عدا «كلنا بيروت» و«نساء عكار»: تمثيل المرأة الانتخابي ما زال ضعيفاً!

انتخابات 2018 لم تشهد تحولاً جذرياً في دور المرأة، لا كوتا ولا مناصفة.. والعدد لم يصل إلى مستوى التوقعات!

ما زالت مشاركة المرأة “متواضعة ” حسب رصد الترشيحات النيابية للانتخابات القادمة في 6 أيار المقبل، وإذا استثنينا لائحة “كلنا بيروت” التي اعتمدت المناصفة في اختيار مرشحيها، ولائحة “نساء عكار”، التي تضمّ 5 مرشحات، فإنّ سائر اللوائح سواء سلطة أم مجتمع مدني أم قوى تغييرية، ما زالت دون التوقع.

في هذا السياق، أعّد الزميل الصحافي محمد شبارو، مطالعة لنسبة مشاركة المرأة، مستنداً فيها على التعميم الذي أصدرته وزارة الداخلية والبلديات، والذي تضمن الـ77 لائحة التي تسجلت.

وبحسب شبارو، فإنّ مشاركة المرأة في اللوائح الانتخابية توزعت على الشكل التالي:

28 لائحة: صفر في المئة.

32 لائحة: 20% وما دون.

7 لوائح: بين 20% و30%.

8 لوائح: بين 30% و 40%.

لائحة واحدة اعتمدت المناصفة في بيروت وهي لائحة “كلنا بيروت”.

لائحة واحدة كلها نسائية في عكار وهي لائحة “نساء عكار”.

وكان عدد النساء اللواتي ترشحن لخوض الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 6 أيار القادم، قد بلغ 111 امرأة، ومع أنّ العدد هو سابقة بالنسبة للسنوات الماضية إلا أنّه ما زال دون التوقع، رغم الحملة الإعلامية التي قادها المجتمع المدني لتمكين دور المرأة في الحقل السياسي وإيصالها بالتالي إلى البرلمان.

من الـ111، توزعت 86 امرأة على اللوائح الانتخابية، فيما خرج من السباق الانتخابي، 25 امرأة، واللافت في هذا السياق، هو تساوي بعض المجتمع المدني والسلطة في تهميش الدور النسائي وإسقاط المناصفة وحتى الكوتا.

في المقابل، عكست لائحتان في كل لبنان الصورة الإيجابية للتغيير، فضمت لائحة “كلنا بيروت” في دائرة بيروت الثانية 8 مرشحين، من بينهم 4 نساء رائدات، فيما كان لعكار حصة “الأسد” بلائحة قوامها 5 ناشطات في الشأن العام.

 

 

“للأسف نحن نطالب بكوتا، ونعمل كي تُصبح المرأة الإنسان مشاركة في صنع القرار، ولكن هناك عوامل لا تشجع النساء على الاستمرار في الترشح والتقدم للمشاركة في صناعة القرار سواء في البرلمان أو في مراكز أخرى”، بهذه الكلمات تعلق نقيبة الممرضات والممرضين المرشحة على لائحة “كلنا بيروت” الدكتورة نهاد ضومط، على واقع النساء الذي أظهرته اللوائح الانتخابية.

مضيفة في حديث لموقع “جنوبية” “أنا لا أفقد الأمل بل متفائلة، فنسبة الترشح قد ارتفعت بشكل ملحوظ عن العام 2009، وعلى الرغم من أنّ الخطوات ما زالت بطيئة ولكن لا بد من الوصول، فهذه مسيرة نضال ولا بد من المتابعة فيها حتى نحقق العدالة للتمثيل النسائي بكل القطاعات العامة والخاصة ولاسيما في قطاعات الدولة ومراكز صنع القرار كالبرلمان ومجلس الوزراء”.

ولفتت ضومط إلى أنّ الإعلام هو صديق حليف لهذا النضال، وأنّه لا مجال للاستسلام أو لليأس، بل يجب العمل دائماً لتغيير هذا الواقع.

وفيما يتعلق بابتعاد بعض لوائح المجتمع المدني عن الكوتا أو المناصفة باستثناء لائحة “كلنا بيروت”، ولائحة “نساء عكار”، أوضحت المرشحة في دائرة بيروت الثانية أنّه كان لا بد من العمل أكثر على الأرض مع النساء اللواتي بإمكانهن إحداث فرق، واللواتي يمتلكن العلم والممارسة في القوانين.

متابعة “كان علينا ربما أن نعمل أكثر مع بعضنا كنساء، وإن كنا في لوائح متنافسة، وذلك بهدف التشجيع وإيصال أكبر عدد ممكن منّا إلى البرلمان”.

ورأت ضومط، أنّ الجميع يعمل لذات الهدف ولكن بشكل مجموعات منفردة، دون أن يتم السعي لتشكيل كتلة قوية تعمل على تحقيق المطالب، وعلى وضع المرأة الإنسان في مكانها الصحيح، معلقة “كان علينا التواضع وتخفيف الـ”ايجو”، كي نشجع بعضنا على الوصول بغض النظر عن اللائحة والكتلة، وكان على النساء أن يقدمن أكثر الدعم لبعضهن، هناك تقصير في العديد من الأمكنة ويجب وضع الإصبع على مواطن التقصير والعمل على تحسينها للدورة الثانية”.

إقرأ أيضاً: في أعلى نسبة مشاركة نسائية: 111 مرشحة للانتخابات

تتابع ضومط “على المرأة أن لا تيأس، وأن تحاول دائماً الوصول، ويجب العمل على تحضير جيل جديد من المرشحات اللواتي لدينا ثقة بما يملك. أنا وزميلاتي الثلاثة في لائحة “كلنا بيروت” لدينا هذا التوجه وقد اتفقنا عليه وعملنا سيستمر لتمكين التمثيل النسائي، وتواصلنا سيكون دائم مع السيدات المؤهلات للوصول ولتمثيل النساء في مجلس النواب، ونحن نتوجه لكافة الفئات، سواء للسيدات الشابات، أو للسيدات صاحبات الخبرة في الحياة، وفي الخدمات العامة”.

وفيما يتعلق بالاستغراب الذي أبداه بعض اللبنانيين من لائحة “نساء عكار”، لكونها تتألف من 5 ناشطات، تساءلت ضومط عن المشكلة؟ مؤكدة أنّ هذه حرية، وأننا في لبنان الحضارة والتقدم، وفي هذا الـ”لبنان” لا بد لنا من تشجيع ودعم السيدات الرائدات.

خاتمة بالقول “ربما في مكان ما هناك يأس واستسلام، ولكن هذا ليس موجود في قاموسي، وبالتالي علينا أن نعمل لتكون الأرض حاضرة وخصبة كي تتلقى وتتقبل دور النسوة في الشأن العام وفي الحياة السياسية وفي صنع القرار”.

إقرأ أيضاً: لائحة «كلنا بيروت»: تمويلنا ذاتي..وهناك من حاول رشوتنا للانسحاب

في المقابل، تؤكد المرشحة على لائحة “نساء عكار” غولاي الأسعد لـ”جنوبية” أنّ 111 امرأة، هو رقم مميز”، تلفت الأسعد وهي أصغر مرشحة للانتخابات النيابية وتمثل “أقلية التركمان وبلدة الكواشرة”، إلى أنّ لائحتهم جاءت كرد على تهميش المرأة في عكار، لاسيما بعد الوعود المتتالية إن بالكوتا النسائية، أو بالـ20% من التمثيل على كافة اللوائح.

متابعة “هدفنا أن نثبت أنّ هناك نساء يمتلكن القدرة، والجدارة لخوض المعركة السياسية ولديهن جرأة الترشيح”.

هذا وتوضح الأسعد أنّ حزب 10452 الذي تنتمي إليه، أراد أن يمكن المرأة، والشباب، وأنّ رئيسة الحزب “رولا مراد” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، عكست مسيرتها في النضال في تشكيل لائحة انتخابية قوامها النساء.

مؤكدة في الختام أنّ الحزب ليس ضد الذكور، وأنّ اللائحة جاءت في مواجهة تغييب الكوتا، للتأكيد على أنّ المرأة ستواجه للوصول إلى مراكز صناعة القرار، وستتواجد في كافة المعارك السياسية.

السابق
ايران والعالم العربي (5): أحلام طهران التوسعيّة
التالي
تطوير مرفأ طرابلس: تحرك اوروبي واهمال لبناني رسمي