السيد حسن نصرالله يتابع حملته الانتخابية… ويركزها باتجاه البقاع

في تحليل لخطابات أمين عام حزب الله الانتخابية والتي كان آخرها يوم أمس، يتابع السيد حسن نصرالله حملته الانتخابية، مؤكدا انه لن يتوانى عن الذهاب وزيارة مدن وقرى البقاع اذا شعر ان لائحته الانتخابية مهددة بالخرق.

قال السيد حسن نصرالله في مجمل خطبه الانتخابية “سأذهب الى مدن وقرى‎ بعلبك ـ الهرمل اذا وجدتُ وهناً في الاقبال على الانتخابات”. فهل لمس الوهن بنفسه؟

ففي تحليل لخطابه منذ انطلاق المساعي للانتخابات النيابية، ثمة 3 نقاط شدد عليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في لقاءاته المتعددة مع الماكينة الانتخابية المتكررة في المناطق، وهي: البعد الشيعي الداخلي، والبعد الديني العقائدي، والبعد السياسي الخارجي.

في البعد الاول، قال “سأذهب الى مدن وقرى‎ بعلبك ـ الهرمل اذا وجدتُ وهناً في الاقبال على الانتخابات ودعم لائحة «الأمل والوفاء»، سأذهب بنفسي”.

اقرأ أيضاً: سليمان لـ«جنوبية»: هنيئاً للسيد حسن بهذه المهمة أن يتنقل من قرية إلى قرية لكي يقنع الناخبين

وفي البعد الثاني، قال “نهار الأحد في ٦ آيار الكل بدو ينتخب مش نقول رايحين نزور السيدة زينب او الامام الرضا او الامام الحسين لأن هني رح يقولولكن انتخبوا بعدين تعوا”.

وفي البعد الثالث، قال “لو كنّا موجودين في الحكومة عام 2005 ما كان استَرجا لا فؤاد السنيورة ولا مِيّة واحد مِتلو ياخدو القرار يَلّي أخَدو بموضوع الشبكة السلكية لـ«حزب الله».

وفي اتصال مع المحلل السياسي، الدكتور حارث سليمان، قال لـ”جنوبية” تعليقا على الخطاب “السنيورة ترك الحكم عام 2009، والسؤال هو: بعد ان خرج من الحكم ماذا فعلت كتلة الوفاء، وهل ستظل تهاجمه وترمي أخطائها عليه. فعلى الصعيد الخارجي نرى ان اتهام السعودية كذب، لان الشباب المرشحين على لوائح المعارضة لا يملكون المال كبدل للترشح. انهم يتحدثون بالدين، وهم لا دين ولا ذمة لديهم، لذا يجب ان يعترفوا بالخطأ. ساعة يتهمونهم بشيعة سفارة، وساعة بالخونة، علما انهم هم من أرسل الدواعش بالباصات المكيفة”.

وختم انه “بامكانهم ان يتكلموا كلاما محترما، فينفّسوا الاحتقان، لكنهم يلجأون الى لغة التخوين في خطابهم دوما”.

من جهة ثانية، يؤكد المحلل السياسي والاعلامي، إلياس الزغبي، بالقول لـ”جنوبية”: “اللافت ان السيد حسن نصرالله يحاول رفع سقف الدعاية الانتخابية او الاعلام الانتخابي الى درجة غير مسبوقة استشعارا منه لخطورة المواجهة، وخصوصا وتحديدا في منطقة بعلبك الهرمل، لذا, يلجأ الى هذه الوسائل الثلاث أي العلاقة مع أمل، والتي يربطها بولاية الفقيه ببعدها الديني والسياسي. ثم شنّ حملة على المحور الذي يسميه محور السعودية-اميركا، حيث يتهمهم بوقوفهم الى جانب تيار المستقبل، وهو بذلك يرد على السقف العالي للرئيس سعد الحريري، عبر تحديد المواجهة مع الخصوم واعداء الحزب، لمحاولة أبلستهم وشيطنتهم وتوصيفهم بالدواعش والنصرة، وتلويحه ان سوف ينزل على الارض رغم المخاطر الأمنيّة”.

الياس الزغبي

فـ”كل هذه الوسائل التي يستخدمها نصرالله تكشف حقيقة استشعاره بالخطر الذي يتهدد بعض لوائحه، فهناك احتمال لخرق ما في بيروت الثانية في مواجهة العضوين الشيعيين، واحتمال خرق في دائرة بعبدا، وهناك احتمال خرق أكيد في بعلبك-الهرمل. فضلا عن الجنوب حيث ستسجل المعارضة ارقاما جيدة، وان لم تخرق”.

و”في المواقع الثلاثة المعركة ستكون قاسية في مواجهة سياسة وعقائدية حزب الله. لذا سيتدّرج حزب الله صعودا في رفع الاتهامات، وسيحوّل المعركة الى طابع كوني بمعنى ان اميركا والسعودية والاقليم والعالم، هم في مواجهة حزب الله، هذا السقف العالي الذي سيرفعه دون ان ننسى الاستفاقة المستجدة، وهي مسألة الفساد من خلال رفع السقف، وهو ليس بحاجة الا لمبادرة لوقفه عبر المنافذ الحدودية والمطار والمرفأ”.

لذا، “لا نستبعد ان يصعّد نصرالله خطابيّا لان تصريحاته قد تؤثر على اللوائح، ومنها الضغوط التي مُورست على الرئيس حسين الحسيني. لذا، يجب، ونحن امام مشهدية تصاعدية تعتمد وسائل مرتفعة السقف جدا، لا توّفر أيّ ممسك او أية قدرة او وسيلة لمواجهة القوى الأخرى، بما فيها مواجهة السعودية وأميركا والإرهاب، وصولا الى شعار مكافحة الفساد”.

اقرأ أيضاً: لوائح بعلبك الهرمل: عدم رضا شعبيّ وخرق محتمل بأربعة مقاعد

و”الخسارة الوحيدة التي يمكن ان تسجل في هذه الانتخابات ستكون الانتقاص من الآفة السياسية التي أدخلها حزب الله على الحياة السياسية اللبنانية منذ العام 2005، وهي الآحادية الطائفية، فقد كان الحزب سبّاقا في فرض الآحادية، أي اختزال الطائفة الشيعية لتصبح معرّضة للاهتزاز خاصة في دائرة بعلبك الهرمل حيث سيحاول الحزب الاحتفاظ بسيطرته على الكتلة السنيّة الشيعيّة”.

وختم، إلياس الزغبي، بالقول “هو, هنا, يعمل على مستوى طائفي ليكرّس الآحادية او الثنائية الشيعية، ويحوّل الطوائف الأخرى الى تقليده. لكن القانون النسبي ضرب هذه الثنائية، وهذه هي الإيجابية الجزئية لهذا القانون في هزّ القاعدة الخطيرة التي أدخلها الحزب الى الحياة السياسية في لبنان. اضافة الى لوثة وآفة المتمولين التي انتقلت الى الطوائف الأخرى، وجلب حيتان المال الى المجلس، حيث حرص التيار على ادخالها الى الحياة السياسية، بعد ان ادخل حزب الله آفة إلغاء الآخر”.

السابق
تضامن دولي واسع مع السعودية بعد قصفها بالصواريخ الحوثية
التالي
ايران والعالم العربي (4): رسم الهلال الشيعي بتدمير الشام وحُكم لبنان