سجل انا عربي كُلُّنا ..عهد التميمي..

اثناء إنعقاد المؤتمر البرلماني الأوروبي الذي أُقيم في الأيام القليلة الماضية .حيثُ تم النظر الى كثيراً من القضايا الدولية والاوروبية والأنسانية بشكل عام .

وكان هناك تضامن حضارى ومدني وإنساني واسع داخل اروقة البرلمان الأوروبي ونالت الأغلبية بعد التصويت دعماً للقضية الفلسطينية وضد تهويد وصهينة القدس ونقل مقر السفارة الأمريكية الى جانب “مسجد الأقصى “وكنيسة القيامة” وإيقاف بناء المستوطنات” وإعتبار دولة العدو الصهيوني من اكبر الدول التي تعمل بقانون مُزيف وتهدرُ حقوق الإنسان.بعد الإثارات والشكوك التي تحولت الى وقائع مريرة لن تُخفىّ عن أحد ؟خصوصاً قضية القدس و”صهينتها” ودعمها من أرباب الإستعمار والإستكبار والإستعباد الأمريكي في طليعتهم الرئيس “دونالد ترامب”،

لكن الذي رأيناهُ عشية الحكم على الفتاة والمناضلة الشابة “عهد التميمي” شقراء السجون ،والتوقيف التعسفي من قِبل المخابرات والجيش الصهيوني المدجج بالسلاح المتقدم الذي لا يتساوى إطلاقاً بالمقابل مع ما تملكهُ شابات وشباب “اطفال الحجارة ” ، من إصرار وعزيمة جيل الإنتفاضة الذي على ما يبدو للجميع بإنها غير قابلة للمساومة على مستقبلها سواءاً قُيّدت حركتها او لجم و تحجيم مستواها او إسكاتها.وإتهامها بعرقلة عمليات السلام.

من قِبل السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في راماالله .برغم الإتصالات العليا وتهديدات امريكا والغرب بقطع الدعم المادي عن ابناء فلسطين إذا ما إستمرت المظاهرات والمعارضة للإحتلال الصهيوني بكافة الأشكال.

هذا ما يدعّونا الى النظر والعودة قليلاً الى قرائة واقعية لما حصل منذُ طرد الشعب الفلسطيني من ارضهِ وتشريدهِ في الشتات منتصف الأربعينيات من القرن الماضي إبان بداية الحرب العالمية الثانية .واصبحت دولة اسرائيل بعد حيازتها على التأييد الغربي والأمريكي والاوروبي العنصري بكل معنىّ للكلمة .حتى اصبحت دولة العدو تبني وتُشـيّد “المعتقلات والسجون الصهيونية “التي فاقت ما اقدمت عليه القوات النازية التابعة في عدائها التام للشعب اليهودي وتحويل” المحارق النازية وإضطهاد اليهود “! اما ما حولتهُ إسرائيل الى تجمعات للمعتقلين يُدمىّ الأعين ؟هناك عشرات الألاف من المناضلين والسجناء من ابناء الشعب الفلسطيني يقبعون خلف الجدران الأسمنتية الخبيثة والزنازين الضيقة والمظلمة؟

لكن الصبية عهد التميمي تحملُ الاماً وغضباً ناتج وينِمُ عن تربيتها في الرد الثوريّ الأساسي والعفوى والتضامن والنزول الى الشوارع عند كل إشراقة شمس تشع على ارض فلسطين المحتلة.
هذا الحكم الذي أتى في خِضّم الصراعات الدولية على السيطرة وتوزيع السلطة بين الكبار .
كان نتيجة طبيعية لتحريض دائم ومجرم تعملُ بموجبهِ قادة العدو في إسرائيل لكي تستغل وتنتهزُ الفرص في التعتيم الإعلامي عن ما تقوم وتفعلهُ من اعمال احكام لأبناء غزة والضفة الغربية وباقي أراضي ما يُسمىّ
“ابناءالثمانية والأربعون “.

إقرأ أيضاً: عهد الفلسطينية: من طفلة غاضبة الى شابة ثائرة
لكننا اليوم يجب علينا ان نكون أقوى من القضاء الصهيوني في ممارساتهِ.
ليكون تحرك الجماهير الفلسطينية والشعوب التى تساند القضية الفلسطينية أينما كانوا ،لجعل الحراك سريعاً في كل الدول تحديداً التى لها تأثير ضاغط على الكيان الغاصب.
برغم الحروب والتفرقة والإنشقاقات الأخوية بين الشعوب العربية والتي تدور على اراضيها صراعات خطيرة ودامية من جهة. قد تُساهم اي الحروب الى “نسيان ” القضية الفلسطينية .
اما مانسعىّ وما نطالب بهِ الإعلان عن تشكيل لجان ومنظمات شبابية وإنسانية في رفع الدعاوى ضد الكيان الصهيوني وممارسة الإعتقالات للشباب دون السن القانونية.

إن توقيف المناضلة الشابة والسكوت الرسمي الفلسطيني والعربي والدولي ما هو إلا دعم تام لإنتهاك الحقوق الإنسانية ؟
يجعل من الجماهير الغاضبة الفلسطينية والحرة التي تُنادى بالإفراج السريع عن كافة المعتقلين داخل وخلف قضبان السجون الصهيونية .
والتي تُطيلُ اسرائيل وتُماطِلُ في إصدار الأحكام
الطويلة الأمد قد تصل الى المؤبد او الى مئة عام وأطول ؟
إذا تمادت السلطات الفلسطينية في تعهداتها للدول الكبرى والمانحة والراعية لعمليات السلام بمحاولة الصمت الكامل عن الإعتقالات ،هذا لا يمنع القوى الحرة والثورية التى ليس لديها سوى الحجارة، والمقلاع ،والصدور العارية، ان تستمر في حربها الطويلة التي ليس لها نهاية ولن تتوقف إلا بعد تحرير فلسطين وفتح باب السجون والمعتقلات والعودة الى الحرية مهما طال ظلام السجون.

إقرأ أيضاً: إعتقال «عهد التميمي» لن يجعل القدس عاصمة اسرائيل!
لكى تبقى فلسطين في ضمائرنا حيّة فلنردد معاً كلمات الشاعر محمود درويش في وقفة تضامن شعبية مع صبية المقلاع والصفعة الغاضبة،
سجل انا عربي -ورقم بطاقتي خمسون الف-
وأطفالي ثمانية-وتاسعهم سيأتي بعد صيف-فهل تغضب- سجل كلنا “عهد التميمي”..
عصام محمد جميل مروّة ..

السابق
تعرّف على تحالفات التيار الوطني الحر المتناقضة
التالي
هكذا تفرز أصوات المغتربين