلدتهم واجههم “حزب الله” الذي لا يزال يحتلّها عسكريا ودعاهم الى العودة من حيث أتوا قائلا لهم:”دعوا من أعطاكم التصاريح أن يعيد اليكم ممتلكاتهم!” وبحسب هذه المعلومات,فإن الحزب يتولى إستشمار الاف الدونمات في المنطقة والمشهورة بخصبها الزراعي وينتفع مباشرة بعوائدها.
من أخطر المعطيات حول المشروع الاستيطاني الفارسي في سوريا ما أوردته الزميلة رندة تقي الدين في “الحياة” نقلا أوساط فرنسية توقعها “أن يتحول حزب الله إلى “حزب الله” لبناني و “حزب الله” سوري، لأنهم يتوطّنون في سوريا حالياً مع الإيرانيين!”
في 6 أيار المقبل,سيتدفق الالاف من هؤلاء “المستوطنين” على متن حافلات الى مراكز الاقتراع في لبنان عموما وبعلبك- الهرمل ثم يعودا الى “ممتلكاتهم” لمواصلة “الواجب الجهادي”!

السابق
انطلاق فعاليات «مهرجان طرابلس للأفلام» بنسخته الخامسة للعام 2018
التالي
المرشح علي الامين: تمزيق لافتات «شبعنا حكي» قد يكون اعتداءا فرديا