المياه في الضاحية الجنوبية تُهدر

بسمه تعالى
(هدر المياه في الضاحية)
مياهٌ يُبكى عليها لمن يشاهدها وهي تُهدر وتَهدر لساعات طوال عدة مرات في الأسبوع أو في الأسبوع مرة في الطرقات والمجارير كلما يحلو لشركة مياه عين الدلبة أن تضخ المياه لأبناء الضاحية الجنوبية فهناك أكثر من ألف قسطل رئيسي وفرعي منفجر أو مكسور تحت أو فوق الأرض والأرصفة في أزقة الضاحية ولا من يسارع لإصلاحها مع أن كلفة ذلك بسيطة قياساً على مئات ملايين الدولارات التي تتقاضاها شركة مياه عين الدلبة كل سنة من ما يقرب من مليون مشترك من سكان الضاحية بأطرافها المترامية.

وهناك في الضاحية أكثر من عشرة آلآف طابة مياه خزان خراب تحتاج من يصلحها أو يبدلها فترى مياهً تبكي عليها تسيل لساعات طوال هدراً كلما فتحت المياه لأهالي الضاحية ، وكل هذا عدا العيارات المفتوحة للوضوء ولتاركي الصلاة والغسل الشرعي وغير الشرعي وعدا سرقة المياه الشرعية ومافيات تجارة المياه الذين يتآمرون مع بعض العاملين في شركة مياه عين الدلبة لقطع المياه عن أهالي الضاحية لقاء تشيكات شهرية ليتسنى لهذه المافيات بيع المياه بملايين الدولارات كل شهر للشرب والخدمة للضعفاء والأقوياء على حد سواء في ضاحية الإباء ! وترى ثروات هؤلاء في تضخم مطرد فأكثرهم أصبح من أصحاب شركات بيع المياه التي تملك أسطولاً من الشاحنات التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات فمن أين لك هذا ؟ ولماذا توجد المياه للبيع ومن أين ولا توجد مياه لمشتركي الشركة الرسمية ؟! فهل من جواب غامض بعد وضوح الحال وانهتاك ستر الأحوال ؟

وكل هذه المشكلات تحتاج لغرفة عمليات بسيطة منذ انتهاء الحرب الأهليّة وإلى الآن تلاحق القساطل المنفجرة فتصلحها فوراً والطابات الخراب فتبدلها وتُغَرِّم مهمليها على الفور وتحد من مخالفات التعدي على الشبكة مستعينة بشرطة اتحاد بلديات الضاحية وقوى الأمن الداخلي وكل هذا كاد ليكون لو لم يكن نواب الضاحية ليهملوا الناس طيلة ما يقرب من ثلاثين سنة حتى الآن ، وقد خرج بالأمس أحد هؤلاء من وسط محاضرة لأحد العلماء في الضاحية حين تعرض هذا العالم الديني المصلح لمشاكل الحرمان في الضاحية سيما بالنسبة للمياه ولكن هذا النائب أكد رؤية هذا العالم المصلح وذلك قبل أن يبدأ بخطابه الانتخابي ليعلن ترشحه نائباً مرة جديدة عن الضاحية في مهرجان استعراضي انتخابي التقى فيه من كان يسب بعضهم بعضاً بالأمس القريب وهذا من الأعاجيب !

وكل هذا يستدعي انتخاب نواب عن الضاحية الجنوبية يسهرون على هموم الناس بعد أن ثبت فشل نوابها السابقين في معالجة هذه المشكلات ومنها أهم هموم هذه الضاحية المعيشية والحياتية الأولية همُّ المياه التي قتلت الحسين عليه السلام عطشاناً والتي جعل الله منها كل شيء حي فنعم لمطالب هذه الضاحية التي أحيت كل شيء بعلمائها وشهدائها الذين حموا لبنان كله وكل أهله من الإسرائيليين والتكفيريين والتقسيميين وما زالوا .. فحتى متى لا يجدون من يسهر على حياتهم ؟!

السابق
الشعارات الانتخابية الإسلامية: تأبيد للطاعة وتنكّر للحقوق الإنسانية
التالي
المرشح الدكتور زياد عقل لـ«جنوبية»: المجتمع المدني يجب ان يأخذ فرصته