الشيخ حسين كوراني…وروحانيّة الوعظ الانتخابي!

الشيخ حسين كوراني
يلعب رجال الدين الشيعة اليوم دور وعّاظ سلاطين، رغم تغنيهم وطويلا بالمعارضة، ووقوفهم بوجه الحاكم. فكيف يرى كل من المفتي الشيخ عباس زغيب، والشيخ علي مظلوم، والدكتور جمال بدران، خطاب الشيخ حسين كوراني الانتخابي الاخير الذي وزع عبر الفايسبوك؟

في فيديو مسرّب من محاضرة مطولة للشيخ “الروحاني” حسين كوراني، وهو اللقب الذي يطلق عليه من قبل مريديه من انصار حزب الله، لا يتحدث فيها عن النبي محمد والائمة المعصومين وعن الروحانيات والاخلاقيات كما هي العادة، بل يتطرق خلالها، وللمرة الثانية الى السياسة اليومية في لبنان، وبالاخص الانتخابات البرلمانية المنتظرة، فيقول بما مضمونه ان “نقد النواب قبل تشكيل اللائحة يجوز، ولكن ليس بعد تشكيل اللائحة، فهو شبيه بالذي يصلي في الوقت الذي يغرق فيه أحد الاشخاص، وعدم التصويت هو اضعاف للائحة المقاومة وخدمة لاسرائيل. لذا يجب العمل على قدم وساق لانجاح لائحة المقاومة، لان الحرب على المقاومة مستمرة منذ حرب تموز، وهي مستمرة في العراق وسوريا، وقلنا سابقا ان من يقف ضد السيد حسن يقف مع نتنياهو، ومع آل سعود، واليوم ثمة قرار باضعاف المقاومة ليس بالتصويت لغير لوائحها، بل بعدم التصويت مطلقا، والهدف ليس تقليل عدد نوابنا، بل بتقليل عدد الناخبين…”!

 

إقرأ ايضا: الشيخ زغيب يرفع الصوت الشيعي المناطقي: «المحاكم الشرعية للبقاعيين»!

الشيخ عباس زغيب
الشيخ عباس زغيب

وفي تعليق للمفتي الشيخ عباس زغيب، على مضمون كلام الشيخ كوراني، يقول “كلامه يعبر عن وجهة نظره، ولا يمثل الدين الصحيح، لان الانتقاد واجب، ويجب ان يستمر من اجل تقويم المسار وضبطه، وهذا ما يدعو له الدين الاسلامي. ودورنا كرجال دين من اجل بناء دولة ان نوجه النقد لاقامة دولة الامام المهدي، ومن اجل تطوير المسار، فلا يجوز له ان يعبّر عن رأي السلطان. والحديث يذكر الامام علي وصاياه الى عامله مالك الاشتر ودوره في الرقابة والمحاسبة، وان لم نقم  بدورنا يكون هناك مشكلة، واذا لم ننتقد سنجعلهم يسلكون مسلكا فرعونيا. وانا كرجل دين عندما لا اقوم بدوري من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اكون قد تخليت عن دوري، حيث يجب ان أقوّم وأقيّم والا أغش. والنواب عندهم أخطاء فيما يخص العمل الاجتماعي، وان كنا لا نتدخل بالعمل المقاوم”.

علي مظلوم
علي مظلوم

من جهة ثانية، يقول الشيخ علي مظلوم “مما لا شك فيه اني اخالف رأي الشيخ كوراني مع احترامي لشخصيته، لانه يتعارض مع بديهيات الاسلام والنظام الاسلامي، وانا لا اوافق هذا الرأي، لانه على خلاف مما اوصى به الامام علي وسيرته. يمكننا انتقاد النواب، ولو كنا موالين للمقاومة، أفلا يحق لنا اختيار نواب يخدمون شعب المقاومة؟ ابن طاووس يقول ان الحاكم الكافر العادل افضل من الحاكم المسلم الظالم، لذا يجب ان يكون النواب اصحاب عدل وكفاءة”.

ويختم “يُقال ان ماهر الاسد طلب ترشيح جميل السيد، فهذا الولاء للخارج يجعل الخارج شريكا لنا، وهنا اتذكر قول المرجع محمد حسين فضل الله، بحضور الشيخ نعيم قاسم، “تمنينا ان نجد نائبا لبنانيا صرفا، بل هو اما نائب لبناني سوري ايراني، او لبناني سعودي اميركي، او لبناني اسرائيلي. والعميل يفعل هو ما يُملى عليه لا ما يفكر به”.

ويختم مظلوم “ان القانون النسبي يقول ان كل لائحة تضم عشرة نواب مثلا، اذا كان تسعة منهم جيدون، والعاشر فاسد، فبحسب هذا القانون يفترض ان ننتخب الجميع، فأي شريعة سماوية تقول انه علي ان أنتخب الكل، فكل التشريعات السماوية تحرّم انتخاب الفاسد. ثانيا، وردا على كلام كوراني، اقول كل من يشجع على اختيار الفاسد هو في الحقيقة يخدم الصهاينة، ويطعن المقاومة في ظهرها”.

الدكتور جمال بدران
الدكتور جمال بدران

ويرى، عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبنانية، الدكتور جمال بدران، ان “بالنسبة لزج المقاومة في الانتخابات وحشرها هكذا، هو خطأ اكيد. هم قاوموا، وجميع الناس قاومت، ابي شهيد، وانا قاتلت ومستعد ان اقاوم اليوم وعائلتي وحزبي قاتل، والقول ان عدم التصويت للائحة الثنائية كمن يصوّت لصالح من يؤذي المقاومة غير منطقي. فهل ان التصويت لإميل رحمة وغيره يعني حفظ المقاومة، اما اذا انتخبنا مرشحي المقاومة الوطنية الذين قاتلوا اسرائيل، ولنا اسرى وجرحى وشهداء، نكون ضد المقاومة؟!”

وختم بدران بالقول “نحنا قاتلنا دواعش ذاك الزمن، كما قاتلوا هم دواعش هذا العصر، ولم نرّبح العالم جميلة، ولم نُمنن أحدا، وقاتلنا اسرائيل وهو واجب وطني، اما زج المقاومة بموضوع داخلي، فهذا خطأ. وفيما يخص ملف العملاء اليوم نحن الوحيدون الذين رفعنا الصوت. فهل من جمع المال باسم المقاومة هو المُحق وعلي انتخابه؟ ومن ينتقد ليصوّب المسار هو المخطئ؟”.

إقرأ ايضا: بيان لحزب الله باسم «شباب بريتال» ردا على «علي مظلوم»

نقول في النهاية، ان استخدام الدين  وتسخيره من اجل اقناع الناخبين بالتصويت لجهة محددة هو خط أحمر في جميع البلدان المتحضرة، لذلك  يجب اصدار قرار وزاري بمنع رجال الدين من التحدّث بالسياسة في خطبهم وخصوصا في موسم الانتخابات، وذلك كي لا يلقى الحرم على من لا يريد انتخاب “الفئة الناجية” على حدّ تعبيرهم …أو شعب الله المختار!.

السابق
نجم «ستار اكاديمي» يثير جدلا كبيرا بعد تصريحه: لا أحب أم كلثوم!
التالي
نعمة محفوض لـ«جنوبية»: حيتان المال من مرشحي الشمال يدفعون المليارات