الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..

عندما بدأت الحرب السورية في ربيع “٢٠١١” بين مجموعات متواضعة ومتناحرة هنا وهناك ممن يُعارضون “النظام الديكتاتوري المستبد “الذي ورثهُ الدكتور بشار الأسد الذي لعب دوراً وراثياً بعد حكم والدهِ الرئيس “حافظ الأسد” الذي لم يكن سوى لاعب من النوع ومن الطراز الكبير وممن أرسى نوعاً من عبادة الشخصية لدى شعوب المنطقة على طريقة الرئيس “جمال عبد الناصر “بعد نكسة وإحتلال الاراضي العربية المحتلة “١٩٦٧” للضفة الغربية ،وقطاع غزة، وسيناء ،ومزارع شبعا في جنوب لبنان، ومرتفعات هضبة الجولان السورية.

إذ بات معروفاً لدى الشعوب العربية أنّ شخصية وحضور الرئيس القوي وبقائهُ في سدة السلطة يعنى إنتصار.

لكننا اليوم بعد الربيع العربي كان مصير الرؤساء القتل والشنق والإعدام والأغتيال والسجن والنفي لكل من صدام حسين، ومعمر القذافي ،وعلي عبدالله صالح ،وزين العابدين بن علي،وحسني مبارك،

هل سوف يكون مصير بشار الأسد في نفس الخانة من “العقاب” هذا ما سوف نحصل على الإجابة خلال ساعات قليلة قادمة؟
يجرني البحثُ في موضوعنا اليوم الى الأخذ في اهمية التصريح الناري الذي اصدرهُ الرئيس الامريكي دونالد ترامب على حسابهِ وموقعهِ الخاص في التغريدة التي قد تُصبحُ مدخلاً الى حرب عالمية ثالثة .
يقول “حيوان يضرب شعبه بالغاز”.

لكن ما حدث وما آلت اليه الأوضاع من فعل وردود افعال كبيرة وخطيرة سوف تفتح الصراع على كل المشارف في إعلان حالة من “الفوضى الخلاقة “،

من جديد بشأن التدخل العربي والاقليمي والدولى في الصراع الفتاك ،الذي يحدث على ارض سوريا منذُ سبعة أعوام على التوالى ،وتكلفة وتحمل الشعب السوري من الأضرار لا تُحصىّ الى الان من قتل اكثر من “نصف مليون سوري” وجرح اكثر من مليون وتهجير وتشريد وإنتقال اكثر من عشرة مليون سوري داخلياً وخارجياً .تلك النتيجة والمحصلة ليست نهائية إذا ما تفاقمت الحرب خصوصاً بعد تدويلها؟

لماذا يُعلن ترامب عن قراره وتغريدته اليوم في إتخاذ ساعة الصفر خلال ثلاثة ايام من تاريخ التغريدة.
لكن التصريحات المنافسة من قِبل “الكرملين” في الإستمرار و الوقوف الى جانب الرئيس بشار الأسد ، ولم يكن التصريح المضاد للحليف “الأسدي” مقنعاً للرأي العام بإن النظام السوري القاتل بريئاً من الأتهام “بالقصف الكيماوي” في كل من الغوطة الشرقية ومنطقة دوما المحاذية للعاصمة دمشق .وإن هناك المئات من الضحايا من الأطفال والرضع والنساء والشيوخ الذين وقعوا بين فكي المتحاربين من الجانبين .هذا لا ينفي دور الدواعش وجبهة النصرة والقاعدة واخواتها في إقتناص وإنتهاز ادوار مشبوهة ومدعومة من الأنظمة الرجعية العربية؟

لكن هناك اسباباً اكثر دفعاً الى التعجيل في دق باب وقرع طبول الحرب ضد المواقع الرئيسية في سوريا من مطارات، ومقرات، وثكنات ،كثيرة يُسيطر عليها النظام السوري.تحت غطاء روسي وتدخل إيراني معلوم؟
كما ليس هناك ادلة عن إذا كان الروس فعلاً قد نصحوا الرئيس الأسد في إخلاء القصر الرئاسي ومغادرته الى جهة مجهولة .شبيهة بنفس الحالة بعدما صرح الرئيس باراك اوباما عام “٢٠١٣”

عن توجيه البوارج والأساطيل البحرية الامريكية لكي تُسدد ضرية قاضية ونهائية للحكم البعثي او الديكتاتوري المزمن في سوريا؟
هل فعلاً الصواريخ الذكية والجميلة التي سوف تسقط على رؤوس الشعب السوري المغلوب على أمره قد يتحول الى شعب يخضع الى رعونة الرئيس فلاديمير بوتين بعد ما ادلى و صرح بإنهُ سوف يتصدى للصواريخ الرائعة بإسقاطها وتحويلها الى “خردة”،
ما يُلفتُ للنظر من المراقبين خلال الساعات القليلة الماضية بعد “الفلتان” الإعلامي عن إستراتيجية جديد للحروب قد تبدأ من سوريا وتنتقل عدواها بعد القرار الدولي الى حرباً “عالمية ثالثة”جديدة تخوضها الدول الكبار” بالأزرار والكبسات الألكترونية “،
مما يعني وقوع العالم العربي وخصوصاً الدول المجاورة الى سوريا في متاهات ضياع جديد شبيه بالحرب العالمية الاولى سنة “١٩١٤”، وإنقسم العالم العربي ووقع بعد هزيمة وتفكك الأمبراطورية العثمانية ، بين سندان فرنسا، ومطرقة بريطانيا، ودعم دول “سايكس بيكو “في التسريع بإنشاء الوطن القومي اليهودي “الصهيوني”على ارض فلسطين وتشريد العرب ببلدانهم وترسيم حدود جغرافية ووهمية بين ابناء الوطن العربي الواحد ؟

إقرأ أيضاً: أميركا وحلفاؤها نفذوا الضربة المدروسة في سوريا.. و«لمرة واحدة»!

هذا العرض السريع والموجز والمختصر للأزمة التي يترقبها الشعب العربي في ظل الصراعات الجانبية من كافة الأقطار .
لكن هل هناك تبريرات او علاقة مباشرة ما بين التصريح الذي اعلنهُ ولي العهد السعودي الشاب الامير محمد بن سلمان من واشنطن عن ان الرئيس بشار الأسد هناك ضرورة في التعامل معهُ كرئيس أوحد لسوريا،وأحقية إسرائيل في الوجود!؟
هل الحرب اصبحت وشيكة بعد الإستعدادات التي احدثها التصريح الإستفزازي لكل من الجانبين الكبيرين امريكا وروسيا .ولكل منهما حليف يتدخل بالحرب الجارية في سوريا وخصوصاً الجانب الرئيسي من قبل ايران حيثُ من المعروف بان لديها قوات تدخل سريع تأتمر مباشرة من نفس القائد الميداني”

قاسم سليماني “الذي يتنقل بين العواصم العربية الأربعة التي تسيطر على توجيهات ايران السياسية .لكن المستفيد الاول من الصراع الدائم اليوم هو دولة الكيان الصهيوني الذي يُعتبرُ أقبح دوراً تلعبهُ القوى المتحالفة مع ايران في كل من اليمن، وبغداد، ودمشق ،وبيروت،ولا يُخفى عن احد دور القادة الميدانين الإيرانيين الى الحدود الجنوبية اللبنانية كخطة إستراتيجية للحرب إذا ما طُلِب من حزب الله فتح جبهة الجنوب اللبناني للتخفيف عن جبهة الحرب السورية . بعد المشاركة والتأثير الكبير الى اهمية دور “حزب الله” والمقاومة في حرب سوريا منذ اليوم الأول لإندلاعها؟

إقرأ أيضاً: هكذا علّق «حزب الله» على الضربة الثلاثية على سوريا

إذا ما اعطينا الأمور اكثر وزناً وقرائتتا بماذا ينتظر الدول المجاورة لسوريا في إعادة التقويم للخارطة الجغرافية للشرق الاوسط الجديد الذي سوف يتم تقاسمهُ من جديد بين اللاعبين الكبار. بدءاً بروسيا ،وأمريكا، وفرنسا ،وبريطانيا، وإيران ،والسعودية ،وتركيا ،وإسرائيل،
يبقى السؤال الكبير هل الحرب واقعة ؟..

السابق
حماوة انتخابية واللقاءات بلغت بلاد الاغتراب
التالي
بالفيديو: أحلام تهاجم وائل جسار والسبب «the voice»