المسرحية الحقيقية

تتوالى المسرحية في سوريا والضحية هو ...

المشهد الأول: الغوطة

عندما وقع الهجوم الكيماوي على الغوطة في 21/8/2013؛ نفى النظام السوري “وقوع أي هجوم كيماوي”، واتهم “قنوات خليجية بمحاولة حرف لجنة التحقيق الأممية عن هدفها بالتحقيق في هجوم سابق في خان العسل” (قناة الميادين نقلاً عن مصدر سوري رسمي-21/8/2011)، وفي اليوم التالي اتهمت روسيا المعارضة بـ “فبركة صور” (قناة روسيا اليوم-21/8/2011). بعد تزايد التقارير الدولية عن الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من ألف سوري، أقر النظام السوري بـ “حدوث هجوم كيماوي نفذته المجموعات الإرهابية لمنح حجة لقوى أجنبية لضرب سورية” وأن “جنوداً سوريين عثروا على أنفاق للعصابات المسلحة في ضاحية جوبر، وقد تعرض بعضهم للاختناق” (التلفزيون الرسمي السوري- 24/8/2013).

المشهد الثاني: خان شيخون

عندما وقع الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون بريف إدلب في 24/4/2017 أعلنت موسكو أن “طائرات سورية قصفت مستودعاً للإرهابيين في خان شيخون يحتوي على مواد كيماوية وصلت من العراق، تسبب بالمجزرة” (5/2/2017)، بينما أعلن بشار الأسد شخصياً أن “الهجوم الكيماوي مفبرك 100% وأن الولايات المتحدة والغرب متواطئون مع الإرهابيين وقد فبركوا القصة” (13/4/2017).

إقرأ أيضاً: دوما.. ضحية التوحّش الروسي والتخاذل العربي

المشهد الثالث: مجلس الأمن

في 26/10/2017 أصدرت لجنة التحقيق المشتركة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية تقريرها النهائي إلى مجلس الأمن بخصوص الهجوم الكيماوي في خان شيخون، لتؤكد إلى مجلس الأمن “بما لا يدع مجالاً للشك مسؤولية النظام السوري باستخدام غاز الأعصاب” (السارين).

المشهد الرابع: دوما

بعد عجز جيش النظام السوري على التقدم إمام الحصينات التي جهزها “جيش الإسلام”؛ هدّد لجنة المفاوضات أنه سيستخدم الكيماوي ضد المدينة في حال لم يتم القبول بـ “المصالحة”، ولما لم يصل إلى مراده؛ نفذ تهديده بالكيماوي، وأجبر “جيش الإسلام” على القبول بمغادرة دوما… وكما في المرات السابقة تراوح موقف النظام (مندوبه في مجلس الأمن بشار الجعفري) بين نفي وقوع الهجوم تارة واتهامه الإرهابيين باستعمال الكيماوي (ضد أنفسهم)!، بينما أعلنت روسيا أن “ما جرى في دوما من فبركات ذوي الخوذ البيضاء”. (11/4/2018).

إقرأ أيضاً: العقوبات الاقتصادية تؤلم روسيا فيأتي الردّ بالكيماوي على دوما

فصول المسرحية تتكرر. المنفذون أنفسهم. المبررون أنفسهم. القذرون أنفسهم.. الرضّع لا يجيدون التمثيل، والممثلون لا يموتون في الحقيقة ولا يدخلون قبوراً يهال عليهم فيها التراب.. المسرحية الحقيقية هي أفعال النظام وتبريراته.. تهديده بالفعل وتنفيذه، ثم ادعاؤه الطهارة ونسبة الفعل إلى أعدائه.

السابق
الخطوط الجوية الكويتية تعن إيقاف رحلاتها إلى لبنان
التالي
عن العمائم الحرة…