سوريا ما بعد الضربة الأميركية: ما هو مصیر بشار الاسد؟

ترسم الحروب دوما طريقها نحو المفاوضات. فهل سيكون مصير بشّار الأسد مدار بحث على طاولة مفاوضات ما بعد المعركة المنتظرة. كيف يرى الطرح الإفتراضي كل من الخبير في الشأن الروسي، خالد العزّي، والمُحلل السياسي قاسم قصير؟

ردا على السؤال الافتراضي، يرى الخبير في الشؤون الدوليّة، الدكتور خالد العزّي، ان “الأميركيين لن يُسقطوا بشار الأسد نهائيا، وليست مهمتهم اسقاطه، وبالوقت نفسه ليست مهمة روسيا حماية بشّار الأسد. فاسقاطه من مهمة المعارضة وسياسيا. اليوم تغيّر الأمر، فمنذ 7 سنوات التدّخل الروسي الإيراني الميداني قلب الموازين تحت مسميّات مواجهة الارهاب، ولم يسمح للسوريين بأيّ حلّ سياسي”.

خالد العزي

إقرأ ايضا: كيف ستكون الضربة الأميركية ضد سوريا؟

ويؤكد العزّي ان “ليس الأسد هو الهدف من الضربة المحتملة، والحلّ ليس بقتله، فالبديل ليس معجزة، لأن سوريا تضم 25 مليون مواطن، والكثير من الكفاءات البارزة، وليس مهما ان كان كرديا او من الأقليات فهو يمثّل السوريين. وكلنا نعرف انه خلال الثورة بقي معه 23% من الاراضي السورية قبل التدخل الروسي والإيراني”.

يُضيف، العزّي، قائلا “الموضوع انه عندما هددت أميركا بالضربة العسكرية- ويجب ان تضرب رأس النظام- قال الروس انهم لن يتدخلوا الا في حال تعرّض جنودهم للقتل، – لكن إجتزاء بعض التصاريح الروسية جعل المعنى مغايرا، وجعل سوريا وكأنها ضمن حلف. فأمس ضربت اسرائيل مواقع في سوريا ولم يرد أحد، فاسرائيل تقدّم إخبارا للروس والاميركيين بقائمة الأهداف التي تريد ضربها. والروس لا يهمهم الدخول بحرب مع الاميركيين، فالقضية هي في كيفية الذهاب نحو حلّ سياسي، فالهدف هو نوع الضربة، وكم ستستمر. حيث سيحدد بعدها مستقبل الحل السوري، فاذا كانت ضربة صغيرة ليوم واحد فهذا يعني ان الحل غير نهائي. اما اذا كانت الضربة لأكثر من يوم فهذا يعني الذهاب نحو حلّ سياسي أي اضعاف النظام واجباره على التفاوض في “جنيف” وليس في “سوتشي” او في “آستانة”.

علما ان “الإتفاقيات هي بين الدول، وليست بين الفصائل، وهي من أجل تحسين الشروط، وبالتالي، قوانين الدول تحترم المعاهدات. من هنا، الحل القادم هو على هذا الاساس، وقد يكون الحلّ الفعليّ من خلال العملية العسكرية التي ستحصل، اما استمرار المعركة، عبر أخذ النظام قراره بالتوصل الى حلّ سياسيّ. ويفترض ذلك معاقبة كل من ايران وروسيا اقتصاديا لانهاكهما مما يضع روسيا امام خيارين: اما المواجهة او فتح باب التفاوض على مصراعيه. ومشكلة روسيا انها حاملة سلة متكاملة، اما الاميركيون فيريدون التفاوض نقطة نقطة. وما انهيار العملة في إيران الا جزء من هذه العملية، من هنا الاميركيون يؤمنّون الأرضية ويبدأون العمل من الداخل”.

وحول دور حزب الله في المرحلة القادمة يقول العزّي”بما ان حزب الله منهك هو وجمهوره، فجبهة الجولان ليست بيد النظام ولا بيد حزب الله، بل هي بيد الأميركيين والروس، لذا لن يؤثر حزب الله وايران في أي تغيير. والروس يريدون الحل السياسي للازمة السورية لا العسكري. فروسيا تريد فرض الحل السياسي من خلال التدخل بالمفاوضات، واللافت قول دونالد ترامب انه ليس من مصلحة روسيا ان تدخل الحرب معنا لانها منهكة اقتصاديا”.

ويختم العزّي “القادم لسوريا متعلق بمدى الضربة، ونوع التسوية، الروس يعتبرون هذ اللعبة ليست لعبتهم. والنظام السوري يحاول وضعهم بالمواجهة، ولكن مصالح الروس ليست مع النظام ولا مع ايران. ومشكلة فلاديمير بوتين انه حدد حلفاء روسيا ولم تكن ايران او سوريا من بين هؤلاء الحلفاء،  وهذا يدل على انهم ذاهبون الى تسوية حيث ان الاميركيين ليسوا بمستعجلين”.

من جهة مقابلة، يقول المحلل السياسي والاعلامي، قاسم قصير، “لا يستطيع المرء القول بأي نتيجة مسبقا، فالمستقبل مرتبط بطبيعة التخلص من النظام السوري: هل بعمل عسكري او عبر مفاوضات. وبحسب معلوماتي، هناك توافق روسي ايراني على الابقاء على بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي ستحدد من سيكون الرئيس، وما اذا كان سيكون النظام رئاسيا حيث سيبقى الرئيس، لكن مع صلاحيات لرئيس الحكومة. والموضوع مرتبط بالإتفاق السياسي، ولكن حتى الان سيبقى بشار الأسد، والانتخابات المقبلة ستحدد”.

ويتابع، قصير، قائلا “الداعمون لبشار الأسد متفقون على بقائه ومتمسكون به، وسيكون في المرحلة المقبلة، وغير مطروح عند الطرفين الإيراني والروسي عملية إنهاء بشار. فالأميركيون كل يوم برأي، فالامير محمد بن سلمان، قال منذ أيام قليلة “بشار باق”، وقبله صرّح ترامب “الاسد حيوان”.

إقرأ ايضا: روسيا في لعبة التوازن في سوريا بين الأعداء

وختم الاعلامي قاسم قصير “كل هذه المواقف، اضافة الى المواقف الاوروبية تتكيّف مع بقاء الأسد الا اذا تم انهاكه. والوضع في سوريا مختلف عن العراق، حيث كان صدام حسين غير مدعوم من أية دولة، اما الأسد فهو مدعوم من الجميع. اما في ليبيا فقد كان ثمة قرار دولي بقتل معمر القذافي. والقرار بانهاء الاسد مرتبط بالوضع الدولي، والجيش السوري لا زال مع الاسد. والمعطيات ستتغير وفق الضربة، وهذا ما لا نعرفه، هل هي ضربة محدودة ام لا؟”.

السابق
ريال مدريد يسرق الفوز من جوفينتوس بضربة جزاء ويتأهل في دوري الأبطال
التالي
المشنوق: مشاريع مؤتمر سيدر ستؤمّن فرص عمل جديدة