الحريري في شبعا ونصرالله في التلفزيون

احمد عياش

الاهمية التي تنطوي عليها الجولة الانتخابية الواسعة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالامس على مرجعيون وحاصيبا وعدد من قرى المنطقة الحدودية قرب سفح جبل الشيخ وتوّجها بشبعا انها أتت وسط أجواء ملبدة في المنطقة ما طرح علامات إستفهام كبرى حول مصير الانتخابات اللبنانية في 6 أيار المقبل فيما لو إنفجر الصراع الدولي في سوريا؟

حتى الان ,أعطت جولة الرئيس الحريري إنطباعا إضافيا أن الانتخابات ستجري في موعدها ما يؤكد كل ما قيل في الاشهر الماضية,وكما تكرر  في 6 الجاري في باريس من خلال مؤتمر سيدر الدولي والعربي ,أن لبنان في حمى مظلة دولية تمنحه الاستقرار في هذا الشرق المتفجر وخصوصا في الجوار السوري.وفي تقدير مراقبين انه لو كان هناك معطى لدى رئيس الحكومة ان البركان السوري سيقذف بحممه على لبنان لما سعى الى متابعة حملته الانتخابية لاسيما في المنطقة القابعة في مثلث لبنان-سوريا –إسرائيل الاكثر حساسية في الشرق الاوسط.

إقرأ أيضاً: ماذا بعد عبادة نصرالله؟

في موازاة مشهد الحريري المتجوّل على حافة الصراع الاقليمي الكبير,كانت للامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله إطلالة عبر شاشة التلفزة في 8 الجاري في مهرجان الحزب الانتخابي في مدينة النبطية.ومما قاله في المناسبة:” أنتم في هذه المنطقة بالتحديد أيضاً كجزء من الجنوب، في النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، عايشتم عقوداً من الزمن وسنوات طوال من المعاناة مع هذا العدو” ,مستذكرا” تحرير الشريط الحدودي بالكامل باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عام 2000″.

بين إطلالة نصرالله  في 8 نيسان التلفزيونية في النبطية وصعود الحريري شخصيا الى شبعا إندفع الملف السوري الى حافة الصراع الدولي الذي ما زال في بدايته الجديدة .وفيما تمثل جولة الحريري تأكيدا لمظلة الحماية الدولية ,تشكل إطلالة نصرالله التلفزيونية ان لبنان بلا غطاء حماية مكشوفا في أي لحظة على أخطار الحروب والدليل هو بقاء قائد الحزب في مخبأه منذ حرب تموز عام 2006.

إقرأ أيضاً: نائب التيار الوطني الحر: ولاء نصرالله وحزب الله لسوريا وإيران وليس للبنان!

من البديهي القول ان أحدا مهما علا شأنه يمكنه الاطمئنان الى ان  الحملة الغربية المرتقبة بقيادة الولايات المتحدة الاميركية إذا ما شنّت  ضد نظام الاسد عقابا على إستخدامه السلاح الكيماوي لن تترك تأثيرا على لبنان عموما وعلى الانتخابات خصوصا. وفي هذا السياق ,علمت “النهار” ان “حزب الله” إتخذ في الايام الماضية إجراءات إحترازية على أعلى المستويات تحسبا لما يمكن ان تفضي اليه التطورات السورية. لذلك,حتى لو كان هناك إحتمال, ولو واحد في المئة, ان يخرج نصرالله من مخبأه علانية ,كم اقال  هو شخصيا في الاسابيع الماضية كي يواكب معركة دائرة بعلبك-الهرمل ,فإن هذا الاحتمال أصبح اليوم بعيدا في ظل ما وصلت اليه الحرب في سوريا.

لبنان مع الحريري في شبعا مطمئن.وهو مع نصرالله تلفزيونيا على قلق!

السابق
بالفيديو.. رجا الزهيري: نهاد المشنوق أزعر!
التالي
ماذا فعلت بلدية الغبيري؟