بعد سيطرتها على إدلب: «هيئة تحرير الشام» تثير المخاوف من داعش جديد؟

هيئة تحرير الشام
بهدوء تام يتم نشر معلومات في الصحافة الاميركية عن اطلالة فرقة ارهابية جديدة في ادلب. فهل هي تسريبات ام مغاطلات هادفة؟ كيف يفسرها كل من طلال عتريسي، واحمد الايوبي؟

في تقرير ملفت لها، حذّرت «وول ستريت جورنال» الأميركية من أن آلاف المسلحين من «هيئة تحرير الشام»، انتشروا في إدلب. و«هيئة تحرير الشام» عبارة عن تحالف جماعات إسلامية تقودها النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وجاء انتشارها وسيطرتها على إدلب وسط انشغال واشنطن بمعارك أخرى داخلية وخارجية.

وتقول التقارير إن «هيئة تحرير الشام» حاربت المعارضة السورية، المدعومة من التحالف الدولي، لفرض سيطرتها في إدلب. اضافة الى معاركها مع «داعش». وقد نشرت قواتها في ادلب على نسق قوات “داعش” في الرقة. وهي تجنّد الأطفال للقتال في صفوفها وليس فقط الرجال. وهكذا تصبح إدلب معقلا للتنظيمات الإرهابية في سوريا، اضافة الى تحويل إدلب إلى بيئة خصبة للتنظيمات، عبر تدفق آلاف من أفراد الجماعات المسلحة.

في هذا الاطار، يرى الدكتور طلال عتريسي، الخبير في الحركات الاسلامية، ان “لا معلومات تفصيلية متوفرة حتى الان عن الموضوع، ولكن هو مشروع قديم كانوا يفكرون به، وقد بدأ الحديث عنه اميركيا، بعد الانتهاء من “داعش” الذي سيخلق فراغا، مما يشعرهم ان “داعش” كان يملأ فراغا. فلم يقولوا “الحمدلله تخلصنا منه”. ومعنى ذلك انهم يسعون بشكل دائم، خاصة ان دونالد ترامب لا يريد البقاء في سوريا مما يدعو المخابرات الاميركية الى خلق حالة اسلامية متشددة للابقاء على القوات الاميركية في سوريا”.

و”يصل عدد الفصائل الاسلامية في سوريا الى 300 فصيل، كلها بدأت عبر انشقاقات، فكل شخص يموّل فرقة لا يزيد عددها عن 500 شخص ولكل شخص راتبا”.

و”بهدف الابتزاز وعدم السماح للطرف الآخر باعلان الانتصار، وتأخير الحل السياسي وعرقلته اخترعوا هذه المجموعات، فالاميركيون غير قادرين على الحل، الذي يعمل الروس والايرانيون باتجاهه. والضربة الثلاثية الاخيرة تمت من اجل تغيير المسار السياسي لسوريا، وهي مدخل للحل السياسي الذي تصنعه كل من تركيا وايران وروسيا”.

ويختم، الباحث في الشؤون الاسلامية، طلال عتريسي، انه “في حين ان الاميركيين وعبر التنظيمات المتشددة يريدون ان يكونوا شركاء في الحل السياسي، فهم يحاولون منع اي حل لا يكونوا هم شركاء فيه. لدرجة انهم اقترحوا ارسال قوات عربية الى سوريا، مما يثبت انهم لا يريدون الحل”.

اقرأ أيضاً: «داعش» شركة مساهمة في خدمة قوى الشر

ويرى الباحث أحمد الأيوبي، الخبير في الحركات الاسلامية، أن “هيئة تحرير الشام” هو اسم استخدمته “جبهة النصرة”، وهناك خلط في الاسم، فالاسم المتداول لـ”جبهة النصرة”، هو هيئة تحرير النصرة. فهل ستنتج “داعش” من جديد وبالتسمية نفسها. اعتقد انه يستحيل ان يخلق من جديد، بالشكليات نفسها مع اعادة انتاج الجهة نفسها، واعتقد ان ثمة خطأ في الموضوع. قد يتبنى “داعش” اسماء جديدة، ولكن ان يدخل بالاسم نفسه، فهو اما ان الترجمة خاطئة، او ان المعلومات غير دقيقة.

مع الاشارة الى، ان “داعش” غائب عن الاعلام، فلا تصريحات ولا اعلام، وغائبون عن الشاشات. مع ملاحظة ان جزء من المناطق التي ضربوا فيها المعارضة يسلمونها تسليم اليد للنظام، وهذا يؤدي الى طرح علامات استفهام جديدة. خاصة ان ثمة معلومات نقلت ان المنفّذ الاساس لأحداث11 أيلول، ظهر في الشام بعد اطلاق النظام السوري سراحه”.

وختم، أحمد الايوبي، بالقول “هذه التنظيمات هي المساحة المثلى لخلقها من قبل الاستخبارات. ولا اعتقد انه هناك ابشع من “داعش”، ولا اعتقد ان ثمة عقل بشري قد يستوعب ما فعله “داعش””.

السابق
رائحة «الرشاوى الانتخابية» تزكم أنوف اللبنانيين… و«هيئة الاشراف» تستنجد!
التالي
الحرب على الساحة الرمزية