برعاية رسميّة.. ملعب الآثار في صور يتحوّل الى موقع احتفالات حزبية

يعود اسم حيّ "البص" على مدخل صور الشرقي الى وجود موقف للباصات تاريخي، ولكن تجري محاولات لتحويل منطقة اثرية الى موقف سيارات او موقع لاقامة الاحتفالات الحزبية.

بدأ حزب الله يُعد لمهرجانه الانتخابي الذي سينظمه في مدينة صور يوم السبت في 21 نيسان 2018، في مدينة صور، وهو سيتضمن كلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

إقرأ ايضا: محميّة وادي زبقين– العزّية مهدّدة بسبب شق طريق لأراضي أحد المسؤولين!

وقد بدأت فرق الحزب عملها داخل باحة الارض المختارة المحاذية للملعب الروماني الأثري، برصفها بالباسكورس وتزفيت مدخلها، تمهيداً لنشر الكراسي المخصصة للجمهور وإنشاء منصة لخطاب نصرالله عبر الشاشة.

والمكان الذي أختير للمهرجان يقع ضمن المنطقة الأثرية لمدينة صور أو ما يعرف بـ”الأراضي المحاذية للمواقع الأثرية”. وهو يتبع لأملاك الدولة.

يتحدث مؤسس”المنتدى الثقافي” في صور منيف فرج عن الموضوع، فيقول “ثمة قطعة أرض، في منطقة بعيدة قليلا عن الملعب الروماني، وتقع عند مدخل صور، أي عند الدوّار، مقابل أفران البحر، وهي أراض مستملكة لمديرية الآثار، لكنها متروكة. منذ فترة، أيّ منذ حوالي ثلاث سنوات، بدأوا بترميم الجوانب، وردموا الارض، ووضعوا بحصا ورملا بُغية تحويلها الى موقف سيارات، ولكن حسبما نقلوا لنا ان السيدة مهى الخليل، رئيسة الجمعية الدولية للحفاظ على مدينة صور، قامت بالضغط وتوقيف العمل بالمشروع”.

ويضيف، فرج، قائلا “لكن، اليوم يعمل حزب الله ليجعل المكان موقعا للاحتفال في 21 نيسان الجاري بمناسبة الانتخابات النيابية. والخوف كل الخوف ان يُعاد العمل بالمكان كمدخل ليصار الى جعله موقفا للسيارات، كما كانوا ينوون تحويله سابقا”.

ويتابع، فرج، فيقول “علما ان الموقع مستملك من مديرية الآثار، وهي منطقة تشكّل امتدادا لقوس النصر، وهي المنطقة الاثرية التي تقع شرق مدينة صور، فمدخلها الشرقي منطقة مهمة جدا لمدينة صور. وفيها آثار مهمة جدا، وقد أعطي لها اهمية كبيرة جدا”.

وبحسب مصدر متابع، رفض الكشف عن اسمه، ان الموقع عبارة عن طريق، تم الاستحصال من وزارة الاشغال على إذن تحويله الى موقف سيارات”.

من ناحية ثانية، أكد رئيس بلدية صور، حسن دبوق لموقع “جنوبية”، أن “الارض مكان الاحتفال ليس مدخلا لمدينة صور، ولا علاقة لها بالاثار، فالكثير من الاماكن في مدينة صور عليها اشارة، وهي احدى شروط مديرية الاثار حيث يحتاج كل من يريد البناء في هذه المناطق الى موافقة وزارة السياحة، طبقا للشروط المالية والادارية”.

ويتابع دبوق “ان العقار ملك لخزينة الدولة اللبنانية، وهو محاذ للموقع الاثري، وهو خارج المنطقة الاثرية، ومخطط له ان يكون موقف سيارات، اما الاعمال التي جرت عليه، فهي عبارة عن تسوية للارض حيث تم وضع “بسكورس”. ونحن كبلدية نتجهّز لجعله ضمن مشروع تقدّم به مجلس الانماء والاعمار الى “الاونيسكو”، وهو يحتاج الى بعض الملاحظات لتسويتها”.

إقرأ أيضا: رئيس جمعية «الجنوبيون الخضر» هشام يونس: نراهن على إشاعة الوعي

من جهة أخرى، مصادر مستقلة في مدينة صور، افادت ان “مكان الارض ليس بممر لقبر الاسكندر، كما يشاع، والقبر ليس موجودا في المدينة. وكانت البلدية قد وافقت على تحويله الى موقف سيارات، رغم انه يقع ضمن موقع الاثار، وهو كان في التسعينيات ملعبا لكرة القدم لبعض الفرق المحلية الكثيرة في المنطقة، وأرادت مديرية الاثار في صور استثماره، فانزلت الجرافات للعمل داخل الموقع – الملعب. وكونه يقع ضمن آثار البص فان بعض الجمعيات البيئية قد تحفظت على مشروع الموقف، خوفا من تأثير الحفريات على الموقع القريب”.

إقرأ ايضا: فضيحة سرقة 63 مسلّة جنائزية من آثار صور

ويتابع، المصدر المستقل، “علما ان بعض المسؤولين، قد أكد ان الحفر ليست عميقة ما يفرض مجموعة اسئلة: هل ان البلدية موافقة على هذا المشروع؟ وهل ان الاليات الثقيلة لا تؤثر على الموقع الاثري القريب؟ وهل هذا الاحتفال هو تمهيد لتحويله الى موقف سيارات؟ كما كان ينوي المسؤولون وما زالوا، حيث يسود خوف بين المواطنين في صور حول ما يُرسم لأبناء المدينة من مخططات استثمارية على حساب البيئة وآثارها التاريخية.

السابق
بالفيديو: الجيش اللبناني يخرج المرشح رجا الزهيري
التالي
تيار المستقبل: نعبر عن شديد الأسف للحادث الذي تعرض له السيد الزهيري