تامر تركماني يفضح جرائم الأسد ويوثق 185 ألف شهيداً بالأسماء والصور

لوحة مؤلمة، مأساة بشرية.. إنّها سوريا، إنّهم شهداء الثورة السورية.

ليس سهلاً أن توثق صور الشهداء، أن تنظر إلى جثث الأطفال والنساء، ليس سهلاً أن تتوقف عند النظرة الأخيرة لما قبل الموت، عند طفل مشوه، وأعضاء بترت، وعين أدمعت دماً!
ولكن حينما يصبح الصمت هو سيد الموقف، وتصبح الحرية “جريمة”، والقتل عادة، والضحية هي الجلاد وإن كانت جثة، فهنا لا بد من التوثيق لا بد من القول للعالم أجمع ها هم شهداؤنا، ها هم ضحاياكم، ها هم من فدوا الحرية بحياتهم!

من هذا المنطق، بدأ المصور الفوترغرافي تامر تركماني رحلته في توثيق شهداء السورية، رحلة بدأت في العام 2014.

بداية من هو تامر تركماني؟

هو ابن الـ28 عاماً، ابن مدينة حمص التي غادرها مرغماً في العام 2012 بعدما اخترق رصاص القنص رأسه فيما كان يقوم بمهنه “التصوير”. تاركاً وطنه الجريح خلفه، نزح تركماني إلى الأردن ومنها إلى تركيا حيث يعيش حالياً.

لقبه الحالي هو “موثق شهداء الثورة السورية”، هذا اللقب الذي عرّف فيه عن نفسه في حديث لـ”جنوبية”، لافتاً إلى أنّ هذه الرحلة مع التوثيق بدأت في العام 2014 بعدما بدأ النظام السوري يستخدم البراميل المتفجرة بشكل كبير في إدلب.
فهذا الوجع دفع التركماني إلى التوثيق، لاسيما وأنّ المنظمات التي تعنى بهذا الأمر قليلة.

الموثق السوري تامر تركماني

من الفيسبوك، بدأت المهمة، فطلب تامر تركماني من حاضنته “الافتراضية” تزويده بصور ومعلومات موثقة عن الشهداء. خلال 40 يوماً أصبح لديه 38 ألف صورة لـ38 ألف شهيد.

إقرأ أيضاً: الغوطة: جريمة «حضن الوطن»

رحلة الموثق لم تتوقف هنا، بل تابع وكثّف النشر، حتى بات لديه 50 ألف شهيد، موضحاً لموقعنا في هذا السياق، أنّه قد وضع الصور جميعها على لوحة جدارية رفعت في حرم البيت الأبيض في أمريكا، هذه اللوحة التي عرضت في العام 2015 أي بعد 6 شهور من بدء الحملة، جسدت 50 ألف شهيداً على مساحة 170 متر، مما أحدث ضجة واسعة، ودفع العديد من العائلات السورية إلى تزويد تركماني بصور ومعلومات عن شهدائها.

توثيق المصور السوري لشهداء الثورة لم يتوقف هنا، بل بات يبحث في سبب الاستشهاد إن كان بطيران النظام او براميله أم بالطائرات والصواريخ الروسية، وبهوية الشهيد إن كان مدنياً أم عكسرياً.

إقرأ أيضاً: الثورة السورية فكرة بلا ميعاد

من 50 ألف شهيد إلى 99 ألف شهيد، هو عدد الشهداء الذي تمكن تركماني من جمعهم مؤخراً في لوحة تصرخ بوجه العالم وتشرح ما آلت إليه الهمجية في سوريا، هذا العدد كان بحسب ما أكد تركماني لـ”جنوبية”، لإعادة إحياء الثورة بعدما أصيب الجميع بالخمول، خصوصا بالنسبة لما حدث في الغوطة الشرقية من قصف وتهجير.

إلا أنّ العدد الذي يملكه الموثق هو الضعف، ففي جعبته صوراً موثقة لـ185 ألف شهيد، وما تمّ نشره منذ أيام قليلة ليس إلا النصف.

تركماني الذي يهدف لتسليط الضوء على الجرائم، على الشهداء، لن يتوقف هنا، فيؤكد لموقعنا أنّ رحلته مع التوثيق مستمرة، لافتاً إلى أنّه عرض أيضاً صوراً تضمنت أسماء لـ 17 ألف طفل و10 آلاف امرأة، ممن استشهدوا في سوريا.

السابق
المشنوق استعرض محاكاة أولية لإصدار النتائج بسرعة وطلب التشدّد في مكافحة الرشاوى
التالي
مرشح «القوات اللبنانية» فادي سلامه لـ«جنوبية»: أترشح من أجل بقاء الجنوبيين في أرضهم