الصحافي الذي كشف فضيحة مقتل المرتزقة الروس في سوريا: انتحر أم نحره بوتين؟

في 13 نيسان الماضي، وجد الصحافي الروسي مكسيم بورودين (32 عاما ) ميتا تحت شرفة منزله في مدينة يكاترينبورغ عاصمة الأوروال الروسي، واشارت حينها الشرطة الروسية الى ان بورودين الذي كشف فضيح مرتزقة "فاغنر" الروس في سوريا ومقتل المئات منهم، قفز من الطابق الخامس منتحرا، لكن هناك رواية اخرى للكثيرين من اصدقائه بشأن هذه الحادثة !

الصحافي الاستقصائي المتخصص بأخبار الجريمة وقضايا الفساد في روسيا مكسيم بورودين كان يبحث وراء حقيقة مقتل 200 من المرتزقة الروس في سوريا في 7 شباط الفائت، والتي تحاول روسيا إخفاءها حتى الان، وتصر على موت بورودين منتحرا.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن مكسيم كان أول من كشف تفاصيل ما جرى نقلاً عن مصادره الموثوقة، فقد تحدث عن العملية بالتفصيل، بدءاً من محاولة المئات من مرتزقة فاغنر التسلل باتجاه حقل غاز قرب ديرالزور للسيطرة عليه بناء على طلب رجل أعمال سوري ثم مقتلهم بقصف جوي أميركي، بعد هجومهم على قاعدة تابعة لقوات سوريا الديموقراطية.

اقرأ أيضاً: مقتل المرتزقة الروس في سوريا: صفعة أميركية على وجه بوتين

من جهة اخرى، لا تعترف روسيا رسمياً بوجود أي مرتزقة لها في سوريا، وبالتالي تصر على نفي وقوع أي إصابات أو قتلى لها في الحرب الجارية هناك، فبعد أن تكبّدت الولايات المتحدة خسائر فادحة في حرب فيتنام، وحرب أفغانستان التي كلفت روسيا الكثير، بالإضافة إلى الغضب الشعبي العام، قام البلدان بخصخصة الحرب في السنوات الأخيرة، من خلال اعتماد فرق عسكرية تقوم بتمويلها وتدريبها شركات خاصة.

ويعتقد أن فرقة “فاغنر” القتالية وتحوي قوات نخبة روسية مجهزة ومدربة بمستوى عال، تتلقى الدعم المادي من رجل أعمال غني مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين يدعى يفغيني بريغوزين، وهو مدرج على لائحة العقوبات الأميركية، ويشتبه بضلوعه بالتدخل في الانتخابات الاميركية، ومعروف بلقب ”طباخ بوتين”، ويهتم بمستلزمات الأطعمة للحفلات في الكرملين، قبل أن تتوسع أعماله إلى خدمة القوات المسلحة الروسية.

موقع “العربي الجديد” اشار الى ان فياتسلاف باشكوف وهو صديق الصحفي بورودين كتب منشور على صفحته في فيسبوك، قال فيه، ان مكسيم اتصل به في الخامسة فجراً قبل سقوطه، وقال إنّه “محاط بمسؤولين أمنيين” مع “رجال مسلّحين على الشرفة” و”أشخاص يرتدون ثياباً مموّهة وأقنعة”، وكتب باشكوف “أعرب مكسيم عن رأي مفاده أنه في أقصر وقت ممكن سوف يقتحمون المنطقة للبحث عنه، وأنّهم على ما يبدو، ينتظرون إذن المحكمة، لذلك احتاج إلى محام ولهذا السبب اتصل بي” وأضاف “كان صوت ماكس خائفاً ولكن ليس هستيرياً ولا مخموراً، أخذت على الفور كل شيء على محمل الجد، ووعدته بالاتصال بأي شخص يمكنني الوصول إليه”، واشار باشكوف الى انه بعد مرور ساعة، اتصل به مكسيم وقال إنه “مخطئ”، واعتذر وقال إنه كان هناك نوع من التمرين، وأضاف باشكوف “لم أتصل به بعد ذلك، على الرغم من أنني كنت أنتظر أن يكتب شيئًا على فيسبوك، لكنه لم يكتب أي شيء”.

في المقابل، ذكرت “الجزيرة نت” ان رئيسة التحرير بموقع “نوفي دين” حيث يعمل بورودين مراسلا، شككت في فرضية انتحاره، وبدوره، قال هارليم ديزار وهو مسؤول بمنظمة تهتم بحرية الصحافة إن الوفاة تثير “شكوكا جدية”، وأضاف “لقد دعوت السلطات إلى فتح تحقيق سريع وعميق” بشأن الحادثة.

اقرأ أيضاً: المرتزقة الروس يسقطون بالمئات في سوريا

واطلق صحافيون روس وناشطون حول العالم حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى معرفة تفاصيل وفاة بورودين، واعتبر هؤلاء ان احتمالات الانتحار مرفوضة، مرجحين ضلوع النظام الروسي في قتل الصحافي.

والجدير ذكره ان المخابرات الروسية في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتمتع بسمعة سيئة، وذلك بعد تصفية وسجن العديد من المعارضين في الداخل والخارج، واخرها كان اتهام بريطانيا صراحة لروسيا بملاحقة لاجئ سياسي كان عميلا سابقا في مخابراتها تم تسميمه هو وابنته، مما خلف ازمة ديبلوماسية حادة بين موسكو ولندن، اسفرت عن طرد عشرات الديبلوماسيين للبلدين.

السابق
المكتب الإعلامي للمشنوق يوضح: خبر «الحسينية» مسافلة إنتخابية
التالي
احمد اسماعيل: ترشحنا في «شبعنا حكي» رفضا لواقع الجنوبيين المرير