وليد عربيد: المرشحون الفقراء ينسحبون بسبب المال السياسي!

كيف يمكن الكلام عن الإصلاح والتمثيل الصحيح في ظل نظام انتخابي، يؤكد ضرورة المال السياسي في اللوائح المقفلة. كيف يُفسر المحلل السياسي الدكتور، وليد عربيد، واقع تأليف اللوائح الانتخابية في بيروت لدورة عام 2018؟

انسحب عدد كبير من المرشحين من السباق الانتخابي قبل تسجيل الاسماء في وزارة الداخلية. ولم يكن السبب بعيدا عن الخلفيّة الماليّة للمرشح هنا وهناك، نظرا لارتفاع الكلفة التي يطلبها رئيس اللائحة، والتي تصل الى مليارات الليرات.

والمشكلة ان عددا كبيرا من المرشحين الذين يحملون برنامجا وطنيا، ويسعون لتحقيقه لم يتمكنوا من الاستمرار بالترشح، نظرا لطبيعة القانون النسبي الجديد الذي يفرض على المرشح الانضمام الى لائحة معينة، ونقد رئيس اللائحة المبلغ المرقوم.

في هذا الاطار، كان لـ”جنوبية”، اطلالة على الموضوع من خلال اجراء حوار مع مرشح انسحب من المعركة، وهو الدكتور وليد عربيد، المرشح عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية، لانها برأيه هي معركة رجال الاعمال.

اقرأ أيضاً: وليد عربيد.. الصوت الدرزيّ في بيروت ضد التوريث السياسيّ

ويقول، الدكتور وليد عربيد، “تأتي الانتخابات النيابية لتؤكد ان التغيير في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي لم يحصل، فهناك استبدال للمقاطعجية الذين يملكون الارض والمال بمقاطعجية جدد يحاولون عبر ضخ الاموال ان يكونوا لولب المجلس النيابي المنتخب الجديد، وهذا ما لاحظناه اليوم في اعلان اللوائح الكبرى التي من الممكن ان تستبدل بالمحادل، التي حصرت سابقا في دور المقاطعجي بحيث تؤمن التغطية للمرشحين”.

ويضيف، عربيد، بالقول “وهذا على حساب ما يُسمى المجتمع المدني واللوائح التي تعتقد انها دم جديد في المجلس النيابي، وهي لوائح من الممكن ان تطرح الجديد للتغيير، لكنها تصطدم برجال الاعمال والتجارة”.

ويتابع عربيد “السؤال الذي يطرح نفسه هو هل اننا نتجه الى مجلس نيابي جديد يكون فيه رجال الاعمال والتجار، هم من يدير شؤون المجلس، وهذا هو السؤال الاساس الذي يمنع حركة التغيير الحقيقية”.

ويشدد على ان “اليوم الناس كلها لديها نوع من الحرية عبر ما يسمى بالصوت التفضيلي الذي يلهي الناخبين، ويدعو الفقراء دوما الى انهم دوما يمكنهم ان يقبضوا من اجل انجاح هذه اللائحة، لذلك، وحسب تصوري الخاص ان الفقراء والناس الطيبين في الاحياء الشعبية لم يوصلوا من يمثلهم الى المجلس، وهناك بعض الاحزاب التي تدعي انها تدافع عن الفقراء، لكنها بطروحاتها الاصلاحية تصبّ في مصلحة المقاطعجية او البيك سواء من جبل لبنان”.

اقرأ أيضاً: هكذا أشرك بالله مرشح «حزب الله» وأفتخر أنّه عبد لنصرالله

ويعلق، البروفسور عربيد، ردا على سؤال “في الاستنتاجات التي للمحلل السياسي ان يطرحها هو بقوله ان في بيروت اليوم عنصر المال هو الذي يهيمن على تأليف اللوائح، وللاسف ان حركات المواطنة وحركات تطوير الفهم السياسي مهمشة، نظرا لفقدانها للمال السياسي، ونظرا لعدم ايجاد مفاتيح انتخابية في الاحياء، فنحن اليوم في زمن تهيمن عليه الازمات الاقتصادية والاجتماعية، ويأتي عامل المال من اجل الدفع، واعطاء هذا المال في الاحياء الشعبية من اجل الوصول برئيس اللائحة الذي هو رجل اعمال الى المجلس النيابي”.

و”المطلوب هو تيار سياسي اصلاحي تغييري، ويكون فيها العنصر الشبابي سواء الذكور والاناث من اجل طرح افكار جديدة لينقل البلد من القرن التاسع عشر الى القرن العشرين، والبلد بحاجة ضخ دم جديد وحركة اصلاحية يساعد على بناء لبنان الوطن”.

ويختم “الحل هو، بحسب الدكتور وليد عربيد، بالقانون النسبي هو من اجل التغيير الكبير، ويجب اطلاق نظام نسبي جديد، وان نؤسس لاحزاب سياسية وطنية، وليست ذات اغلبية طائفية من دائرة ضيقة الى دائرة واحدة من اجل قيام دولة مدنية”.

السابق
قصص حقيقية لنساء فقدن المعيل لكنهن لم يستسلمن بل اعتنقن الأمل…
التالي
ترامب يبتزّ السعودية مجددا: المال… أو الانسحاب من سوريا!