ماذا فعلت بلدية الغبيري؟

بلدية الغبيري من أغنى بلديات لبنان لكثرة مرافقها الحيوية والاقتصادية ويُقدَّرُ مدخولها السنوي بما يشارف المئة مليار ليرة لبنانية تقع هذه الإمكانات تحت السيطرة الحزبية وتنفق في المجهود الحزبي الإعلامي والإعلاني والثقافي والاجتماعي والخدماتي والتوظيفي النفعي الذي يمارسه الفريق السياسي المسيطر عليها مع الحلفاء .
ولكن ماذا عن المتطلبات الحيوية المتوجبة على هذه البلدية لقاء ما تجنيه من أرباح؟

إقرأ أيضاً: أهالي الضاحية يشكون هدر المياه

يلاحظ أنها تُغطي ما بين منطقة حسينية أبي رياض الخنسا ومسجد عواد مجموعة من المصانع المحظور إنشاؤها في الوسط السكني فهناك أكثر من مصنع لتصنيع ” كوليه الفرام ” يؤدي إلى انبعاث غازات سامَّة تتسبب بمرض سرطان الرئة بحسب ما أفاد الخبراء ، وقد تحولت هذه المنطقة إلى منطقة صناعية لا تصلح للسكن رغم كثافة السكان فيها ، ويكثُرُ الموتى بالمرض الخبيث من سكان المنطقة كما يلاحظ المتتبع .. ومما زاد الطين بِلَّةً ما قامت به البلدية بالأمس القريب من قطع عشرات الأشجار الضخمة المُعمِّرة التي كانت تساهم في تنقية الأجواء وأكثرها كان من شجر ” الكينا ” وهذه جريمة بحق الطبيعة والإنسان ارتكبتها البلدية المذكورة ولم يحاسبها أحد ولم تأبه حتى بحديث أمير المؤمنين عليه السلام حين يوصي قائلاً : ” إزرع ولا تقطع ” .. ويتحمل من وراء البلدية المذكورة الفريق السياسي الذي يغطيها ونواب الضاحية الذين سكتوا ويسكتون عن هذه الجرائم البشعة دون محاسبة أو مساءلة .. فحتى متى السكوت عن الحق؟ أوليس الساكت عنه شيطان أخرس؟

إقرأ أيضاً: أبناء الضاحية: مستشفياتنا الإسلامية ليست بـ«إسلامية»

ومن الجرائم القديمة المتجددة جريمة السماح بإلقاء النفايات في المطمر البحري في دائرة البلدية المذكورة الأمر الذي زاد في تلوث الجو والبيئة وقتل الثروة السمكية البحرية وازدياد الانبعاثات الغازية السامَّة دون حساب أو تحمل مسؤولية من المعنيين ثم يلهثون وراء الناس لتهب أصواتها لنفس الفريق السياسي المسؤول عن سن القوانين التي تؤدي لهذه التجاوزات أو تمنع منها ويقول بكل وقاحة أحد نوابهم : ” إن مجلس النواب ليس مكتب خدمات اجتماعية ” وقد تغافل حضرته عن العقد الاجتماعي الذي أبرمه مع الشعب ليكون نائباً عنه في معالجة قضاياه بسنِّ القوانين العادلة التي تحل المشكلات الاجتماعية والصحية والثقافية ولا تزيد منها فمثل هذا النائب هو نائبة على الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

السابق
الحريري في شبعا ونصرالله في التلفزيون
التالي
ضربة مرّت بسلام