القمة العربية في «الظهران»: مقررات لمواجهة ايران وضمّ القدس

في لحظة بالغة الحساسية اقليميا، انهت القمة العربية دورتها الـ29 وخرجت بتوصيات ابرزها التزام العمل من اجل اقامة دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس الشرقية، والتنديد بالتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

واختتمت القمة العربية اعمالها، امس الاحد في مدينة الظهران، شرقي السعودية، بحضور ممثلي 21 دولة، بينهم 16 قائدا ومسؤولا عربيا، فيما غاب عنها ستة زعماء لأسباب مختلفة بينهم أمير قطر تميم بن حمد، الذي شاركت بلاده من خلال  مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، ويضعه محللون في اطار انعدام رؤية لحل الازمة الخليجية مع قطر في الوقت الراهن.

واللافت ادراج الملف الفلسطيني كبند اساسي على جدول اعمال القمة وتسميتها بـ”قمة القدس”، مع تغييب النزاع السوري والازمة الخليجية لحسابات خاصة بالمملكة والدول المشاركة الا من موقف لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط  الذي شدّد على ضرورة الدفع بالحل السياسي  في سوريا.

فقد  اشار البيان الختامي للقمة  الى ان “الدول العربية تؤكد بطلان وعدم شرعية القرار الاميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل  حيث ستبقى القدس الشرقية عاصمة فلسطين العربية”، بحسب ما نقلته جريدة “الشرق الاوسط”، واضاف البيان “نحذر من اتخاذ اي اجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس لان ذلك سيؤدي الى تداعيات مؤثرة على الشرق الاوسط بأكمله”.

كما أعلن الملك سلمان عن تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لإدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في القدس، ومبلغ 50 مليون دولار لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا”.

من جهة اخرى، اكد البيان على  رفض “التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وادانة المحاولات العدوانية الرامية الى زعزعة الامن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي”، بحسب جريدة “الشرق الاوسط”، كما دان البيان “تسليح ايران للميليشيات الارهابية”، مطالبا بـ”سحب ميليشياتها وعناصرها المسلحة التابعة لها من كافة الدول العربية وخصوصا سوريا واليمن”.

وتسلّمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية التي تضم 22 عضواً.

 حول حقيقة ما تردّد بشأن اختيار مدينة الظهران لانعقاد القمة العربية اشار موقع “ايلاف”   الى ان “موقف المملكة العربية السعودية جاء بسبب تهديد صواريخ جماعة “أنصار الله” لمناطق أخرى في المملكة على غرار العاصمة الرياض”.

ونفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، هذه الأنباء، وأوضح ان “اختيار المنطقة لا علاقة له بصواريخ الحوثيين والتي يمكن أن تصل إلى مدينة الظهران، بل وقع الاختيار على الظهران باعتبارها الأنسب لتنقل الزعماء العرب بين مقر انعقاد القمة، والمنطقة التي تشهد مناورات درع الخليج”.

إقرأ أيضاً: السعودية ستحفر البحر وتحول قطر إلى «جزيرة»

وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية مع قطر، اوضح الجبير ان “أزمة قطر لم تُناقش في القمة العربية لأنها مسألة غير مهمة ولها إطارها الخاص الذي تبحث فيه”، واضاف “قطر لا تتعامل كدولة صديقة بدليل التسجيلات الموثقة لتآمرها مع القذافي لزعزعة استقرار المملكة وهو ما يثبت أنها متورطة بالإخلال بأمن المملكة، وبالتالي هي لم تتصرف كدولة صديقة”.

وواجه بيان  القمة انتقادات وتعليقات عديدة، ابرزها ما نقلته “الجزيرة نت” حول  رد الفعل الايراني وما اعتبرته طهران ” ادعاءات كاذبة وواهية، وجاءت متأثرة بالموقف السعودي”، ونتيجة “جهل بحقائق المنطقة”.

من جهته وصف عضو مجلس الأمة الكويتي السابق ناصر الدويلة القمة العربية بـ “الخجولة في آدائها وفي بيانها”، واعتبر أن هذه القمة كسابقاتها من القمم انتقدت إيران والمحت إلى تدخلاتها في المنطقة العربية وتحميلها المسؤولية بدعم المليشيات، ولكن دون اتخاذ إجراءات عملية أو مواقف واضحة لإلزام إيران ووقفها عند حدها.

إقرأ أيضاً: القمة العربية الـ29 في سطور

واعتبر الدويلة أن “قمة الظهران أقل القمم العربية بريقا وتأثيرا حتى على المستوى الإعلامي، سواء العالمي أو الدولي”، وأضاف “انها قمة واهنة ضعيفة يصلح ان تسمى “قمة رفع عتب”.

يذكر ان  تونس سوف تستضيف الدورة المقبلة من القمة العربية في العام 2019.

السابق
ملف مجلس الجنوب «الضائع» يظهر مجدداً والنيابة العامة تخطئ في مطالعتها!
التالي
ترحيل «قانون العفو العام» إلى ما بعد الانتخابات.. يحبط الأهالي