خرق الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، وقصف مطار طيفور العسكري السوري في حمص، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا عسكريين ايرانيين وروس، وسط احتدام المواجهة في سوريا، وفي ضوء التهديدات الأميركية بالرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية، والتحذيرات الروسية من الرد العسكري.
ولم يقتصر هذا الخرق على الجو، بحسب “اللواء” بل على الأجواء الانتخابية، في ظل احتدام الإشكالات والاتهامات وإعلان ما تبقى من لوائح، في إشارة غير مسبوقة على ربط مصائر الوضع اللبناني، باقتصاده واستقراره بنتائج الانتخابات، والدور المفصلي فيها للصوت التفضيلي، الذي ادخل القانون الارثوذكسي في صلب التشريع الانتخابي، وليحول الاشتباك بين اللوائح إلى اشتباك داخل اللائحة الواحدة.
إقرأ ايضًا: ماذا سيفعل القانون النسبي بـ«الكتلة النيابية الكبرى»؟
وإذا كانت دعوات رؤساء التيارات الكبرى والأحزاب إلى الجمهور للاقتراع بكثافة لرفع حاجز “الحاصل الانتخابي” الذي من شأنه ان يحمي اللوائح الكبرى التي يشعر المعنيون بها بأنها مهدّدة، بفعل كثرة اللوائح والمرشحين عليها.. فإن الحملات لم تنفك تستهدف اللوائح المستقلة، لا سيما في عدد من الدوائر، كبعلبك – الهرمل وبيروت وكسروان – جبيل.
ورأت “النهار ” أن البلاد تتجه نحو تصعيد محموم للحملات الانتخابية لمختلف القوى واللوائح في ظل ما يمكن وصفه بـ”ذعر الحاصل ” الانتخابي الذي يتحكم بمجمل التحركات الانتخابية في ظل مجموعة حقائق برزت في الآونة الاخيرة ودفعت القوى المتنافسة الى اعلان اقصى درجات الاستنفار للماكينات الانتخابية. في مقدم هذه الحقائق تبين ان فتوراً شعبياً كثيفاً وشديد الخطورة انتخابياً لا يزال يظلل مناطق عدة ولا سيما منها المناطق الريفية. هذا الواقع كشف مرة جديدة التعقيدات المعروفة التي تشوب قانون الانتخاب الجديد، الامر الذي دفع معظم اللوائح الانتخابية ومرشحيها الى تعديل برامجهم وحملاتهم واطلاق حملات توعية عن القانون وتنفيذه خصوصا لجهة الاقتراع للائحة والصوت التفضيلي
.
وإعتبرت “الجمهورية” أن ما يزيد هذه الأجواءَ تلوّثاً هو الإمعان في استغلال السلطة والنفوذ، وتسخير الدولة ومواردها كأملاكٍ حصرية لجهات سياسية معيّنة، وجعلِها مراكزَ لتقديم الخدمات الانتخابية والنفعية في الداخل، وجسراً إلى الخارج لعقدِ مؤتمرات على حساب الدولة في بلاد الاغتراب، وكلّ ذلك يجري على عينِك يا هيئة الإشراف!
وإذا كانت القوى السياسية قد أطاحت بالعناوين الإصلاحية التي أريدَ سريانُها في القانون الانتخابي الجديد، وبالمحرّمات التي حظّر القانون مقاربتَها، وذلك عبر إباحةِ اللجوء إلى الترهيب وممارسة الضغوط السياسية والأمنية على الناخبين، وإدخالِ عنصرِ المال على المكشوف في شراء الأصوات، خصوصاً في الدوائر التي تعتبرها جهات سياسية ملكاً حصرياً لها وتسعى إلى الاستئثار بتمثيلها مهما كلّفها الأمر، فإنّ هذه القوى اصطدمت بالتعقيدات والثغرات الكبرى التي تعتري القانونَ الانتخابي، ويتجلى الأكثر تعقيداً في كيفية احتساب الأصوات وتحديد الحواصل والصوت التفضيلي والكسور في هذه اللائحة أو تلك، يُضاف إليها المشكلة الآخذة في التفاقم أكثر فأكثر، والمتعلقة باقتراع المغتربين.
وعلمت “الجمهورية” أنّ اقتراع المغتربين، شكّلَ عنصراً إرباكياً للسياسيين، وخصوصاً أنه حتى الآن لم تعرَف من هي الجهة المسؤولة التي ستشرف على عمليات الاقتراع في الخارج، وزارة الداخلية أم وزارة الخارجية. على أنّ نقطة الإرباك الأساسية، تكمن في كيفية إدارةِ العملية الانتخابية، خصوصاً وأنّ الطاقم الديبلوماسي والقنصلي في الخارج قد لا يكون جاهزاً أو مؤهّلاً لإتمام هذه العملية، وإذا كان ثمّة من يقول بأنّ وزارة الخارجية ليست المسؤولة عن إدارة الانتخابات في الخارج، فهذا يعني أنّ المسؤولية تقع على وزارة الداخلية، التي أعلنَ وزيرها نهاد المشنوق بأنّ إجراء هذه الانتخابات يتمّ بإشراف السفراء والقناصل، ولا إمكانية لإرسال 140 مندوباً من لبنان إلى الخارج نظراً للكلفة التي سيُرتبها ذلك على الخزينة.
وجاء في “الحياة ” ان رئيس الحكومة اللبنانية ” سعد الحريري إعتبر أن “هناك لوائح تترشح في بيروت في مواجهة لائحة تياره، وهي تحمل زوراً راية الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهدفها الحقيقي تشتيت أصوات الناخبين لمصلحة لائحة حزب الله ومصادرة قرار بيروت”.
وقال الحريري خلال مأدبة فطور أقامتها جمعية “صلاح الدين الكبرى” قبل ظهر أمس، إن “هذه الانتخابات تجرى على أساس القانون الجديد وليس القانون الأكثري السابق، وواجب كل واحد منكم الاقتراع وعدم التهاون والتراخي “.
وأضاف: “أنا أركز باستمرار على الحفاظ على الاستقرار ونسعى في الوقت ذاته للنهوض بالوضع الاقتصادي، ومن هنا انطلقنا لعقد مؤتمر سيدر “.
وقال رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل في إطار جولته في كسروان وجبيل على مدى يومين متتاليين “إننا نخوض المعركة الانتخابية لنقول للناس إن لديكم بديلاً مما ترونه في البلد وهو سيتمظهر في 6 أيار”. وأضاف: “في جلسة إقرار الموازنة نحن اعترضنا عليها لأنها ستزيد عجز الدولة ولأن المادة 50 فيها تعطي حقاً لكل أجنبي بأن يشتري شقة في لبنان مقابل حصوله على إقامة دائمة”. واعتبر أن “هذا القانون غير دستوري لأنه يعطي اللاجئين حق اكتساب إقامة دائمة وبعدها يأتون ويقولون لنا إنهم ضد التوطين، وهم يحفزون اللاجئين على شراء شقق فيما مؤسسة الإسكان أوقفت إعطاء قروض للشباب اللبناني. أعطوهم توطيناً مقنعاً”.
إقرأ ايضًا: البرامج الانتخابية وأحاديث الفساد ضد مجهول، واستعصاء الاصلاح
وقالت النائب بهية الحريري عن محاولات محاصرتها انتخابيا في دائرة صيدا جزين، خلال مهرجان انتخابي في حضور المرشح عن المقعد السني الثاني في صيدا حسن شمس الدين: “يحاربون بهية الحريري لأنها رمز للانفتاح ورمز للاعتدال ورمز للثقة ورمز لتيار رفيق الحريري ورمز لمشروع رفيق الحريري العيش المشترك وبناء الدولة”.
واعتبر رئيس لائحة “الكرامة والإنماء” في بعلبك – الهرمل النائب السابق يحيى شمص أن “الثنائية الجنوبية تأخذ كل المشاريع”. وسأل: “لماذا نحن لسنا على خريطة الإنماء وهل نحن لسنا من الطائفة الشيعية؟”