تحالف التيار-القومي في المتن يثير العصب الكتائبي

لعبة التحالفات الإنتخابية و"هوس" الحاصل ‏الانتخابي والصوت التفضيلي، شملت أيضًا في دائرة المتن، التي تشهد سباق محموما بين الكتائب والتيار الوطني الحر.

حماوة المعركة في المتن بدأت تظهر معالمها من الآن، فكيف لا وهي معركة مسيحية – مسيحية على زعامة المتن الشمالي نظرا لأنها  “تُعدّ معقل الكتائب وأكبر حزب أرمني في لبنان،الطاشناق، بالاضافة الى التيار الوطني الحر وميشال المرّ والقوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي”.

وفيما رسى المشهد الإنتخابي  في هذه الدائرة على ٤ لوائح أساسية: الأولى لائحة التيار الوطني الحرّ مع حزبي الطاشناق والسوري القومي الإجتماعي ومن أبرز مرشحي التيار وأقواهم النائب إبراهيم كنعان .

إقرأ ايضًا: معركة مسيحية – مسيحية حامية في دائرة المتن فمن سيتصدر المشهد؟

وفي المواجهة، تأتي لائحة حزب الكتائب والوطنيين المتحالفة أيضًا مع  بعض الشخصيات المستقلة من المجتمع المدني وعلى رأسها رئيس حزب الكتائب  النائب سامي جميل .

عدا عن اللائحة الثالثة العائدة للقوات اللبنانية مع شخصيات مستقلة. إضافة إلى لائحة النائب ميشال المر ، الشخصية المتنية البارزة وذات الثقل ، الذي سوف يخوض المعركة وحيدا.

مشهد التحالفات هذا يبشر بمعركة إنتخابية محمومة لا سيما بين حزب الكتائب والتيار الوطني، فبوقت  إستطاع تحالف الطاشناق – التيار في الانتخابات السابقة الفوز بستة مقاعد، مقابل فوز لائحة تحالف النائب سامي جميل والمرّ بمقعدين. وفيما نال الجميل النسبة الأعلى لدى الناخبين المسيحيين من غير الأرمن التي بلغت 55.1%، حصل كنعان على أعلى نسبة أصوات مسيحية من الطوائف كلّها، بلغت 50.9%. هذا ما يكرّس أن المنافسة شرسة بينه وبين سامي الجميل.

وهو ما يفسّر بالتالي المنافسة المحمومة التي تشدها المتن، بين الكتائب والتيار الوطني حيث فتح الأولّ النار على لائحة التيار البرتقالي تحت عنوان: «في المتن… كنعان على لائحة السوري القومي»! منتقدين أنه يخوض المعركة الانتخابيّة بلائحة فيها 3 مرشحين قوميين سوريين او قريبين من الفكر القومي كالوزير السابق إلياس بو صعب على حدّ تعبيرهم، في وقت يجاهر كنعان بمناهضته للنظام السوري إلّا أنه قرر خوض المعركة الإنتخابية بأي ثمن حتى ولو كان التحالف مع القوميين.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع النائب غسان مخيبر المرشح المستقل على لائحة التيار الذي اشار إلى أنّ هناك “مرشح واحد من حزب القومي وهو غشام الأشقر، إضافة إلى مرشح النائب أغوب بكردونيان لحزب الطاشناق إضافة الى مرشحين مستقلين”. مشيرا إلى أن المرشحة كورين أشقر والدها قومي إنّما هي مستقلة وغير منتسبة للحزب

مؤكدا أنه  “بالنهاية  الخيار للناخبين، فهناك خليط من الحزبيين والمستقلين، كذلك الأمر بالنسبة للوائح الأخرى لكن  التحدي والخيار هو الناس وبجودة غسان مخيبرالأفراد

مذكرا أن “الإنتخابات بسبب اختيار بالصوت التفضيلي أصبح شبه تصويت على شخص في هذه اللائحة والتحدّي هو بهوية الشخص الذي سوف يختاروه”.

وعن حملة الكتائب “قال إنه أمر غير صحيح لأن مرشحي التيار الوطني هم ثلاثة بينما هناك مرشح واحد للقومي”، ورأى أن هكذا المنافسة الإنتخابية بهذا الشكل أمر غير سليم خصوصا انها مبنية على أسس غير صحيحة”. وتابع “ففي حال إعتبارهم أن الوزير السابق الياس بو صعب قومي فهو أمر غير صحيح كذلك الأمر بالنسبة لكورين فهي مستقلة”.

كما دعا مخيبر أن “يترك الخيار للناس  فالذي لا يحب المرشح القومي ببساطة لا يصوت له وهنا تأتي أهمية الصوت التفضيلي في هذه الإنتخابات”. مؤكدا في الختام أن “المتنيين يقادرين على الإختيار ولا أحد يعتبرهم قاصرين”.

إقرا ايضًا: دائرة المتن: أم معارك المسيحيين…والكل سيفوز!

من جهة ثانية، تحدثت “جنوبية” مع عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب سيرج داغر الذي اكّد أوّلا أن المعركة الإنتخابية في المتن بالسنبة للكتئاب مهمة جدا لجهة أن  “هناك مواجهة مباشرة بين السلطة والمعارضة، المتمثل بالكتائب بالإضافة للمتحالفن معه من المستقلين ولائحة تمثل السلطة بإمتياز على رأسها الوزير إبراهيم كنعان إضافة إلى وزير سابق للتيار ..”. مشيرا إلى أنه “نحن نعتبر هذه مناسبة للمتنيين ولديهم مسؤولية وطنية بدعم المعارضة وإسقاط لائحة السلطة في منطقة أساسية”.

ومن جهة تركيبة اللائحة قال إن “نرى في لائحة المعارضة مرشحين إضافة إلى المستقلين من المجتمع المدني هناك حزب الخضر إضافة إلى وجوه جديدة تغييرية لديها كفاءة، في المقابل نرى وجوه تقليدية ونرى كذلك مرشحان قوميان ومرشح ذات خلفية قومية على الرغم من أن المتن ليست سيرج داغرمنطقة ذات ثقل قوم، إضافة إلى 3 مرشحين للسلطة عدا عن مرشح ممول “. مشددا”يجب أن تكون فرصة للمتنيين كي يختارول لائحة المعارضة والتغيير بوجه لائحة السلطة التي تجمعها مجموعة من التناقضات إضافة إلى الوجوه فيها ليسوا أفضل الممثلين للمتن”.

وعن النتائج أكّد داغر أنه نظرا للقانون المعتمد “ليس هناك لائحة ستفوز كاملة في المتن، فهناك معركة أساسية والمرشحين الفائزين ستيكونوا في الفريقين وعلى الأقل كل لائحة ستحظى بمقعدين”. وعن لائحة القوات فإن الفريقين الأسياسيين في المتن هما التيار والكتائب، أما القوات فلديها بعض الحضور في المتن ورشحت بعض الوجوه المستقلة إلا أنها ليست من اللوائح الأساسية في المتن”.

وفي الختام، أشار إلى أهمية أن يكون أهالي المتن لديهم مسؤولية لجهة التصويت المفيد، دون توزيع أصواتهم على أمور ليست أساسية مع ضرورة الإدراك أن هناك معركة بين المعارضة والسلطة لائحتان لديهما القدرة على جلب عدد من النواب وهذه فرصة لللبنانين لإصل رسالة للسلطة من خلال معركة المتن”.

السابق
التحالف اللبناني للحوكمة: لدفع الحكومة نحو الشفافية بملف النفط
التالي
روح الطفل مارون قزّي في السماء!