سر دائرة الجنوب الثانية، ودور الحزب؟

بحسب القانون الانتخابي الجديد فقد قسم لبنان إلى خمس عشر دائرة إنتخابية، أقفلت بورصة تشكيل اللوائح في كل الدوائر المعتمدة على أعداد من اللوائح المتنافسة أقلها ثلاثة في مقابل لوائح أحزاب السلطة، وقد تخطى العدد في دوائر معينة الست لوائح تماما كما حصل في دائرة الجنوب الثالثة.
إلا في دائرة الجنوب الثانية حيث المرشح الأبرز هو دولة الرئيس نبيه بري فالامر إختصر فقط على لائحته ولائحة منافسة واحدة خلافا لكل دوائر لبنان!

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري الايراني يدير إنتخابات «حزب الله»: بعلبك – الهرمل نموذجا!

يطفو هنا سؤال كبير، كيف إستطاعت ما تسمى بأحزاب المعارضة وشخصياتها على التوحد والتكاتف في هذه الدائرة فقط لا غير؟ وهل في الأمر سر سمح بالوصول إلى هذه النتيجة التي حلمنا بها وسعينا إليها في باقي الدوائر بدون جدوى ؟ وكنا دائما نصطدم بشروط وعقبات وعقد لم نستطيع فهمها فضلًا عن تفكيكها في مرحلة تركيب التحالفات وتشكيل اللوائح، مع ملاحظة أن القوى التي “توحدت” في الدائرة الثانية هي نفسها تقريبا التي لم تسمح، واعترضت على التوحد والإتحاد في الدائرة الثالثة الملاصقة.
فالحزب الشيوعي مثلا والذي رفع شعار عدم التحالف مع أي من أحزاب السلطة، لحس هذا الفيتو وضم إلى لائحته المرشح وسام الحج من التيار الوطني الحر بكل طيب خاطر، (تحت حجة تعهد باستقلاليته)، وبسحر ساحر إستطاع أن يقفز فوق خلافاته الحزبية التي تظهّرت بين شيوعيي الزهراني وشيوعيي صور وعُمل على توحيدهم، حتى أن “بكوية” الصديق رياض الأسعد لم يلتفت لها أحد فتحول “الأسعد” في الدائرة الثانية إلى بروليتاري في حين بقى “الأسعد” في الدائرة الثالثة إقطاعي يجب محاصرته.

الجواب على هذا السؤال الكبير، يكمن بمعرفة صاحب القرار الحقيقي الذي له المونة على تذليل العقبات والفيتويات هنا وهناك، ولا يحتاج الأمر إلى كثير تفكير “وبحبشة” حتى نتيقن بأن لـ (حزب الله) كان الدور الأكبر من خلف الستارة في الكثير من الشروط والإملاءات التي كنا نسمع بها بالثالثة حيث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (محمد رعد)، واختفت كليا في الثانية.
فالحزب الشيوعي الذي شرنق نفسه بلاءات كثيرة صودف أنها متطابقة تمامًا مع لاءات (حزب الله) (شيعة سفارة – إقطاع – أحزاب سلطة – القوات اللبنانية)، لدرجة أنه لم يقدر أن ينسج تحالف حتى مع يساريين “عتعيت” (يسار ديمقراطي – خليل ريحان – حبيب صادق -عبدالله رزق) في الدائرة الثالثة، وجدناه في الثانية متساهل أي تساهل.
إن كل ما تقدم، يضاف له بعض الترشيحات المستفزة (جميل السيد) لمشاعر قواعد حركة أمل على لوائح الحزب، وما قيل منذ أسابيع عن رغبة (نظام الأسد) بإضعاف الرئيس بري، كل هذا يأخذنا إلى التساؤل عن ما يجهزه (حزب الله) من مفاجآت “إنتخابية” يصبو إليها، وإن كانت الأداة المستعملة هذه المرة والواجهة هي الحزب الشيوعي والتيار العوني!

السابق
كلمة لرئيسة مجلس المرأة العربية في افتتاح معرض الفنان التشكيلي فادي العويد
التالي
هل يُشعل اعتقال أحمدي نجاد ثورة غضب داخل ايران؟