نايلة جعجع تسحب ترشحها من الإنتخابات النيابية

اعلنت المرشحة نايلة جعجع انسحابها من الانتخابات النيابية وجاء في البيان:
كنتُ قد تقدمتُ بطلب ترشّحي للانتخابات النيابية في دائرة بيروت الثانية، انطلاقاً من اقتناعي بضرورة خوض الاستحقاق النيابي ضمن مشروع تغييري، يواجه، لا السلطة فحسب، بل يأخذ على عاتقه أن يساهم في وضع أسسٍ لبناء خطابٍ سياسي بديل، يعبّر عن طموحات العديد ممن سئموا الوضع القائم، وممن يتوقون في المقابل إلى المساهمة الفاعلة في عملية التغيير.
وكنتُ قد قطعتُ عهداً على نفسي بالتزام خطابٍ محوره الناس وقضاياهم، وبالانحياز إلى مشروعٍ يقترح رؤيةً جديدة، بنيوية، ديموقراطية، ونقدية، لمفهوم العمل السياسي برمته، ولمعايير مقاربته، بما يعيد خصوصاً إعادة الاعتبار إلى دور النائب من خلال تفعيل واجبه التشريعي والرقابي، والتزام تطبيق الدستور.
لكني، بعد أشهر من التمعن في التفكير ومن العمل الدؤوب لإحداث ثغرة خلاّقة في وجه الانسداد الذي واجه قوى التغيير في هذه الدائرة، قررتُ العودة عن الترشّح.
يأتي قراري هذا، على خلفية التطورات التي شهدتها مرحلة التفاوض على المشاركة في الانتخابات، ومن ثم مرحلة تأليف اللوائح.
فعلى الرغم من بعض الإيجابيات في القانون الانتخابي الجديد، كاعتماد النسبية أو استعمال اللوائح المطبوعة سلفاً، تبيّن لي مدى انطوائه على مشكلات وشوائب، ربما لم نعلّق عليها الأهمية الكافية في حينه، قبل قرار المشاركة، أو ربما لم نتدارك تبعاتها في الوقت المناسب، من بينها مسألة تقسيم الدوائر، واعتماد قاعدة الترشيحات الفردية، ومن ثم تأليف اللوائح، ومسألة الصوت التفضيلي الذي أعاد تكريس فكرة “الزعامة السياسية”.
إن هذه المشكلات والعيوب المشار إليها، تفرغ النسبية عملانياً، الكثير من مضمونها السياسي، وتحوّل عملية تأليف اللوائح، وخصوصاً في هذه الدائرة، من نقاش سياسي يخاض حول برامج انتخابية، إلى عملية “تجميع للأصوات”، تقدّم في أحسن الأحوال، تحالفاً مرحلياً، أساسه حسابات ضيقة. وللأسف، قررت بعض الفاعليات والمجموعات أن تشارك في السباق، من خلال شعاراتٍ ذات سقفٍ سياسي ووطني متدنٍّ، لكي تراعي ما تجزم، هي، أنها حساسيات سكان بيروت وأهلها، من دون توظيف أي جهد ظاهر للوقوف على حاجات الناس الحقيقية وقضاياهم.
وقد تبيّن لي أن هذه المقاربة ستفضي الى الانجرار وراء لغة التقسيم الطائفي والمذهبي والمناطقي، الأمر الذي من شأنه أن يفقد المعركة الانتخابية، على الأقل بالنسبة لي، معناها السياسي، ليحولها إلى عملية استرضاء لجمهور مُعتبَر سلفاً أنه غير قابل لتلقي اي خطاب بديل.
إن نهجاً كهذا، لن يؤدّي في رأيي، وفي أحسن الأحوال، إلاّ الى استبدال “الأشخاص”، أكثر مما يفترض أن يمثّل محاولةً جدية لبناء خطاب معارض مختلف، وتيار سياسي جدي، وذلك بمعزل عن كفاءة بعض المرشحين والمرشحات، ومهنيتهم، الذين قرروا الاستمرار في المعركة.
يهمّني أخيراً، وفي ضوء ما تقدّم، أن أعبّر عن أسمى مشاعر الامتنان لكل من وثق بترشّحي، ودعمني، بأيّ شكل من الأشكال، وأن أعلن قراري العودة عن الترشح.
هذا لن يثنيني بالطبع عن مواصلة العمل إلى جانب مبادرات تمثّل اقتناعاتي في الدوائر الأخرى. فالمرحلة الانتخابية الراهنة ليست إلا محطة – ولو مهمة – في عملنا السياسي، يجب ان تعلمنا ما يمكن أن نحققه، وما لا نزال نحتاج إلى عمل طويل لكي نحققه.

السابق
شكوى ضد المشنوق بجرائم التحقير والقدح والذم…
التالي
خليل حمادة يعلن عزوفه من الترشح عن الإنتخابات النيابية