علي أبو دهن: من لم يدعم قضية المعتقلين في السجون السورية لن ننتخبه

علي ابو دهن
من جحيم الإعتقال الى الحرية، يخرج كل فترة معتقل لبناني من السجون السورية، يقولون ان الموت بالنسبة لهم هو "حرية". ماذا يقول المعتقل المحرر علي أبو دهن، رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية، بعد وفاة المعتقل حسن حديفة؟

أعلن منذ أيام عن وفاة المعتقل السوري، من أم لبنانية، حسن حديفة، الذي قضى أكثر من 30 عاما في السجون السورية. وحال حديفة كحال 627 لبناني مسجونين في سوريا خلال الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما وانتهت عام 1991، وتنكر السلطات السورية وجودهم

وقد تم تسليم جثة حديفة الى عائلته. وحديفة، كان قد اعتقل عام 1987، علما ان المعتقلين اللبنانيين يتوزّعون بشكل أساس على سجون صيدنايا، وعدرا، وتدمر. وكان السوريون قد طرحوا مقابل المعتقلين اللبنانيين 1090 اسما لسوريين مفقودين في لبنان.

اقرأ أيضاً: بين السجون السورية الإيرانية والإسرائيلية؟

في هذا الاطار، إلتقت “جنوبية” المعتقل والاسير السابق في السجون السورية، علي أبو دهن، رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، فقال “625 معتقلا لبنانيا ما زالوا في السجون السورية، واسماؤهم موثقة لدى السلطات اللبنانية التي قدمت الاسماء عبر لجنة لبنانية سورية تأسست عام 2000. وكانت ارسلت الاسماء الى سوريا عام 2004، واللجنة كانت مؤلفة من القاضي جوزف معماري، والقاضي جورج رزق. حيث كان يأخذ منا اسماء المعتقلين، ومن الراحل غازي عاد، ومن لقمان سليم، ومن آخرين”.
ويتابع أبو دهن “أسسنا الجمعية، وجمعنا كل الاسماء حيث وصل العدد الى 628 معتقلا في سجون سوريا، وسلمناها الى الرئيس سعد الحريري، واجتمعنا به، وسلمناه “الداتا” كلها، فقال لنا سأعمل عليها، وسأكون أمينا عليها، وأخذها معه الى سوريا. واجتمع مع رئاسة الوزارة هناك، فأصدروا بيانا قالوا انهم سيهتمون بالامر. وسيصدّرون المعلومات الاساسية للرئيس الحريري. وبعدها بست سنوات انطلقت الحرب السورية. فتوقفت عملية التحري مع القاضي رزق، وصرنا نتكل على المعلومات التي تصلنا من الاسرى والمعتقلين”.


ويتابع “أنا كرئيس للجمعية لا يمكنني ان أتحدث بأي كلام دون أدلة، حتى لا أحاسب عليه. اذ لا زال ثمة أسرى ومعتقلين في السجون السورية كسجن صيدنايا وسجن عدرا وسجن المزة دون أية أثباتات. فلا يمكنني التأكد من بقاء اي معتقل على قيد الحياة، ما لم تؤكد لنا الوثائق ذلك. ونحن كجمعية للمعتقلين، وصلنا مؤخرا الشهيد قيس منذر(52) من ضهر الاحمر، وهو في الامن العام، اعتقل عام 2006، وعاد ميتا الى اهله عام 2016″.

“عشر سنوات من الاعتقال وعاد ميتا، “طقت رقبته”، والدولة اللبنانية لم تهتم له، وهو شهيد كآلاف الشهداء، لم يتحدث عنه أحد رغم انه في كان في الأمن العام”. علما انه كان اطلق سراح جورج شمعون في العام 2011. وكان قدابلغ عن وجود معتقلين آخرين.
ويعتب على السلطات اللبنانية، التي لا تسأل عن معتقليها، رغم ان السوريون يعملون ما يريدون، ويبحثون عن مفقوديهم، والسلطة اللبنانية تراهن على وفاة اهالي المعتقلين لتُميت القضية، وظنوا انه اذا مات غازي عاد لن تموت القضية”.
ولتخليد ذكرى جميع المعتقلين، قال ابو دهن، “حتى لا ننسى القضية وثقتُ تجربتي في كتاب تحت عنوان “عائد من جهنم”، و”الخارجون من القبور السورية”، وفيلم “تدمر”، الذي صورناه مع 23 معتقلا، ونلنا على اساسه جوائز عالمية، اضافة الى مجموعة من 5 كتب توّثق كل شيء”.
ويؤكد أبو دهن، قائلا”اننا مستمرون، لقد سجنتُ 13 عاما في سجون سوريا، وخرجت بعد معاناة، كنت أظن انها لن تنتهي”.
و”بمناسبة الانتخابات، نحن كمعتقلين لن نصوّت لجماعة النظام السوري، ولمن وعدنا بالمساعدة، ولم يفِ بوعده، فقد قدمت الدولة تعويضات الى الخارجين من السجون الاسرائيلية، اما نحن فقلنا لهم: هم قاتلوا اسرائيل، ونحن قاتلنا الجيش السوري، هم قاوموا ونحن قاومنا”، وفي شهر تموز2008 تقدمنا بقانون عبر كتلة القوات اللبنانية الى مجلس النواب، فلم يدعمنا أاحد”.
ويتابع “وفي العام 2009 تقدّم النائب ابراهيم كنعان بمشروع معّجل مكّرر الى المجلس النيابي، ولكنه استقر بلجنة الادارة والعدل التي لم تتحرك منذ العام 2013. وفي العام 2013 تحرّك الملف، وتم تحويله الى لجنة الادارة والعدل، التي حوّلته الى لجنة المال والموازنة، علما ان رئيس اللجنة هو النائب ابراهيم كنعان. فلماذا لم يُبت به حتى الان، طالما انه هو من تقدّم به. فهل بسبب تحالف التيار الوطني الحرّ مع حزب الله؟”.

اقرأ أيضاً: عن تفاصيل مأساة سنة ونصف في صيدنايا

ويؤكد أبو دهن “نحن نمرر عددا من التوافقات، وسننتخب من يشبهنا كالأستاذ علي الأمين، ومن معه من الشباب على صعيد كل لبنان”.
ويشرح، بالقول، “قلت للمعنيين نحن أسرى الخلاف السياسي، ولم نعمل ضد المقاومة يوما، اما بالنسبة للسوريين هم قاتلونا فقاتلناهم، ولسنا ضد أي فريق لبناني محلي، لذا عليهم ان يساعدوننا، والمعتقل السابق لا يجد عملا بسهولة، فهو مريض جراء التعذيب، لذا هو فقير ومعدم”.
ويختم، علي أبو دهن “الان نحن 278 معتقلا محررا نلتقي باستمرار، واتشرّف برئاسة الجمعيّة حاليا، ونحن نطالب بجميع المعتقلين احياء”.

السابق
وقف الدعم الاميركي لـ «الأنروا».. خطوة على طريق تصفية «حق العودة»
التالي
مأزق بوتين: إقصاء إيران يُقصي الأسد وبقاؤهما معاً غير متاح