القمم العربية «مجالس» ليس لها إئتمان

العرب يتناحرون واهمون واقفون مهزومون ضائعون تائهون غاضبون مكبلون عاجزون. هذا ما تداولتهُ كافة الأقنية والصحافة على الأقل الناطقة بلغة “الضاد”.

حلّ أكثر من 16 شخصية من اصحاب الجلالة والفخامة والسموّ من الزعماء العرب الذين يُعدُّون بأنّهم يمثلون بلادهم مع بقية الدول العربية الاخرى في تمثيل ومناصب وزارية على مستوى الخارجية أو اقلهُ برتبة ممثل سفير ديبلوماسي وسُجِلّ غياب ملحوظ لدولة كبرى “ممانعة” كانت من أوّل الداعيين إلى تأسيس ميثاق ما يُسمى جامعة الدول العربية “الجمهورية العربية السورية”.

بالمناسبة لم يرد أيّ أسف رسمى للغياب الدائم للحضور السوري بإستثناء ملاحظة بسيطة من هنا أو تغريدة وتعليق من هناك. برغم الإنفاق المهول للأموال الضخمة من بعض دول الخليج، في محاولات منذُ الربيع العربي الى إزالة وإسقاط بشار الأسد و النظام “الأسدي ” الظالم والخطير اولاً وأخيراً على الشعب السوري.

و الشعب السوري المناضل الذي “رفض فرنسا “وطردها من أراضيه هو الوحيد المخول في كيفية إدارة سوريا، وهناك ضرورة الى تغييّر النظام الغاشم الحالى.
من هنا فإنّ ما يُساقُ في هذا السياق، يدعونا إلى التمهل في نتائج العدوان الثلاثي الأخير وتداعياته وإنعكاساتهِ على الساحتين السورية والعربية من المواقف والإصطفافات “مع من يؤيد و من يستنكر ومع من يُدين العدوان”.

كذلك كان الملاحظ غياب أمير دولة قطر “تميم بن حمد ال ثاني” الذي يختلف علناً مع معظم التيارات التي تساندها المملكة العربية السعودية، نتيجة التدخلات والتداخلات التي يُمررهُا من لا يريدُ للعرب او لابناء الدول المنتجة “للبترول والغاز”.

إقرأ أيضاً: القمة العربية اختتمت ولبنان نجا من قطوع احراج حزب الله

إستضافت المملكة العربية السعودية “القمة العربية” او ما أُطلِق على تسميتها  (اليتيمة) “قمة القدس” التي تحمل رقم أو دورة (٢٩) على أراضيها في المنطقة الشرقية من السعودية في مدينة الظهران، عوضاً عن العاصمة الرياض حيثُ كانت المملكة قد إتخذت تلك القرارات بعد مداولات داخلية وخارجية مع أصحاب الحل والربط مِن الذين يعتقدون بأنّ مدينة الرياض التي أصبحت تحت مرمى” صواريخ الباليستية” التي تُطلقها قوات وميليشيات “الحوثيون” المزودون بالصواريخ من إيران حيث تتواجد منصاتها قرب الحدود اليمنية السعودية المشتركة نحو الأمكنة الحيوية السعودية، وكان مطار الملك خالد مؤخراً قد سقطت الصواريخ عليه، مما يعنى كان إنتقال القمة ومركزها الى الظهران.

وليس غريباً عن الأخوة المجتمعون في القمة، ترأس المملكة قيادة “عاصفة الحزم” المستمرة منذُ شهر آذار من العام “٢٠١٥” الى الان، ولم يستنكر ويدين ذلك أحداً من دول العرب!؟ بإستثناء الدول الحليفة لإيران، بغداد، واليمن، ودمشق”، وحزب الله الذي يقاتل للدفاع عن النظام السوري في مواجهة داعش وبقاياها ” في لبنان، وليس الحكومة الرسمية التي تعمل بالمقولة المفرغة من مضمونها في سياسة “النأى بالنفس”؟

منذُ القمم القديمة والتي أنتجت “لاءات” لا إعتراف، لا صلح، لا تفاوض؟ طبعاً هنا المقصود” بإسرائيل” بعد إغتصابها فلسطين، سنة “١٩٤٧”.
والتي كانت سبباً اساسيا في إنشاء جامعة الدول العربية.

ماذا أنتجت اللقاءات والاجتماعات الجانبية بين الملوك و الزعماء والرؤساء المعتمدين والغير “مؤتمنين” على المجالس العلنية والسرية الى فحوى واهمية إنعقاد القمة.
لو تسنى لنا إنتقاد النظرية الجديدة الحديثة عن المواضيع الساخنة فسوف تكون العداوة اولاً وأخيراً الى دولة “الفرس” إيران الحالية التي تربطها بالعالم العربي علاقة جغرافية تعود الى ما قبل ظهور فجر الاسلام والى ابعد من ذلك بكثير تعود “العداقة ”
الدائمة في الملاحة والهيمنة والسيطرة على منافذ ومخارج “الخليج الفارسي او العربي “حتى صار اكثر لهيباً بعد الثورة الخمينية كما يسميها “العروبيون”١٩٧٩” لما حملتهُ معها من إنتشار لدولة “الإثني عشرية”،وما تعنيه من التجزئة المذهبية.

إذاً لم تكن الدورة المعنية بالقضايا لدى وقوعها مثلاً  “العدوان الثلاثي” الأمريكي والفرنسي والأنكليزي البريطاني عشية إنعقاد موعد القمة ولم يتنبه المجتمعون إلا للسلبيات الجانبية في “مجالسهم” المنعقدة بلا فائدة، يستفيد منها الجيل الحديث من الشباب في العالم العربي وإن كانوا يسمعون بإستمرار عن قمم منعقدة، وقمم سوف تنعقد، وقمم عُقدت، ولم يُجنىّ من ثمار مجالسها إلا التناحر، والإنقسام، الملازم والمتلازم للأحوال المرحلية في الصراع المستمر داخل “الأنظمة المهترئة “العربية من مشرقهِ الى مغربهِ،ومن محيطه الى خليجهِ.

أما الدعم الضئيل والمتواضع حسب ما سمعناه ورأيناه عندما مُنحت “دولة” فلسطين مئة وخمسون مليون دولار كدعم مرحلى الى “تعويم المؤسسات الاسلامية” في وقوفها ضد السجال مع امريكا وإسرائيل بعد المهاترات حول التهويد والإنتقال للمقرات والبعثات الديبلوماسية الغربية والأمريكية الى القدس. وتقديم المملكة العربية السعودية خمسون مليون دولار الى منظمة ومؤسسة “الأنروا

التي هددت في إيقاف المساعدات للشعب الفلسطيني في المخيمات التي نُصبت امام اعين العرب اجمع؟
القمة ليس لديها اية إمكانيات مهمة او منطقية او جوهرية لتقدمها للشعوب سوى “التأمر والحسرة “والمضى كالنعامة التي تدفن رأسها بالتراب والرمال خوفاً من المجهول؟

القمة العربية يجدرُ بِنَا تسميتها العاجزة عن تحقيق اي مسودة او مشروع يُفْيد او تلتمسهُ الشعوب من آمال للمستقبل في شتى المجالات .

إقرأ أيضاً: عن قرارات الجامعة العربية المتأخرة

كل القضايا التي طغت مواضيعها في مجالس القمة تُشيرُ الى “الإنسحاب المذل” ليس سراً لكن تدريجياً” واهمة” تحت حجج مواجهة وحماية الدول العربية من إنتشار ظاهرة الإرهاب الذي اصبح مادة دسمة وخطيرة تعرف امريكا وحلفاؤها كيف تمرر مشاريعها، في النفط، والغاز، وإسرائيل، مقابل الإستقرار في الشرق الاوسط من مواجهة الصراع العربي الاسرائيلي ونقلهِ الى تقبل إملائات الدول الكبرى التي تساند دولة الصهاينة.

قمة بعد العدوان الثلاثي سنة “١٩٥٦” لم تنتج إلا تنازلات؟
قمة ما بعد نكسة “١٩٦٧” لم تقدم اي مشروع لتحرير الاراضي العربية المحتلة؟
قمة ما بعد حرب رمضان “١٩٧٣” لم تُبدى متابعة لما ىُسمىّ الإنتصار؟
قمة ما بعد إتفاقية” ١٩٧٩” كامب ديفدخلفت وراؤها تحالفات عقيمة ؟
قمة ما بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت “١٩٨٢” لم تكن إلا عاراً وتأمراً على من يتصدى للإمبريالية؟
والقمة بعد إندلاع الإنتفاضة عام “٢٠٠١” أنتجت تخاذلات لا حصر لتوابعها؟
والقمة الحالية في الظهران “٢٠١٨” ما هي إلا إنحناء للهامات ولا امانة لمجالسها ولا إئتمان لمضمون فكرة الشعوب العربية الحرة؟

السابق
قضية «الشيخ سامي الحاج أحمد» تفتح باب رواتب اساتذة دار الفتوى
التالي
ريفي لـ«جنوبية»: هم نسخة من النظام السوري.. ونحن سنواجه أتباع حزب الله والمرتعدين منه