بطولات «الانذار الخاطىء»

صباح الثلاثاء 17/4/2018؛ أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية والإعلام الحربي التابع لـ "حزب الله"، كلٌ على حدة، و"بمزيد من الفخر"، أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت 9 صواريخ – مجهولة المصدر- استهدفت قاعدة الشعيرات (في بيان الحزب أنها كانت تستهدف قاعدة الضمير)". في حين أعلنت الولايات المتحدة و"إسرائيل" أنها لم تمارس أي نشاط عسكري فوق الأراضي السورية. بعد ساعات أعلن التلفزيون الرسمي السوري "أن إنذاراً خاطئاً كان وراء إطلاق الدفاعات الجوية السورية صواريخ أرض/جو بالقرب من قاعدتي الشعيرات والضمير الجويتين".

سبق الإعلان عن “الإنذار الخاطئ” صور لـ “بقايا الصواريخ” وكلام تحليلي كبير عن “فعالية الدفاعات الجوية السورية”!

قبل ذلك بأيام (13/4/2018)؛ استهدف “الهجوم الثلاثي” بـ 105 صواريخ مجنحة مواقع: الحرس الجمهوري في دمشق- القوات الخاصة بريف دمشق- الدفاع الجوي في جبل قاسيون- مطار المزة العسكري في دمشق- مواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون-مواقع في منطقة الكسوة في ريف دمشق- مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق – مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق- مطار الضمير العسكري في حمص. وعلى الفور أعلنت القيادة العامة لقوات النظام السوري أن “منظومات الدفاع الجوي تصدت بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة” (الموقع الوحيد الذي أظهر إعلام النظام صورا عن الدمار الذي لحق به). بعد ساعات أعلن البنتاجون أن “العملية العسكرية ضربت كل الأهداف بنجاح، وأنه لا مؤشر على استخدام أنظمة الدفاع الجوي الروسية”.

اقرأ أيضاً: الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..

في الأثناء؛ احتفل مؤيدو النظام في ساحة الأمويين بـ “فشل العدوان الثلاثي على سوريا”! وملأ المحللون الشاشات بالحديث عن “فعالية الدفاعات الجوية السورية” (تحدث بعضهم عن الدفاعات الروسية والتشويش الإلكتروني وخيالات أخرى..).

بين الهجوم الثلاثي والإنذار الخاطئ؛ دمّر الطيران الإسرائيلي (14/4/2018)؛ قاعدة عزان الإيرانية في ريف حلب الجنوبي (معسكر السيدة رقية). نفت إيران و”حزب الله” والنظام السوري “صحة هذه الأنباء”، لتعود وسائل إعلام النظام لتبرير أصوات الانفجارات القوية والمتتالية التي سُمعت بـ “قيام وحدات الهندسة العسكرية السورية بعمليات تفجير متتالية للألغام والعبوات الناسفة التي خلفها المسلحون”.

اقرأ أيضاً: ضربة ترامب: هل تنهي مستقبل الكيماوي السوري؟

وبما أن إعلام النظام السوري وحلفاءه قد أضاف في هذه الوقائع الثلاث إلى سجله الحافل؛ مزيداً من “المصداقية”؛ فقد خرجت مظاهرة في دمشق تطالب النظام بالكشف عن مصير نحو 5000 من أولادهم، بعدما أوهمهم أنهم أسرى لدى “جيش الإسلام”، ليتبين أنهم قُتلوا في معارك الغوطة، وأن الموجود منهم بضع عشرات.

اصطناع البطولات الوهمية؛ ماركة مسجلة لدى إعلام النظام السوري، والعبيط من يشتري الكلام المغشوش الذي يبيعونه.

السابق
تغيير رأس النظام السوري أو المزيد من الاستنزاف الروسي
التالي
بيان «منظمة العمل الشيوعي».. وجدل إدانة أميركا ونظام الأسد