تعيين بولتون يعيد هاجس توجيه الضربة للنووي الإيراني

يعتبر تعيين جون بولتون مستشارا للامن القومي الاميركي بديلا عن اتش آر مكماستر، بمثابة انقلاب في المواقف الاميركية، كما ويحمل دلالات سياسية عميقة لتغييرات خطط لها الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ توليه ادارة البيت الابيض.

بعد اقالته وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مايك بومبيو مديرا للاستخبارات المركزية المعروف بمواقفه الحادة من موسكو، وفي اطار التغييرات التي يجريها الرئيس الاميركي دونالد ترامب داخل ادارته للتخلص من اصحاب المواقف المتعارضة مع سياسته الخارجية، اعلن ترامب عن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي، الذي شكل احد اهم قادة الصقور في ادارة جورج بوش الابن.

بولتون المشهور بمواقفه المعادية لايران اثار تعيينه سلسلة ردود فعل لكل من ايران واسرائيل ونقل موقع الـ” الجزيرة نت” عن وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وعيده بمهاجمة ايران ومنعها من امتلاك سلاحا نوويا، خلال مؤتمر صحافي عقده امس وخص به جريدة يديعوت احرونوت، مؤكدا ان ما يقوله ليس شعارات واقوال، واضاف ليبرمان ان حكومته لن ترضى بتمركز عسكري ايراني في سوريا، وقال ان الجيش الاسرائيلي مستعد للتعامل مع أي تهديد لجهة الحدود الشمالية، وبشأن استعداد اسرائيل للتعامل مع “مسيرة العودة” التي ستشهدها غزة باتجاه الحدود يوم الجمعة المقبل، لمناسبة يوم الارض، اعلن ليبرمان ان الجيش الاسرائيلي رفع جاهزيته لمواجهة أي طارئ محتمل.

واشار الموقع ان وزير الامن الاسرائيلي الاسبق شاؤول موفاز صرح في المؤتمر نفسه ان بولتون حاول اقناعه بأن اسرائيل يجب ان تهاجم ايران عندما كان سفيرا للامم المتحدة.

وكان بولتون كتب مقالا له في جريدة “نيويورك تايمز” عام 2005 بعنوان “لايقاف قنبلة ايران، اقصفوا ايران بالقنابل”.

من جهته، امين مجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني وصف تعيين بولتون مستشارا لترامب بـ “المخزي”، واضاف بحسب “الجزيرة نت” ان ” محاولات أميركا إضعاف إيران لم تؤد إلى تحقيق أهدافها، وإنما مهدت الأرضية لتعزيز اقتدارها ونفوذها”.

جريدة “العرب” اشارت الى ان ترامب لم يكن متفقا مع مكماستر ويعتبره “شديد التعنت وإحاطاته بالأمور تستغرق وقتا طويلا وتبدو غير ذات صلة بالموضوع”، كما اشارت الجريدة ان مكماستر هو ثاني مستشار عينه ترامب خلفا لمايكل فلين وقام باستبعاده بعد تضليله التحقيقات بشأن الاتصالات مع السفير الروسي في واشنطن.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية اشارت في تقرير لها يوم الاحد الماضي ان قرار ترامب قد يؤدي الى كارثة عالمية، واعتبرت ان هذا التعيين يأتي في مرحلة صعبة في ظل عقد قمة مشتركة بين الرئيس الاميركي ونظيره الكوري الشمالي كيم جون اون، ونقل عن بولتون معارضته بشدة هذا اللقاء واعتبر ان الرد الافضل على اسلحة كيم هو ضربه عسكريا.

اقرأ أيضاً: هل نشهد نهاية قريبة للنظام الإيراني؟

ورأت “الغارديان” ان ايران تشكل احد اهداف بولتون الذي يؤيد فرض عقوبات عليها ما سيؤدي الى ردود فعل عنيفة في منطقة الشرق الاوسط وتوسيع الصراع السوري ليصبح حربا اقليمية.

موقع “سبوتنيك” اكد ترحيب اسرائيل بقرار تعيين بولتون ونقلت عن مندوب اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون قوله ان بولتون هو صديقا لاسرائيل منذ سنوات عدة، وحول الملف النووي الايراني علق دانون ان ترامب سيضطر الى “اتخاذ قرارا بهذا الشأن بوجود مستشارين حوله يعارضون الاتفاق النووي مع طهران”.

ونقل موقع “منظمة مجاهدي خلق الايرانية” عن صحيفة “دو يجه وله” الألمانية اشارتها الى أن اختيار بولتون لمركز مستشار الأمن القومي الأمريكي هو بمثابة “مسمار في نعش النظام الملالي” فهو من أشد المعارضين للاتفاق النووي مع إيران، ومن مؤيدي القضاء على النظام والإطاحة به.

السابق
حسن بزيّ لـ«جنوبية»: على المشنوق الإعتذار من «100 ألف بيروتي»
التالي
ريفي جاهز للمعركة في طرابلس والمستقبل يتوقع حصد 6 مقاعد