تطوير مرفأ طرابلس: تحرك اوروبي واهمال لبناني رسمي

مرفأ
يزور لبنان باستمرار وفود اقتصادية اوروبية للبحث في عملية تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس الحيوي الذي يُرصد له دور بارز في عملية اعادة اعمار سوريا، فهل ستترك السلطة اللبنانية لمرافىء تركيا والأردن والعراق ان تتولى المهمة.

برأي المفوّض الأوروبي المعني بسياسة الجوار ومفاوضات التوّسع، يوهانس هان، هناك فوائد عدة لمرفأ طرابلس في الشمال اللبناني، وله فائدة كبيرة لكل من لبنان وسوريا معا، اضافة الى دول الجوار، وذلك بحسب موقع “الأناضول” الالكتروني.

ففي زيارة لوفد الإتحاد الأوروبي الى طرابلس ومينائها، لفت يوهانس هان ان للميناء دور بارز. وأهمية هذه الزيارة انها أتت وسط تزايد الاهتمام بالمرفأ من أجل عملية إعادة إعمار سوريا المرتقبة، نظرا لقربه من الحدود اللبنانية ـ السورية.

وتعتبر الزيارة الاوروبية مخصصة للاطلاع على وضع المرفأ للعمل على توسيعه وتطويره وإمكاناته. فهذا المرفأ يمتلك من الإمكانات الهامة الكثير، لكن لم يتم استغلال قدراته بشكل تام من قبل السلطات اللبنانية لاسباب عديدة. وفي حال العمل على تطويره يمكن ان يقدم خدمات كبيرة للصناعيين والشركات والقوى المنتجة.

اقرأ أيضاً: أزمة بواخر الكهرباء… هل تحلّها إدارة المناقصات؟

ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا تم تصويب الانظار الى ميناء طرابلس نظرا لدوره المستقبلي كمنصة لإعادة إعمار سوريا. حيث ان طرابلس تعتبر بوابة محافظة حمص السورية لاعادة الاعمار.

ويبدو أن القرار الدولي بإعادة الاستقرار الى لبنان له أبعاده الاقتصادية التي تتصل بصفقات حول اعادة اعمار سوريا.

واليوم، عادت الى الواجهة أهمية جعل لبنان ساحة مستقرة، بحسب جريدة “النهار”، لتُشكل منصة أساسية للشركات العربية والاجنبية لإدارة اعادة الاعمار بعد انتهاء الحرب.

فالشركات اختارت لبنان نظرا لموقعه الجغرافي المتميّز عن بلدان الجوار السوري وقربه من البحر ومرافئه العديدة والقريبة من الحدود السورية كمرفأ طرابلس، اضافة الى مرفأ بيروت.

فالشركات الخليجية والأجنبية تنتظر كلمة السرّ لبدء عملية اعادة اعمار بعض مناطق سوريا رغم استمرار الاشتباكات. حيث بدأت شركات مقاولات عربية واجنبية وضع الدراسات والاقتراحات للدخول في مناقصات سيتم الاعلان عنها في الأشهر المقبلة لإعادة اعمار بعض المناطق.

فهذه الشركات تبحث عن مقر لها في لبنان، وتحديداً بين بيروت والبقاع، لادارة هذه العملية، ما يبرر القرار الدولي بالحفاظ على استقرار لبنان، لانه لهذه الشركات مصالح كبيرة ما بعد الحرب في سوريا.

اقرأ أيضاً: ماذا ستغير الانتخابات إذا حصلت؟

ويُعتبر لبنان مركز انطلاق أعمال ونشاط هذه الشركات نحو سوريا كونه يتمتع بخصائص مميزة عن الدول المجاورة كالاردن وتركيا والعراق، اضافة الى الشركات الخليجية كالسعودية والقطرية والاماراتية والكويتية.

وقد بدأت هذه الشركات بارسال موفديها الى لبنان مؤخرا، حيث سيشهد البلد مؤتمراً خاصاً حول اعادة اعمار سوريا يجتمع فيه رجال الاعمال الخليجيين والاجانب وكبرى شركات المقاولات، والمصارف، وشركات التأمين، اضافة الى عدد من الخبراء.

وبحسب “البنك الدولي”، فان كلفة اعادة اعمار سوريا تتخطى الـ 200 مليار دولار، الا ان”RT” الروسية، افادت ان الدمار الهائل في سوريا يحتاج إلى تريليون دولار لإعادة إعمار.

فهل ستعمد الحكومة اللبنانية الى اعادة تأهيل مرفأ طرابلس ليكون لبنان على قائمة عمليات الاعمار في سوريا، فيستفيد من هذه الفرصة اقتصاديا بعد ان دفع ثمنا غاليا كتحمّل اعباء اللجوء والنزوح على كافة الصعد؟

السابق
عدا «كلنا بيروت» و«نساء عكار»: تمثيل المرأة الانتخابي ما زال ضعيفاً!
التالي
يحيى شمص: نترشّح مقابل «الثنائية الشيعية» ونراهن على وعي الناخب البقاعي