من يحمي مرشحيّ لائحة الاعتراض الوحيدة في«الجنوب الثانية» بعد تمزيق لافتاتها؟

تعرّضت اللوحات الاعلانية للائحة "نحو التغيير معا" في دائرة الزهراني- صور، لتلفٍ متعمد من قبل مجموعات مجهولة-معروفة، وهي اللائحة الاعتراضية الوحيدة، في هذه الدائرة، والتي يترشح على مقاعد السلطة اي "لائحة الامل"، في الدائرة نفسها، ومنذ 26 عاما، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد من نواب كتلته وكتلة حزب الله.

وقد تفاجأ المواطنون الجنوبيون باللوحات والبانويات الاعلانية لاعضاء اللائحة، ممزقة، وبشكل متعمد في قرى عديدة جنوبا. ابرزها بلدة العباسية القريبة من مدينة صور، مدينة الامام الصدر كما يقول اتباع الامام الصدر. واللائحة تضم كل من المرشحين: رائد عطايا، ولينا الحسيني، ورياض الاسعد، وناصر فران، واحمد مروة، وسامي الحاج.

في هذا الاطار، تواصلت “جنوبية” مع الدكتور ابراهيم فرج، عضو اللجنة المقررة لحملة الاعتراض الوحيدة على مقاعد الجنوب الثانية “الزهراني- صور”، للتعليق على الاعتداءات التي طالت بانوياتهم المنتشرة على مدى 12 قرية ساحلية جنوبية، فقال “هذه سياسة انتخابات غير متوازنة، لان لا امكانيات متوازنة بيننا وبين لوائح السلطة من الناحية المادية او الاعلامية او الامكانات المتاحة امامنا، حيث ان وسائل الاعلام متاحة لهم وبشكل كليّ. فلهم الفنادق، والمطاعم، والقاعات، والساحات، والسيارات، والطائرات. والدليل انهم سيقيمون حفلا انتخابيا لهم على ملعب الاثار في صور في 21 الجاري”.

إقرا ايضا: المرشحة لينا الحسيني… المرأة الوحيدة المُعارضة في «الدائرة الثانية» جنوبا

ويتابع، الدكتور ابراهيم فرج، بالقول “نشرنا خبر اعتدءاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر بيان في الوكالة الوطنية للاعلام، ولا يمكننا فعل اي شيء اكثر من ذلك، لاننا أناس مدنيون. ونحن ضد الحرب اصلا. ولا زلنا لليوم نحتفل بذكرى الحرب الاهلية، حيث ان فكرة الحرب انتهت بالنسبة لنا، ونعمل بالسياسة والعقل”.

فاللاتوازن بين اللائحة الاعتراضية وبين لائحة السلطة يظهر من خلال ان كل اطلالة لمدة 30 ثانية، تحتاج الى 30 ألف دولار، مما يُعيق من يود عرض برنامجه الانتخابي عن الظهور، ما لم يكن على لائحة السلطة التي تستبيح الاعلام عبر محطاتها الخاصة.

ويلفت، فرج، الى ان “المعارضة في الجنوب تحفر الجبل بإبرة، ونحن مستمرون في طريقنا، ولن يردعنا احد. وسترتد هذه الاعمال عليهم طبعا، لان الناس لن تنقلب الان بعد هذه الاحداث المسيئة، بل يجب ان تنقلب لاجل مواجهة قضايا الفساد، علما ان المعركة غير متوازنة اطلاقا، فالسلطة تستعمل ادواتها ضد الناس وخيارهم”.

ويشرح بالقول “مزقوا البانويات والاعلانات في بلدات طيردبا، ومعركة، والعباسية، لكننا سنعيد نشر هذه الاعلانات، ولن نتوقف كما حصل خلال حرب فيتنام حيث ان الاميركيين هدموا جسرا يستعمله الثوار 71 مرة، وكان الثوار يعيدون بناءه كل مرة دون كلل”.

ويشدد، فرج، على اننا “لن نواجههم بالعنف، ولم نعرفهم اصلا، فهم مزقوا لوحاتنا التي تنتشر في 112 بلدة جنوبية، كما لن نتقدم بأية شكوى قضائية، لانه لا نتيجة  جراء ذلك، وهذا ليس يأسا، بل هو قمة الواقعية”.

ويعتقد فرج “ان مساحة الرد محدودة بالنسبة للائحة، ولن نضيع وقتنا بالدعاوى، لكننا ارسلنا بياناتنا الى وسائل الاعلام التي لم تغط  اصلا مؤتمر اعلاننا اللائحة، رغم اننا دعوناهم كلهم. ونشرنا ما حصل معنا عبر وسائل التواصل الاحتماعي”.

ويختم، الدكتور ابراهيم فرج، بالقول “نحن نعمل ضمن سقف سياسي محدد سلفا ونعمل بالتدرج”.

من جهة ثانية، تؤكد المحامية لينا الحسيني المرشحة على دائرة “نحو التغيير معا” على مقاعد الجنوب الثانية “الزهراني- صور”، انه “لن نتخذ أي اجراء الا بعد التوافق بين اعضاء اللائحة، وهذا الفعل يشكل انتهاكا للقانون الانتخابي. وسنتحضر لنصدر موقفا وهو ليس موقفا شخصيا، وسيصدر عن الكل”.

وتتابع، المرشحة الحسيني، لتقول “سندرس الموضوع ما اذا كنا سنتقدم بدعوى تعويض وعطل وضرر. ولم نتخذ القرار بعد، خاصة انهم قد يعمدون خلال يوم الانتخابات الى منع المندوبين من دخول مراكز الانتخاب، وللاسف نحن نحكي عمن يقول بديموقراطية الانتخابات، فالسلطة تقول ما لا تفعل، ولا تفعل شيئا اصلا، وهي تقول انها ستؤّمن الحماية لكل المرشحين، وستعطي الفرصة للجميع”.

وترى انه “لن ننزل الى الشارع لنمزق لهم صورهم، وسنتبع الطرق القانونية، وانا متفائلة بنتائج الانتخابات جدا، وارى ان الموضوع سيكون مفاجأة للجميع، والخرق سيحصل، والاجواء العامة تقول شيئا، وضمنيا هناك أقوال أخرى، فالناس تشعر بالاستياء حيث ان الحقوق ضائعة، حتى المطالبة بها بات امرا شبه مستحيل”.

إقرأ أيضا: ناصر فران لـ«جنوبية»: «معا نحو التغيير» حقّقت انجازين في الجنوب

فهل ان صفة “اللائحة الانتحارية” تنطبق على لائحة “نحو التغيير معا”؟،بعد كمّ الضغوطات الهائل، كونها اللائحة الوحيدة التي تجرأت على تشكيل خط مواجهة ضد لائحة السلطة حيث لم يجرؤ الاخرون؟

السابق
الضربة العسكرية الثلاثية تستهدف «حزب الله» في القصير وتوجه رسالة قوية إلى إيران!
التالي
هل من جديد بعد 7 أيار؟