ما هي حقيقة نقل قاعدة «العُديد» الاميركية من قطر؟

قاعدة العُديد
صدرت تقارير مؤخرا تفيد عن نية واشنطن نقل قاعدة "العديد" الجوية من قطر الى دول مجاورة، مع العلم ان القاعدة تضمّ القوة 319 الاستكشافية الجوية وقاذفات وطائرات واسلحة نوعية متقدّمة.

اقامت قطر قاعدة “العُديد” أو ما يعرف بمطار “أبو نخلة” عام 1996 بكلفة بلغت مليار دولار، جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، واستقبلت القاعدة القوات الاميركية في العام 2000 لتتحول فيما بعد الى مقر لسلاح الجوّ الاميركي في منطقة الخليج بعد توقيع اتفاق مع الدوحة، بحيث انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية من قاعدة “الأمير سلطان الجوية” في السعودية إلى قاعدة “العُديد”، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي، وينتشر فيها حاليا اكثر من 11 الف عسكري اميركي وتعتبر مركزا متقدما للعمليات الجوية الاميركية في المنطقة، بمدرج للطائرات يعد من اطول الممرات في العالم ويمكنه استقبال 100 طائرة على ارضه.

اقرأ أيضاً: القواعد الأمريكية في قطر.. متى تتحرك وتدمر الوطن العربي !؟

“الجزيرة نت” نقلت عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، تأكيده تعاون قطر في العمليات العسكرية، والتطلع الى استمرار هذه العلاقات، معبرا عن امله في عدم تأثير المشاكل السياسية على العمليات العسكرية والامنية، وقد صدر نفي في وقت سابق للقيادة المركزية عبر تويتر ان “الاخبار المتعلقة بهذا الشأن كاذبة ولا اصل لها”.

وفيما خص قاعدة إنجرليك في تركيا، قال فوتيل إنها كانت دائما “أساسية في حملتنا”.

وشددت القيادة المركزية أن “هذه الأخبار المضرة تُغذّي الخلافات وعدم الثقة بين الحلفاء في المنطقة في الوقت الذي ينبغي فيه التعاون ضد الهواجس الأمنية المشتركة”.

بدورها وزارة الدفاع الأميركية نفت هي الأخرى تلك التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام، وتحدث بعضها عن سحب والبعض الآخر عن خفض عدد القوات الأميركية في قاعدة “العُديد” الجوية، في حين ربطت بعض المصادر هذه الخطوة بالتقارب القطري – التركي بعد قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بحصار قطر، ومن ثم تفعيل القاعدة العسكرية التركية في قطر.

يُذكر ان القوات الأميركية لا تعمل وحدها في القاعدة، بل يشاركها تحالف مكوّن من أكثر من عشرين دولة، منها القوات البريطانية.

صحيفة “الشرق الاوسط” اشارت الى حصولها، في وقت سابق من مصادر في الكونغرس وصفتها بـ “المهمة”، عن وجود 4 خيارات بديلة عن قاعدة “العُديد”، تناقشها لجنة الشؤون الخارجية، هي منطقة الظفرة (الامارات) ومنطقة الزرقاء (شرق الاردن) وفي اربيل (كردستان العراق) وفي البحرين.

وقالت الصحيفة ان “مطالب نقل قاعدة العديد من الدوحة تأتي عقب إجراءات أميركية اتخذتها تجاه قطر، تتمثل في متابعة نظامها المالي والمصرفي بسبب تخوف من دعم المنظمات الإرهابية والأفراد ذوي العلاقة بتلك المنظمات، إضافة إلى مراقبة شديدة لتصرفاتها الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية، ما دفع قطر إلى إبرام مذكرة تفاهم ثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية في وقف تمويل الإرهاب”.

اقرأ أيضاً: أكثر من 20 قاعدة أميركية في العالم العربي

وبحسب موقع “سبوتنيك” فإن هيذر ويلسون وزيرة القوات الجوية الأمريكية كانت قد اشارت سابقا إلى أن “القوات الجوية والبنتاغون لديهما بالطبع مخططات احتياطية”، في شأن “العُديد” الجوية تم وضعها للجوء إليها في حال وقوع تطورات غير متوقعة.

ولفت الموقع الى ان الولايات المتحدة استعملت “العُديد” بشكل سري في الحرب على افغانستان في العام 2001، وزادت اهميته بعد اعتماد القوات الاميركية في ملاحقة عناصر القاعدة والمتطرفين باستخدام الطائرات الاستطلاعية بحرية ودون دفع اي بدلات لقطر.

وبحسب “سبوتنيك” تنطلق من القاعدة تقريبا طائرة كل 10 دقائق وعلى مدار الساعة لتنفيذ مهام قتالية فوق العراق وسوريا.

السابق
أصحاب «مقاهي الأرصفة» يقطعون طريق الكفاءات – الليلكي
التالي
«الديار» تحاور علي الأمين رئيس لائحة «شبعنا حكي»: ترشُّحنا لكسر الاحتكار الشيعي…