نغم ترامب «الاسد حيوان من الماضي» في تانغو تدمير بيروت وتل أبيب!

احمد عياش

نفي الولايات المتحدة مسؤوليتها، عن قصف قاعدة تيفور الجوية السورية بالقرب من حمص، والتي قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنها تعرضت لقصف بصواريخ، يرجح أنها أميركية، فجر الاثنين,وذهاب الشكوك نحو إسرائيل,وهي شكوك أكدتها موسكو, يرسم مشهدا جديدا للصراع في سوريا لكنه لا يخرج عن إطار حقبة الادارة الاميركية الجديدة التي تمضي قدما نحو مواجهة كبرى مع إيران وأذرعتها وفي مقدمهم “حزب الله”.

إذا,في الساعات الماضية تعرّض مطار التيفور العسكري التابع للنظام السوري قرب حمص ما أدى بحسب وسائل إعلام النظام الى” سقوط العديد من القتلى والجرحى …وأن أصوات إنجارات هائلة سمعت بالقرب من المطار”.هذا ما حصل في التاسع من نيسان الحالي.أما في نيسان عام 2017 , حصل قصف أميركي مماثل لقاعدة جوية تابعة لنظام بشار الاسد هو مطار الشعيرات قرب حمص أيضا .ما هو دلالات القصف للمرة الثانية  خلال عام لإهداف عسكرية في سوريا؟وكيف سمع لبنان في البقاع القريب جدا من حمص دوي هذا القصف؟

بداية ,لا بد من التذكير بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمر بالقصف قبل عام ردا على إستخدام الاسد بتغطية من حليفيّه الروسي والايراني السلاح الكيماوي في في بلدة خان شيخون قرب أدلب شمالي سوريا.وفي ذلك الوقت ,أثبت الرئيس ترامب انه لا يمكن “المزاح” معه في موضوع إلتزامه التهديد بإستخدام القوة في حال جرى إستخدام السلاح الكيماوي في الحرب السورية.ورأى المراقبون دلالة مميزة في عودة ترامب البارحة الى إستذكار  المرة الاولى التي لجأ فيها  الاسد الى السلاح الكيماوي في 21 آب عام 2013 وفي منطقة غوطة دمشق ما أدى مقتل 1400 شخص,فقال:”ان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما ,لو أنه حافظ على الخطوط الحمراء التي رسمها,لانتهت الكارثة السورية منذ وقت طويل ولكان الحيوان الاسد من الماضي”.

هل ما حصل مجددا من قصف ضد نظام الاسد وحليفيّه الروسي والايراني سينطوي على دلالات جديدة لم تكن واردة قبل عام؟

في رأي خبراء ,إستطلعت “النهار” آراءهم بشأن هذه التطورات,أن الصورة التي بدأت تتكون تضم ما جرى في الفترة الاخيرة من قصف إسرائيلي لمصنع لصنع الصواريخ في البقاع تابع ل”حزب الله” ,كما ورد في مقال سابق لكاتب هذه السطور قبل أيام,وتحليق طائرات “أف 35” الاسرائيلية وهي الاحدث أميركيا فوق منشآت نووية إيرانية قبل أسابيع.وفي السياق ذاته,ظهر الموقف المفاجئ للرئيس الاميركي بالعزم على الانسحاب من سوريا ليعود بعد ذلك على تمديد بقاء القوات الاميركية في شرق سوريا لفترة إضافية.

تردد كثيرا في الاونة الاخيرة ان حدثا عسكريا سيقع على خلفية المواجهة الاميركية-الايرانية ,وأن لبنان سيكون في دائرة الحدث مباشرة إنطلاقا من نفوذ “حزب الله” الذي يمثل الذراع الاقوى للجمهورية الاسلامية الايرانية على المستوى الخارجي..فهل دخلت المنطقة عموما ولبنان خصوصا في مربع هذا الحدث؟

في الجواب على هذا السؤال إستعاد المراقبون ما صرّح به قبل أيام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت  من أنه”يوجد احتمال كبير أنني سأقود الجيش في حرب في سنتي الأخيرة…الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يأتي من الجبهة الشمالية، متمثلا بمثلث إيران – سوريا – لبنان.عشرات الكتائب ستحارب في الحرب القادمة مع حزب الله في الوقت نفسه بالتنسيق مع سلاح الجو والاستخبارات العسكرية وسلاح البحر. لدينا آلاف الأهداف في لبنان وقدرتنا على ضربها تضاعفت 7 مرات من الحرب الأخيرة.”

وسئل إيزنكوت :كيف سيبدو “حزب الله “في نهاية الحرب القادمة؟فأجاب :” كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيُدمر.. من بيروت حتى آخر نقطة في الجنوب. سندمر مباني عالية عديدة في لبنان يجلس فيها عناصر حزب الله. صورة الدمار التي ستخلفها الحرب ستكون منقطعة النظير”!

إقرأ أيضاً: هل أصبح ترامب حليفاً للممانعة؟

في مقابل هذا التهديد الاسرائيلي الاخير  نوه خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، الى ان “حزب الله” حوّل تل ابيب في حرب 2006 الى مدينة أشباح، مخاطباً إسرائيل : ” اذا كنتم ترغبون بتدمير تل أبيب جرّبوا حظكم مرة أخرى بالهجوم على حزب الله”.

وأفادت وكالة “تسنيم” الايرانية للانباء   ان خطيب جمعة طهران أشار في خطبته الى “تصريحات احد المسؤولين الصهاينة (إيزنكوت)بشأن الهجوم على حزب الله حتى نهاية العام الجاري، قائلا، ان حزب الله حوّل خلال الحرب السابقة بإستخدام صواريخ ذات مدى يبلغ 70 كلم،  تل ابيب وحيفا الى مدن أشباح، متوجها الى الصهاينة بالقول، ” اذا كنتم ترغبون بتسوية تل أبيب بالأرض جربوا حظكم مرة أخرى بالهجوم على حزب الله!”

شخصية سياسية علقت ل”النهار” على ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن “تدمير مباني عالية “في لبنان يجلس فيها عناصر “حزب الله” فقالت انه” يجب التعامل بإهتمام مع هذه التهديد خصوصا وان هناك مسؤولين كبار من الحزب صاروا من سكان المباني الفخمة والعالية لاسيما في بيروت.”ولفتت الى ان مسؤولا في الحزب ورد إسمه قبل أشهر على لائحة العقوبات الاميركية لا يسكن فقط في مبنى عال بل انه مالك فيه .

إقرأ أيضاً: ترامب: الأسد الحيوان سيصبح من التاريخ!

في إطلالته التلفزيونية بالامس  شدد الامين العام ل”حزب الله ” السيد حسن نصرالله على أن “المشكلة مع الصهاينة لم تنته…” معددا عدة ملفات مثيرة للنزاع بين لبنان وإسرائيل منها بناء الجدار العازل على الحدود الجنوبية والنفط ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ما يخشاه المراقبون ان المنطقة بدأت تقترب من المواجهة الواسعة التي بدأت ب”نغم” غير مسبوق من ترامب حول الاسد و”تانغو” التهديد الاسرائيلي –الايراني المتبادل حول تدمير بيروت وتل أبيب.في هذا المناخ القلوب ترقص قلقا؟

السابق
عقدة إقتراع المغتربين.. وهذا ما ابلغه المشنوق إلى برّي
التالي
موقف دولي يتنشق «السارين» في دوما