رحيل المناضل نعمة جمعة الذي عانى في سجون الاحتلال الاسرائيلي والنظام السوري

المحامي المقاوم نعمة جمعة رحل بصمت بعد صراع مع المرض، سجنه الاحتلال الاسرائيلي في معتقل "انصار" عام 1982 ، كما سجنه نظام الوصاية السوري ايضا لانتسابه الى حركة فتح، والراحل الكبير هو ابن مدينة بنت جبيل وصاحب تاريخ نضالي عريق.

عُرف عن الراحل المحامي نعمة جمعة، تعلقه الشديد بمسقط رأسه مدينة “بنت جبيل” الجنوبية، كان عروبيّا مؤمنا بالوحدة العربية، اضافة الى صفة “محامي الفقراء”، نظرا لتوليه الكثير من القضايا التي تدافع عن ظلمهم دون مقابل.

احد معارفه ممن رافق نضاله، قال لـ”جنوبية”: “تفتح وعي الراحل نعمة جمعة على الحسّ القومي الذي كانت تمثله الاحزاب القومية، فانتسب الى حزب البعث العربي الاشتراكي وتركه بعد الانفصال الشهير. واعتبر ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة له، وناضل دفاعا عن الثورة، وانتسب الى القضية الفلسطينية فكانت قضيته. واثناء الاحتلال الاسرائيلي عام 1982اعتقل في “أنصار” وكان في المعتقل مثالا للمناضل الملتزم بالقضايا القومية، وبعد الافراج عنه من معتقل “أنصار” أصدر كتابا حول تجربته سماه “وادي جهنم”، لكنه لم يستطع اصدار كتاب آخر حول تجربته في السجون السورية”.

إقرأ ايضًا: رحيل المناضل ومحامي الفقراء نعمة جمعة

ويتابع المصدر “بعد الافراج عنه من السجون السورية استمر في النضال في مجال حقوق الانسان، فترّأس “الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان” ولم يغب عن باله حقوق الانسان الفلسطيني الذي كان هاجسه اليومي”.

وختم المصدر “دُمر منزله عام 2006، ولم يعرف حتى اللحظة اذا قبض تعويضا عن بيته، لانه، ولسنوات خلت، لم يعوّض عن دمار بيته من قبل السلطات المعنية”.

وفي اتصال مع، رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، محمد صفا،  قال لـ”جنوبية”: “انعي باسمي وباسم “مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب”، و”لجنة المعتقلين”، المناضل والصديق والرفيق المحامي نعمة جمعة، الأسير المحرر من معتقل أنصار، والمحرر من سجون أنظمة الإستبداد، ومن السجون الطائفية، والمناضل الصلب الذي لم تستطع سياط الجلادين والسجون والقهر ان تلويّ فكره وعقله، صاحب كتاب “وادي جهنم” الذي غادر جهنم الطائفية والمذهبية والفساد”.

عن الادوار التي لعبها الراحل جمعة، يقول صفا “هو عضو لجنة المعتقلين، ورئيس الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان، وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان، وصاحب القلم الجريء المتمرد على الاقطاع بكل ألوانه. وقد كرمه المركز منذ ثلاث سنوات، وهو الذي كرّم الجنوب وتراب بنت جبيل بجسده المنهك من التعب والنضال”.

إقرأ ايضًا: جبل عامل كما عرّفه مؤرخوه

وختم، محمد صفا، “رحل نظيف الكف والمناضل القدوة ونموذج للمناضلين الذي عزّ وجودهم”.

وكان مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب قد كرمه نتيجة دوره في مناهضة التعذيب وإلغاء عقوبة الإعدام، وكل أشكال التمييز ضد المرأة، اضافة الى دفاعه عن القضية الفلسطينية، وعن المعتقلين السياسيين في السجون العربية، ولكونه اشتهر بوقوفه إلى جانب عائلة المخطوف المناضل محي الدين حشيشو. وهو ناشط على المستوى العربي، حيث شارك بالعديد من المؤتمرات في المغرب ومصر.

وقد جرى تشييع المحامي نعمة جمعة في مسقط رأسه بنت جبيل  امس الاثنين الساعة الرابعة عصرا وسط حضور كثيف من أهالي المنطقة وفعالياتها الحزبية والسياسية والدينية.

السابق
جنبلاط يغرّد: العدوى إنتقلت من بيروت الى القاهرة
التالي
رغم أنفك وجهلك يوجد مبادئ بالسياسة