ترامب يبتزّ السعودية مجددا: المال… أو الانسحاب من سوريا!

محمد بن سلمان
شكل اعلان الرئيس دونالد ترامب مؤخرا حول قرب سحب قواته من سوريا صدمة لدى حلفاء أميركا في المنطقة، كما جاء تصريح الخارجية الاميركية المناقض لإعلان الرئيس هذا ليؤكد وجود فجوة بين السياسات التي يتبعها ترامب وما يعلنه خارجها، غير ان العالم الذي اعتاد تصريحات الملياردير الثري والآتي من عالم الاعمال والتجارة، عليه ان يحسب المواقف السياسية بـ" الدولار".

منذ اطلاق حملته الانتخابية وشعار “اميركا اولا” رسم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاستراتيجية الخارجية لسياسته على مدى سنوات حكمه الاربع، وهو اذ اعتبر حينها ان اميركا تقدم مساعدات دون مقابل، فانه وجه انتقادات لاذعة مطالبا السعودية بدفع تكاليف حمايتها لهل مشبها اياها بـ”البقرة الحلوب التي تدر ذهبا، و”ليدفعوا مقابل حمايتهم من التمدد الايراني”، كما يبدو من تأييده لقانون جاستا الذي يتيح لاسر ضحايا هجوم 11 ايلول مقاضاة المملكة والحصول على تعويضات مالية ضخمة، ولعل الصفقة “الاسطورية” التي ابرمها ترامب في قمة الرياض بقيمة 400 مليار دولار شكلت عقود الاسلحة بقيمة 110 دولار حصة الاسد منها، تندرج في اطار “الجباية” السياسية ذاته.

ترامب الذي جدد طلبه للسعودية بالقول “إذا كانت السعودية ترغب في بقاء الأميركيين بسوريا فعليها أن تدفع تكاليف ذلك” ليس سوى ابتزاز من نوع اخر، واثار جملة تساؤلات داخلية وخارجية بشأنه بين مؤيد ومعارض.

وبحسب موقع “الجزيرة نت” الذي نقل عن ترامب تصريحه الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي عقده في البيت الابيض قائلا ان “مهمتنا الأساسية هي التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية.. اقتربنا من إتمام هذه المهمة، وسنتخذ قريبا قرارا بالتنسيق مع آخرين بشأن ما سنفعله”، وتابع “أريد الخروج.. أريد أن أعيد جنودنا إلى وطنهم”، مشيرا إلى أن التدخل الأميركي في سوريا مكلف ويخدم مصالح دول أخرى.

اقرأ أيضاً: القضاء الأميركي يرفض إسقاط دعوى ضد السعودية تتهمها بدعم هجمات 11 أيلول

واشار الموقع الى ان مسؤولين اميركيين في الخارجية تحديدا، يخالفون ترامب رأيه ويرون ان الوضع في سوريا ما زال معقدا وان مهمة الولايات المتحدة لم تنته بعد، كما اعلن المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغورك “نحن في سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.. تلك مهمتنا، وهي لم تنته وسنكمل تلك المهمة، واشار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل الى انه بالرغم من “تحقيق الكثير من التقدم العسكري ولكن أعتقد أن الجزء الأصعب ما زال أمامنا وهو تثبيت الاستقرار في هذه المناطق وتوحيد مكاسبنا وإعادة الناس إلى منازلهم والتعامل مع الأمور البعيدة الأمد مثل إعادة الإعمار، وهناك بالطبع دور عسكري في ذلك”.

موقع سبوتنيك نقل عن مجلة “The American Conservative” انتقادات لاذعة لترامب، بما يعكس موقف الشارع الاميركي وكتبت “يبدو أن حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لا تهم ترامب طالما أن هناك من يعرض دفع الثمن” وتابعت “هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين متى ما يقدمون قدرا كافيا من المال.. لا يكترث ترامب إلى ما إذا كان البقاء في سوريا يجعل أمريكا أكثر أمنا، لكنه يركز فقط على ما إذا كان هناك طرف آخر يرغب في دفع الفاتورة”.

واعتبرت “The American Conservative”على أنه “إذا كان البقاء في سوريا مهما لأمن الولايات المتحدة إلى درجة تبرر المخاطرة بحياة الجنود الأمريكيين، فلا ينبغي أن نكترث لما إذا كان السعوديون سيدفعون مقابل ذلك أم لا”، محذرة من تحول القوات الأمريكية إلى “جيش مرتزقة” لخدمة السعوديين، وعبرت عن المخاوف من أن ترامب سيتخذ قراره حول هذا الموضوع انطلاقا من “اعتبارات هي أكثر خبثا”.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال في تصريحات لمجلة “تايم” الأمريكية، إنه يدعم بقاء القوات الأمريكية في سوريا على المدى المتوسط، موضحا، أن “وجود قوات أمريكية في سوريا، من شأنه الحد من طموحات إيران في توسيع نفوذها”.

السابق
وليد عربيد: المرشحون الفقراء ينسحبون بسبب المال السياسي!
التالي
مؤتمر سيدر1 هل ينقذ لبنان… أم تبتلعه الخلافات وسوء الادارة؟