العقوبات الاقتصادية تؤلم روسيا فيأتي الردّ بالكيماوي على دوما

ما مدى إمكانية وقوع مواجهة عسكرية بين اميركا وروسيا داخل الأراضي السورية؟ وهل تحدّت الأخيرة اميركا بإستخدام الكيماوي في "دوما" بعد العقوبات الاقتصادية المؤلمة؟

العالم اليوم في حالة ترقب لما سوف تؤول إليه الأوضاع في الشرق الأوسط، على ضوء التهديدات الأميركية ‏لموسكو بالرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، والتحذيرات الروسية من الرد العسكري‎.‎ وما ترافق مع قصف مطار تيفور العسكري السوري في حمص وسقوط ضحايا عسكريين ايرانيين وروس، وسط احتدام المواجهة في سوريا.

إقرأ ايضًا: عقوبات أميركية قاسية ضدّ روسيا.. والردّ الروسي لن يتأخر!
فإلى أي مدى سوف يتطور الصراع  الأميركي – الروسي في سوريا؟ وهل للعقوبات الأميركية على روسيا علاقة بتصعيد الأخيرة داخل الأراضي السورية بإستخدام السلاح الكيماوي خصوصا أن العقوبات الجديدة شكلت ضربة موجعة للاقتصاد الروسي. إذ تراجعت بورصة موسكو أمس (الاثنين) بنسبة 8.3%، وهو أعلى مستوى خلال 4 سنوات، بينما انخفض الروبل بمقدار 3.7% ليصل إلى 60.3 مقابل الدولار.

وكان لـ “جنوبية ”  في هذا السياق، حديث مع الكاتب والمحلل السياسي جورج علم الذي رأى أنه “يجب الأخذ بعين الإعتبار أن الإدارة الأميركية الحالية أصبحت إدارة متشدّدة بعد التغييرات التي حصلت لذا علينا أن تتوقع الكثير”. مشيرا إلى أن العقوبات على روسيا قائمة وتؤثر بالطبع على الإقتصاد الروسي لكنها مدروسة”. وتابع إلى أن السؤال المطروح هو “إلى أي مدى سيتخطى ترامب الخطوط الحمر في الداخل السوري؟ بمعنى تنفيذ ضربات دون التنسيق المسبق والضمني مع روسيا التي هدد رئيسها أمس بشكل مباشر ترامب بعدم اللعب بنار، إلا أن الأخير مصرّ على إتخاذ قرار بعد 48 ساعة”. فإذا كانت الضربة العسكرية بحسب تصور علم يجب أن تكون بتنسيق مع بوتين وإلا يكون تجاوزا لخطوط الحمر بين موسكو وواشنطن سوف يكون لها عواقب وخيمة”.

وأشار إلى أن “أميركا لديها قواعد عسكرية وأي عمل مخابرتي وإرهابي على القواعد يكون ردّ روسي، لافتا إلى أن ضربة مطار تيفور أمس لم تنته بعد بدليل أن إيران أعلنت رسميا عدد الضحايا في صفوفها هذا يعني أنها ستردّ وهو ما يقلق إسرائيل وكذلك لولايات المتحدة”.

ورأى “إذا كان ترامب يريد توجيه ضربة عسكرية يجب السؤال ما الجدوى منها ، هل الهدف إثبات حضور كما حصل بخان شيخون سابقا، أوانه فعلا سيكون رد مؤذيا للنظام في سوريا وهو ما يعني أن المنطقة ذاهبة إلى تصعيد كبير وعملية خلط أوراق واسعة قد ندخل بمواجهات جدية بين المحور الأميركي والمحور الروسي وهو أمر خطير قد تشعل المنطقة ليس فقط في وسوريا”.

وعن سبب التصعيد الروسي في سوريا رأى علم أن سبب ذلك “أولا ان دور روسيا مستهدف وعلينا الأخذ بعين الإعتبار الحرب الدبلوماسية بين موسكو من جهة وواشنطن وفرنسا وبريطانيا بسحب السفراء على خلفية إتهام موسكو بعملية تسميم العميل المزدوج. والأمر الثاني أنّه عندما يتحدث ترامب عن وجود 14  قاعدة أميرطكية في سوريا فهو إستهداف للدور الروسي. ثالثا العقوبات الأمريكية على روسيا”. متسائلا “هل يعجل كل ذلك عقد قمة بين بوتين وترامب لمنع الإنفجار؟

إقرأ ايضًا: مجازر الغوطة تثير أميركا وتهديدات متبادلة بين موسكو وواشنطن

من جهة ثانية، رأى الخبير في الشأن الروسي  الدكتور خالد العزي، في حديث لـ “جنوبية” أن العقوبات الأميركية ليس لها علاقة بسوريا إنّما متعلّقة بإحتلال روسيا جزيرة القرم وتعدّي على القانون الدولي”.

مشيرا إلى أن “العقوبات الأميركية على روسيا هي نتيجة الأعمال التي تقوم بها الأخيرة بعد أن إحتضن العالم وأوروبا روسيا في عميلة الإنتقال من مرحلة إنهيار وتفتت الإتحاد السوفياتي إلى مرحلة الإندماج في المجتمع الدولي. إلا أن روسيا قامت عدّة أعمال عدوانية في جورجيا وأرمينيا كما في طاجكيستان كما أوروبا الشرقية وصولا إلى تقسيم أوكرانيا وإحتلالها لجزيرة القرم والتدخل في التواصل الإلكتروني والعبث في أمن المجتمع الدولي ذهابا إلى إغتيال المعارضين الروس الموجودين في أوروبا وبالتالي ممارسة أعمال عنجهية في سوريا بحجة الحفاظ على الأمن العالمي”.

وإعتبر العزّي أن التصعيد الروسي في سوريا وإستخدام الكيماوي في دوما يمكن عرضها بثلاث نقاط : ” النقطة الأولى ان هذه الضربة أتت في الذكرى السنوي لضربة “خان شيخون”  في تحدّي واضح  للمجتمع الدولي “. والنقطة الثانية “هي بتحدّي للإدارة الأميركية الجديدة وتحديدا وزير الخارجية الجديد بومباي الذي إستلم أمس منصبه، وقياس مدى التحرّك والهامش المطلوب من روسيا ممارسته. والنقطة الثالثة والأخيرة هي أن هذه الضربة هي تحذير لكل المناطق التي تعتبر مستعصية على النظام السوري “.

وأكّد أن “كل كا تقوم به روسيا من التصعيد والقتل والتحدّي هو لتخويف المجتمع الدولي والعالمي من ذهاب قضية جرائم سوريا إلى المحاكم الدوليةـ لأننا نعرف أن لا سيادة في سوريا وبشار الأسد في حالة “ماريونيت” وروسيا هي من تسيطر على الأجواء السورية”.

وأضاف “روسيا كانت تأمل من أميركا أن تفوضها بالحل الذي تريده في سوريا، إلا أن روسيا غير قادرة على إيجاد حلّ حتى لو إحتلت سوريا واعادت الأسد إلى الواجهة. لأن روسيا لا تطمح لحلّ سوري فقط، إنما هي تستغل الوضع السوري من أجل حل مشاكل دولية أخرى وهو ما يجعل دور روسيا عدواني والذهاب نحو العنف وتطوير الأسلحة”.

السابق
المشنوق ينشىء غرفة عمليات خاصّة بالانتخابات…
التالي
كيف ستكون الضربة الأميركية ضد سوريا؟