تدشين جادة الملك سلمان في لبنان.. خطوة لبنانية لاستعادة السعودية

تدشين جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز على واجهة بيروت البحرية، طغى على ما عداه امس من امور سياسية ‏وانتخابية، وكان حفل التدشين تظاهرة لبنانية - سعودية جسدت عمق العلاقات بين البلدين، واكدت على تمسك ‏لبنان بعمقه العربي‎.

رأت “النهار” أن يوم أمس كان سعودياً بامتياز في بيروت انطلق بلقاء رئيس البعثة الديبلوماسية في لبنان الوزير المفوض وليد ‏البخاري رئيس الجمهورية ميشال عون حاملاً اليه دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ‏الى القمة العربية التاسعة والعشرين المقرر عقدها في مدينة الظهران، الأحد 15 نيسان الجاري. وشدد العاهل ‏السعودي في الرسالة على “ان مشاركة الرئيس عون شخصياً في هذه القمة، سيكون لها بالغ الأثر في انجاحها”، ‏آملاً في ان تساهم القمة “في تعزيز العمل العربي المشترك، والتصدي للتحديات التي تواجهها امتنا العربية، ‏وتحقق ما تصبو إليه شعوبنا من أهداف وطموحات‎”.‎

إقرأ ايضًا: العلاقة بين لبنان والسعودية عادت الى نقطة الصفر

وحمّل رئيس الجمهورية البخاري تحياته الى الملك سلمان وولي عهده الامير محمد، وأكد له أنه سيرأس الوفد ‏اللبناني الى القمة العربية، آملاً في “ان تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية خصوصاً في هذه الظروف الصعبة من ‏تاريخ الدول العربية وشعوبها‎”.‎
‎ ‎
وانتقل البخاري الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعايده بالفصح، قبل ان ‏يقيم الأول حفلاً كبيراً مساء لاطلاق اسم الملك سلمان على جادة بيروتية في منطقة ميناء الحصن (قرب زيتونة ‏باي). وحضر، الى جمع سياسي واقتصادي كبير، الرئيس سعد الحريري الذي شدد على ان “اللبنانيين وأهل ‏بيروت يعلمون المكانة الخاصة لبيروت في قلب ملك السعودية”، وقال: “بيننا تاريخ لن ينكسر مهما حاولوا الى ‏ذلك سبيلاً، وعروبة لبنان تتقدم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات”. وأضاف ان للسعودية صفحات مجيدة ‏في تاريخ الدعم للبنان، وبرعايتها حصل اتفاق الطائف وتمّ انهاء المأساة اللبنانية‎.‎

وإعتبرت “اللواء” أن الاحتفال بإطلاق اسم الملك سلمان على الجادة البحرية ” فرصة لجمع قيادات الصف الأوّل والتي فرقت بينهم السياسة والصراعات الانتخابية، فكان حضور الرئيس ‏الحريري إلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي لافتاً بين الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، كما لفت الانتباه حضور رئيس ‏‏”اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مع روساء سابقين مثل ‏الرئيس ميشال سليمان ووزراء ونواب، ورجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية، بحيث اجتمعت الدولة اللبنانية ‏بأركانها في الواجهة البحرية، مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي مثل الملك سلمان في الحفل، ‏وهو ما أرادت الصورة التذكارية التي التقطت ان تعكسه بوضوح تام‎.‎

وفي تقدير مصادر متابعة، ان حفل العشاء الذي أقيم على شرف الحضور، بعد الحفل، كان فرصة أيضاً لجمع هذه ‏القيادات في لقاءات ثنائية أو جماعية بددت التوتر الانتخابي، سواء بين الرئيس الحريري وكل من النائب جنبلاط ‏وجعجع، ترجمة لما كان أعلنه صباحاً في بكركي، من انه “لن يختلف مع وليد بيك، فهو يعرف ماذا يمثل بالنسبة لي، ‏وأنا اعرف ما امثله بالنسبة له”، أو بالنسبة إلى اللقاء القريب الذي سيتم مع جعجع، على أساس ان تكون هذه اللقاءات ‏بمثابة صفحة جديدة لطي الخلافات‎.‎

وبثت مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك وكالات الأنباء، صورة جمعت الرئيس الحريري يجلس إلى جانب جعجع من ‏جهة وجنبلاط من جهة ثانية، وإلى جانبه المستشار السعودي العلولا، فيما أفادت معلومات رسمية ان خلوة عقدت في ‏فندق “الفينيسيا” على هامش عشاء السفارة السعودية، جمعت الدبلوماسي السعودي بخاري والمستشار العلولا مع ‏الرئيس الحريري وكل من جعجع وجنبلاط. كما عقدت خلوة ثانية بين العلولا وجعجع انضم إليها بخاري والسفير ‏الاماراتي حمد الشامسي‎.‎

احتفال الجادة البحرية
وكان الاحتفال الذي تناوب على الكلام فيه كل من رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ومحافظ بيروت زياد شبيب، قد ‏تميز بالكلمة التي ألقاها القائم باعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري الذي أكّد ان العلاقات السعودية – ‏اللبنانية راسخة وستبقى كالارز متجذرة وصلبة وثابتة، كما هي على مر العصور‎.‎

وأشاد بخاري بروعة مبادرة إطلاق اسم الملك سلمان على الجادة البحرية، لا سيما وانها “حاكت روح الرئيس الشهيد ‏رفيق الحريري”، والذي فاضت روحه على مقربة من هذا المكان، لتكون نافذة لبنان الجميل على العرب والعالم.

‎‎إقرأ ايضًا: بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران
اما الرئيس الحريري فأكد من جهته، ان بين لبنان والسعودية تاريخا لن ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلاً، وهذه ‏الأمسية البيروتية هي رسالة واضحة بأن عروبة لبنان تتقدّم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات‎.‎

وأشارت “الجمهورية” انه في هذه الأجواء يُنتظر أن تتركّز الاهتمامات اليوم على اللقاءات التي بدأها مساء أمس العلولا، الذي اختلى هو والقائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري في فندق فينيسيا بدايةً مع رئيس ‏الحكومة سعد الحريري، ثم توسعت الخلوة لتشمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “اللقاء ‏الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط. وذلك على هامش عشاء أقامته السفارة السعودية. وعلِم انّ البحث تناول اخر ‏التطورات في لبنان والمنطقة‎.‎

السابق
عربيد يتسلم وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس
التالي
إنقسام لبناني على مواقع التواصل حول جادة الملك سلمان