هل يُشعل اعتقال أحمدي نجاد ثورة غضب داخل ايران؟

بين الملفات الداخلية والملفات الخارجية تنشغل إيران بين سوريا والعراق ولبنان واليمن، وبين المعارضة الداخلية المتنوعة. فكيف ستحل خلافها مع الرئيس السابق أحمدي نجاد؟ كيف يرى كل من الشيخ عباس الجوهري، والاعلامي حسن فحص الخطوة التالية؟

حذّر تقرير أمني إيراني، من مغبة اعتقال الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في ظل مواصلة انتقاده اللاذع لرموز النظام في الفترة الاخيرة. هذا التقرير الذي رفعته وزارة الاستخبارات إلى مجلس الأمن القومي، حذر من حرب أهلية، يدفع خلاله النظام فاتورة كبيرة. فالاشتباكات ستندلع في طهران ومعظم المدن الايرانية بين مؤيدي نجاد والقوى الأمنية.

إقرأ ايضا: هل تخلى الامام المهدي عن أحمدي نجاد يا جماهير حزب الله!

وقد أوصى كل من المجلس الأعلى للأمن القومي، ولجنة أمن المعلومات القضائية، ولجنة الأمن القومي، واللجنة القضائية للبرلمان، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، بأن احتجاز نجاد ليس من مصلحة ايران. خاصة ان الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، وبالتنسيق مع وكالة أمن المعلومات القضائية، قامت بثلاث محاولات اغتيال نجاد.

وصعّد نجاد من هجومه على النظام، حتى وصل إلى انتقاد المؤسسات التابعة لخامنئي، حيث طالبه بمراقبة جميع المؤسسات التابعة له، حيث تقدّر ممتلكاته بـ190 مليار دولار.

وفي اتصال مع، الشيخ عباس الجوهري، قال ردا على سؤال حول امكانية اعتقال الرئيس السابق أحمدي نجاد لـ”جنوبية”: “قد يحصل الاعتقال، ذلك انهم اعتقلوا الأعلى منه والأهم منه، ووضعوهم قيد الاقامة الجبرية. والخلاف بات متقدما ولم يعد الخلاف بسيطا، بل بين مجموعات نفوذ ومجموعات تعتبر نفسها الدولة العميقة وذات نفوذ شعبي. الخلاف مستحكم بين الطرفين، لذلك يمكن ان تُقدم السلطات الايرانية على اعتقال نجاد”.

وردا على سؤال، يرى الشيخ عباس الجوهري انه “قد يقدم النظام على اعتقاله، وقد يؤخر هذه العملية لان الملف حساس ويمكن ان يفجّر الوضع، خاصة انهم مشغولون بالملف السوري، لكن هذا لا يعني انهم قد لا يلجأون الى ذلك، اضافة الى ان جو الرئيس السابق أحمدي نجاد جو متوتر ومعاد جدا لولي الفقيه علي الخامنئي”.

من جهة ثانية، يرى الاعلامي والمحلل السياسي، حسن فحص، انه “بحسب معلوماتي، ان احمديّ نجاد، عنده ملفات، وقد وضعها في أماكن آمنة، وبمجرد اعتقاله ستنفضح، وهو استفاد منها في مسألة انه أيام سيطرته على وزارة الأمن فتح ملفات بعض القيادات الرسمية”.

“اضافة لكونه المتهم الاساس بالمظاهرات الاخيرة، والتي ابتدأت بمسيرات دعم لإبراهيم رئيسي في مشهد، حيث جيّرها لصالحه، وأسهم بتوسعتها، لكن فلتت من يده. ولا وجود لما يسمى ميليشيا، لكن هناك ما يُعرف بالعشائر المسلّحة بسلاح خاص، يقع تحت سيطرة وعين النظام في ايران”.

ويضيف، فحص “الازمة ليست بنزول انصاره الى الشارع، ولا اعتقد ان السلطات قد تعتقله، فهم يبدون الكثير من المرونة والصبر تجاهه، وهم يفككون الجماعات التي تدور في فلكه، كجماعة مشائي، وجماعة بقائي، ومستشاره الاعلامي عبدالرضا داوري، وجوان فكر. ويفككون كل فترة  دائرته الاعلامية من خلال خلق صدمة لدى جماعته بحيث انه قد يصبح وحيدا، مما يخفف من ردة فعلهم الكبيرة”.

ويتابع، فحص “خلال عهده بالرئاسة بنى نجاد شبكة علاقات خاصة به  في كل المحافظات عبر المال والسلطة والتعيينات، ليؤسس لمشروعه عبر طرحه مشائي لرئاسة الجمهورية.

وهو يلعب من خلال توظيف هذه العلاقات ليعود الى الرئاسة او ليوصل مشائي. وهو يحاول بناء شبكة علاقات خاصة به تروّج لمشروعه”.

إقرأ ايضا: ماذا بعد تدهور العلاقة بين نجاد والخامنئي؟

ويختم حسن فحص “اعتقد ان قدرته باتت ضعيفة، وبات يعيش على وهم سلطاته التي ضعفت من خلال التقاط النظام لمفاصل دائرته المالية. خاصة انه وهو ومجموعة من حيتان المال كهاشمي سمرا، ووزير داخليته ايام حكمه، متهمون بتهريب النفط الايراني الى تركيا”.

فهل تهادن طهران نجاد لحين مرور العاصفة الاقليمية؟

السابق
سر دائرة الجنوب الثانية، ودور الحزب؟
التالي
مسؤولو الحزب يظهرون اعلاميا ويواكبون الانصار قبيل الانتخابات