تعدّد اللوائح تشتت الأصوات المعارضة مقابل لوائح السلطة

الترشيحات للانتخابات النيابية
كيف يمكن النظر لتعدد اللوئح في الدوائر الشيعية ؟

أقفل باب تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل امس على 77 لائحة وهو الاكبر في تاريخ الانتخابات النيابية في ‏لبنان. وللمرّة الأولى سجّل في المناطق ذات الأغلبية الشيعية عدّة لوائح بوجه لائحة الثنائي الشيعي، فقد برزت في دائرة “النبطية بنت جبيل، حاصبيا، مرجعيون” 6 لوائح، وفي دائرة بعلبك ‏الهرمل 5 لوائح. وهو بالتالي ما يشير بصعوبة معركة اللوائح المعارضة والمستقلة ضد لوائح الثنائية الأمر الواقع في المنطقة. إلا أنه في الوقت نفسه كثرة اللوائح إلى مدى التعدد والتنوّع ومن ناحية ثانية يشير إلى التململ الحاصل في القرى الجنوبية والرغبة بالتغيير.

اقرأ أيضاً: المرشحة لينا الحسيني… المرأة الوحيدة المُعارضة في «الدائرة الثانية» جنوبا

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير الإنتخابي محمد شمس الدين، الذي لم يرَ أن هناك تعدّد لوائح في المناطق الشيعية بدليل أن دائرة صور – الزهراني التي لم يشكل فيها سوى لائحتين فيها هي أدنى عدد لوائح على صعيد جميع الدوائر، اما وجود 6 لوائح جنوب الثالثة و5 في بعلبك الهرمل فهذا رقم طبيعي بالمقارنة مع المناطق السنية إذ شهدت بيروت الثانية 9 لوائح وفي طرابلس 8 لوائح”.مؤكدا أن العدد ليس كبيرا في المناطق الشيعية إنما الرقم مقبول”.

إلا أن شمس الدين أشار إلى أنه لا بد من “التمييز بين تعدد اللوائح في الجنوب الثالثة عن بعلبك الهرمل. ففي الأخيرة تعدد اللوائح لا يغيّر النتيجة لأن هناك لائحة قوية أساسية عمادها القوات اللبنانية، تيار المستقبل إضافة للمعارضين الشيعة تمثل اللائحة الأساسية للمعارضة أما اللوائح المعارضة الأخرى قد لا تصل إلى الحاصل الإنتخابي وبالتالي وجودها لا يغير بالمشهد الإنتخابي “.

وأضاف”أما تعدد الوائح في الجنوب الثالثة فانه قد يطيح بإمكانية المعارضة بالفوزـ فبإختصار في بعلبك – الهرمل تعدد اللوائح قد لا يؤثر إنما في الجنوب الثالث حكما سيؤثر”.

وفي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية بنت جبيل، حاصبيا، مرجعيون) سجّل أمس لائحة “كلنا وطني” لحزب سبعة وبعض الشخصيات من المجتمع المدني تضم 7 مرشحين وكان لموقع “جنوبية ” حديث مع المرشح في هذه اللائحة عن المقعد الأرثوذكسي المهندس فادي أبو جمرة (نجل اللواء عصام أبو جمرة)، الذي اشار إلى أن “التوجه كان من البداية إلى ترك إعلان هذه اللائحة حتى اللحظات الأخيرة”.

وقد رأى أن “تعدّد اللوائح في الجنوب الثالثة تعبّر عن التنوّع الثقافي والسياسي الموجود في المنطقة، بدليل تشكيل كل حزب وكل قوة سياسية لائحتها الخاصة”. وتابع “إلا أن الأمر غير الصحيح هو تشكيل أية لائحة لمجرد تحقيق خرق لثنائي أمل “حزب الله” وهو ما يؤدّي بطبيعة الحال إلى خرق الهوية والخروج عن المبادئ الخاصة بكل فئة لمجرد تحقيق هذا الهدف وهو ما ترجم فعليا بتحالفات الأضاد وبالتحالف بمكان والتنافس في مكان آخر”.

محمد شمس الدين

هذا وأشار إلى أنه في الجنوب الثالثة هناك “مجموعتان واحدة مؤلفة من 5 لوائح تقليدية لم يتغير فيها شيئ من ناحية الخطاب السياسي والمصالح التي تجمعهم، والمجموعة الثانية وهي اللائحة الجديدة المنبثقة من الحراك المدني التي لا فيها مبيايعات محورية ولا مصالح بل هي تدور فقط حول فلك الإنسان همها الوحيد المواطنة”.

ورأى أبو جمرة أن “المواطن أصبح لديه خيارات عديدة. وبالنهاية الخيار له إن كان مع تحالف حزب الله حركة أمل أو مع ما يمثله التيار الوطني مع أصدقاء الحزب وتيار المستقبل أو مع الحزب الشيوعي أو مع التغيير مشيرا إلى أنه لا مجال للاستنسابية في هذا القانون والمواطن عليه أن يختار اللائحة كلّها”.

اقرأ أيضاً: بعد فشل التفاهمات: أربع لوائح في مواجهة «الثنائية» في دائرة الجنوب الثالثة

هذا وأكّد “أن وجود لائحة “كلنا وطني” هي تغيير بحد ذاته في المجتمع الجنوبي، فمن بيده التغيير بشكل فعلّي هو المواطن، نحن نعرض البديل وهدفنا النهائي تغيير أداء الدولة وبوجودنا كبديل من ناحية خرق لوائح السلطة بمقعد أو مقعدين. وفي حال ربحنا أو لم نربح بات معروفا أن هناك مجموعة من الناس بدأت تتحرك على الأرض ضدّ ممارسة وأداء السلطة”.

وفي سؤالنا عن الشعار الذي ترفعه هذه الائحة للجنوبيين قال إن “الشعار هو “كلنا وطني” أي أن كل مواطن يصوت لهذه اللائحة في الجنوب هناك مواطن مثله يصوت لها في الشمال والمتن حيث هناك أكثر من 9 لوائح وأكثر من 66 مرشح”.

وفي الختام دعا أبو جمرة “جميع الجنوبيين الإقتراع لمن يشاء، لمعرفة أنّه في النهاية المواطن يعبّر عن رأيه، مشيرا إلى أنه “اليوم نخوض معركة لإيجاد بديل ولخلق تنافس إنتخابي كي تكون الاربع سنوات القادمة محاسبة في صناديق الإنتخابات”. على أن “المواطن عليه أن يتحرر لمدة 4 ثواني خلف الستار كي يتحرر لمدة أربع سنوات”.

السابق
ايران والعالم العربي (4): رسم الهلال الشيعي بتدمير الشام وحُكم لبنان
التالي
بين بوتين و«القاعدة»