مأساة المفقودين تتجدد مع الذكرى 43 لاندلاع الحرب الاهلية

انتهت الحرب، وأزيلت خطوط التماس، لكن ما زال في أذهاننا خطوط تقسيم وهمية لم تُزَل بعد. على رأسها المفقودون والمخطوفون الذين لم ينته الملف الخاص بهم، لذا لا زالت الجروح مفتوحة ولم تُشف بعد.

لقمان سليم، مدير مؤسسة “أمم للتوثيق”، يجيب عن السؤال الذي طرحته “جنوبية” حول الذكرى الأربعين لتوّقف الحرب الاهلية، والذي يتعلق بالموسم الثقافي لـ”أمم” الخاص بهذه المناسبة، فيقول، بسخرية، “الجواب هو في طيات السؤال، باعتبار الذكرى قد تحولت الى موسم، فنحن للمرة الثانية نعتبر ذلك محطة، من حين لآخر، ونرتأي التوقف عندها”.

لقمان سليم

و”كل يوم حرب، كل يوم نحتفل بالحرب، نحن نحبّ الكلام عن محاسن الحرب، ومحاسنها هي ان نكره بلدنا، فهذا النوع من الكره يفعّل الهجرة الداخلية، فنحن لا نحتفل موسميا بموضوع الحرب، وهو موضوع لا ثقافي ولا تنويري. نحن نفكر بذاكرة لبنان وحاضره، وهو شغل مستمر”.

إقرأ أيضا: عدد ضحايا الحرب الأهلية في لبنان؟

و”لا يهمنا وعيّ الناس. لست مرشحا، ولا يهمني رأي الناس، وعملنا في “أمم” هو عمل توثيقي جبّار، وهو مستمر، ومن يُحسن الاستفادة منه فهو جيد، ومن لا يُحسن فهذه مشكلته، والهدف المباشر هو التوثيق والابحاث، وهو هدفنا الاساس، والعمل والبحث. اما الجانب التوعوي والتنويري فيأتي لاحقا”.

وبسخريته المعهودة يشرح سليم “اذا استفادت فئة ما من عملنا التوثيقي فهذا جيد، واذا لم يستفد أحد فلا يهمنا، فنحن نحب اللهو والددا، واذا كان هناك افادة استرضائية فليكن، واذا لا فليكن أيضا. واللهو هو نوع من الإسراف، والمسرفون هم إخوان الشياطين، ونحن نحب الشياطين الكبار والمتوسطين والصغار”.

من جهة ثانية، تقول وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، حول الذكرى الأربعين لتوّقف الحرب الأهليّة في ظل عدم الكشف عن مصير المفقودين “اطلقنا حملة العام الماضي، في 13 نيسان، وهي العريضة الوطنية للمفقودين، التي تتضمن حلّ الحد الادنى، وهي من بندين: الأول مطلوب تنفيذه في مجلس الوزراء يمهّد لفحص الـ”دي أن إيه”، ويساهم في الكشف عن مصير المفقودين ليتمكنوا من تمييز الجثث، او اذا عاد منهم أحياء، ففحص الـ”دي أن إيه” هو هويتنا، حيث سنتعرّف من خلاله على المفقودين”.

و”البند الثاني، هو اقرار اقتراح قانون “حقوق ذوي المفقودين بالمعرفة”، وبموجبه يتم تأسيس هيئة وطنية مستقلة مهمتها الكشف عن مصير المفقودين، علما ان لجنة حقوق الانسان النيابية قد أقرته. ويحتاج الأمر الى اجتماع في مجلس النواب لاقراره. وهذا ما نطالب المسؤولين به، واليوم سلمّنا العريضة الوطنية، وسجلناها في مجلس النواب، ومجلس الوزراء، ولدى الرئيس ميشال عون”.

و”قد تفاجأنا اليوم عندما كنا نتحضر لاطلاق حملة جديدة بلائحة المفقودين في كل لبنان، انه وصلنا من الوكالة الوطنية ان الرئيس ميشال عون قد كلف وزير العدل سليم جريصاتي بتأسيس لجنة وطنية في هذا الاطار. ومعرض مفاجأتنا انه يُرجع القضية الى نقطة الصفر من خلال توكيل وزير في مجلس الوزراء، ونحن لا نحتاج الا لجلسة مجلس نواب لإقرارها”.

وبخصوص ملف التبنيّ المتعلق بالمرشحين الى المجلس النيابي، وتعهدهم بالكشف عن مصير المفقودين، تقول وداد حلواني “سنمارس حقنا الانتخابي، ونحن ككل اللبنانيين موجودون في كل الدوائر الانتخابية، ولن نعطي اصواتنا الا للوائح التي تتبنى وبشكل واضح قضية المفقودين، وان تتعهد اللائحة بشكل علنيّ ان يكون في سلم اولوياتها هذا الملف، وان تتعهد رسميا، وبشكل واضح جدا، باقراره في مجلس النواب مع اقرار قانون حقوق ذوي المفقودين بالمعرفة، ومع حصر العيناّت البيولوجية لأهالي المفقودين”.

إقرأ أيضا: الحرب الأهليّة مستبعدة في لبنان…رغم اشتعالها في الاعلام

وتختم، حلواني، بالقول “ان الراحل غازي عاد، كان من بين الذين عملوا معنا فيما يخص العريضة التي سنطلقها يوم غد الجمعة. فجهوده لن تذهب هدرا، ولن يموت حق المخطوفين والمفقودين، طالما ان الوطن باق، وسيتابع ابناء المفقودين المسيرة، ولن نيأس”.

السابق
رامي علّيق: التغيير ممكن في الجنوب وترشحنا لمواجهة الفساد
التالي
بوتين يفاوض ترامب على ضربة محدودة.. والنظام السوري سيدفع الثمن