إغتيال الصحفيين… هل يقطع التغطية عن جرائم الإحتلال

الفلسطينيين الصحافة
"لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود". (المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948).

بالحديد والنار سياسية الإحتلال الجديدة القديمة والتي يريد إيصالها لكل الصحفيين والمصوريين الذين يقومون بفضح جرائم الاحتلال ضاربين بعرض الحائط كل المعاهدات والمواثيق الدولية التي من شأنها ضمان حرية التعبير ونقل الصورة لفضح جرائم الإحتلال،

إقرأ ايضا: «صفقة القرن» واضعاف الاونروا… بعد 42 عاما على «يوم الأرض»

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار التصعيد المستمر في جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والتي تواصل فيها  قوات الاحتلال اقترافها بحق المدنيين الفلسطينيين من أبناء شعبنا، ومن الواضح أن ما تمارسه قوات الاحتلال من إعتداءات على الصحافة، بما فيها جرائم القتل العمد للصحفيين، هي جزء من حملة منظمة لعزل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن العالم، وللتغطية على ما تقترفه من جرائم بحق المدنيين، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تغطية الصحفيين  لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة في جمعة “الكوشوك” في رسالة واضحة مفادها أنه من غير المسموح لأي وسيلة إعلامية بنقل الصور التي تجسد جرائم وبربرية الاحتلال وظهر ذلك جلياً بالاستهداف المباشر لهم.

إغتيال الصحافة لن يقطع التغطية الإعلامية عن جرائم الاحتلال:

فقد سجل في الجمعة الماضية إصابة أكثر من عشرة صحفيين بجراح متفاوتة جراء إصابتهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز خلال تغطيتهم مسيرات العودة في غزة وكان الإعتداء الأبرز اإصابة الزميل الصحفي ياسر مرتجى إصابة مباشرة في بطنه برصاص متفجر أدت اصابته إلى ارتقائه شهيداً بالإضافة لإصابة الزملاء الصحفيين”أدهم الحجار، عز أبو شنب، خليل أبو عاذرة، ابراهيم الزعنون، صابر نور الدين”.

والاستهداف الممنهج والمباشر بحقهم فقط لأنهم ينقلون صورة جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل إلى العالم .كما أن استهداف الصحفيين رغم وجود كل الشارات المميزة التي تؤكد على طبيعية عملهم، بل وتعمد قناصة الاحتلال توجيه الإصابة إلى المنطقة العليا من الجسد، يؤكد للقاصي والداني بما لا يدع مجالاً للشك، أن جنود الاحتلال لديهم أوامر او على الأقل تصريح بإيقاع خسائر بشرية وردع الصحفيين من تغطية هذه  الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني.

خيارات جديدة

الصحفيين في فلسطين أصبحو أمام تحدي وواقع جديد عليهم مواجهته بكل حذر حيث أن الإحتلال لايفرق بين صحفي أو غيره ولهم باع طويل في في الإجرام ضد وسائل الإعلام  وهذا ما يحتم على الصحفي معرفته أثناء عمله أنه مستهدف كغيره من الشبان العزل ويُحتم عليه الالتزام الكامل بكل معايير السلامة المهنية وعدم الاستهانة بعمليات القنص التي يقوم بها الجيش، والفيديو الأخير المنتشر حول تصوير الجنود لعملية قنص شاب وأصوات الضحك المرتفعة يظهر أننا أمام جيش مجرد من كل الأخلاق والقيم الإنسانية.

إقرأ ايضا: «حركة الصابرين»: حركة ايران داخل غزة الحمساوية

وأخيراً، إن محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي الضغط على الصحفيين وترهيبهم لوقف التغطية الإعلامية من خلال الاستهداف المنظم والمباشر لهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز محاولات ستبوء جميعها بالفشل لأن الصحفي الفلسطيني يحمل قضية وطنه الذي ينتمي إليه ورسالته الإعلامية إلى العالم ويؤكد الصحفي الفلسطيني  بأنه مستمر بهذه الرسالة الإعلامية وبتغطية وتوثيق جرائم الإحتلال  فإغتيال الصحفيين لن يقطع التغطية عن جرائم الإحتلال.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 نيسان 2018
التالي
جريمة مروّعة في مشتى حمود بقضاء عكار